متى تعود؟

هذا ضياءٌ أم خيالُك عائدُ؟
فمتى تعودُ حقيقةً وتشاهدُ؟
ومتى تعودُ هواجسا لملمتُها
ومشيتُ لا سالٍ ولا أنا زاهدُ
ووقفتُ مشدوهاً وأنت ملامح
تبدو ولكنّ الزمان يُعانِدُ
وقسا خيالُك واستبدّ بحُكمِه
فعلام يُوغِلُ في الغيابِ الشاهدُ؟
وعلام ترسلُ ألف سهمٍ طائشٍ
وحنينُ قلبي يرتجي ويراودُ
تأبى خيولي أن تكونَ فريسةً
لسواك ما لانَتْ وفيك تجاهدُ
عُد لي حبيبي كي أراك تدلني
فالليل داجٍ والنجوم سواهدُ
أسرع وعد لي واحةً ريانةً
سفري بعيدٌ والقفارُ تباعدُ
هذي مسافاتي وذاك تمكني
فمتى يُمَدُّ إلى حبيبِك ساعدُ
أسرع وكن لي جملةً رقراقةً
كيما يعودَ إلى التدفق رافدُ
أو كي نزين من رؤايَ طريقنا
أملاً و يُجهد أو يكفّ الحاسدُ
ونسير في الأفلاك سرّاً ذائعاً
نثرٌ بديعيٌّ وشعرٌ خالدُ
أما المغيَّبُ في الشجون فليلُهُ
برقٌ يلوح على الغيوم وراعدُ
أرسِلْه ما شحت عليه ذؤابتي
لا عاش قلبٌ في الحبيب يزايدُ
هذا فؤادي فامتلكه ببسمةٍ
تجتاحني ليلاً وثغرك قائدُ
ولَهٌ يسافر في عروق قصيدتي
ويقيم في عصبي وفيه يكابدُ
ولَهٌ ضبابيٌّ يعاود صحوه
ويعيدُ وعدا والسراب يعاودُ
شيءٌ يراني ثم ينكرُ أنه
وعدٌ يسافر في المحال وواعدُ
شيءٌ تعلق في الضلوع وتحته
وجع عليه حكاية وقصائدُ
أَمْهَرتُهُ عمري وتِيهَ توجسي
وعدٌ بعيدٌ غائبٌ يتواجدُ
أسميتُهُ خطأً مُنايَ وكان لي
ألمٌ يعاهدُ والمنى تتعاهدُ
ما خلته أبدا يكذّب لهفتي
نكث الفويسقُ واستقام العابدُ