اهتم بالرحلة

ما الذي يمكن حذفه والتخلي عنه من الحياة أو الرحلة ؟ إن كل عام هو جزء صغير من رحلة في سفر لا يعلم مداه إلا الله.
كان هذا أول ما راودني وأنا أرى الأيام تلملم ما تبقى من ساعات ودقائق ليطوى عام امتلأ بما امتلأ، ومررنا به بما مررنا، ومنَّ به الله علينا برحمته وستره، ومتعنا بشمس صباح أشرقت علينا تغسل أشعتها أرواحنا؛ وبليل تسكن فيه أرواحنا وتجددها.
إن قوائم الجرد والحسابات في الداخل أهم؛ لأنه كما قال المثل: حتى تبني عاليا يجب أن تحفر عميقا.أحيانا الذي يحدث أننا نهتم بالأرقام، التقويم، العمر بينما الأهم من الرقم، هو قدرتنا على تحويل حياتنا من خلال نوعية أفكارنا.
إن مثل هذه الأوقات يليق بها وبك أن تتفقد خريطة الكنوز لديك.
أعِدَ خريطة لها.. إن لم تكن تملك واحدة لها تسميات أخرى كأهداف وخطط. المهم أن تحضر نفسك معك في كل بداية ومع كل احتفالية بعام جديد ورقم إضافي في عمرك.
اليك بعض من تدوينات لدي كنت قد كتبتها.. حفظتهها..ألفتها.. مختصر لتجارب أعادت بنائي نفسيا وإنسانيا. وهي ايضا مختصر مطالعات معنية بتحسين جودة الحياة وجودة ما يدور في رأسك وما تهمس به لنفسك:
يمكنك دائما أن تحيا بشكل أبسط، لا تجهد نفسك على شيء ضئيل، تخلص من الازدحام، احسب نجاحك كل يوم، تصور نجاحك، استغل الفرص لتحسين حياتك، كن خلاقا، كافح من اجل التميز وليس الكمال، توقف عن ادارة الفوضى، توخّ البساطة ولا تفرط في بعثرة الأشياء من حولك، صاحب الذين يدفعونك للضحك، أوجد لحظات مدهشة، لا تقنع بالعلاقات العادية. أنشئ صلات تنبض بالحياة، عندما تكون العلاقات جيدة فإنها تثري حياتك وتمنحك إحساساً بالأمن، دون نواياك على الورق، لا تنشغل بالكمال حتى لا تفقد قيمة التجربة، انت تملك كل شيء اذا كنت تملك صحة جيدة، الصحة الجيدة تعني امتلاك وفرة من الرغبة لفعل كل ما تريد فعله، أقوى نوعية الوقود هي الأفكار التي تدور ببالك ان قول الحقيقة بلطف وود أمر ممكن دائما، لا تتطلب المعيشة الطيبة ان تنفق كثيرا من المال ان التجارب الأكثر امتاعا لا تكلف غير القليل, نظام الاكل والشرب والتنفس والرياضة يؤثر على النجاح ,لا تحاول الانتصار في كل المعارك الصغيرة ,الاستماع دائما أهم من الكلام.
من الصعب أن تشعر بأي شيء عندما تهرول في حياتك بخطى بالغة السرعة. اهتم باليوم فهو رحلة. وكل رحلة التجديف عبر المياه المتلاطمة مسؤوليتك وحدك لأنه ليس هناك شيء مضمون مهما كانت امتيازاتك أو استعداداتك.
مشكاة النبوة كانت أبلغ حين قال صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها). كن صاحب حلم جميل لا يموت في كل رحلة.
ولقد يكون العمر بضع ثوان؛ أترى يفيد الزهر بعد رحيله حزن الربيع ولوعة الأغصان؟