أتساءل هل السفر ترف للأثرياء فقط أم هروب للتعساء من تعاسة الحياة، أم روتين سنوي محصور بفترة محددة؟ لماذا لا يكون أطول؟ لماذا لا نترك أعمالنا ونسافر بين الحين والآخر؟ لماذا العمل أهم من السفر في نظر الكثيرين؟ هذه أسئلة مهمة لا نسألها لأنفسنا في الغالب إلا إذا اقترب موعد الإجازات السنوية. غير أنه يجب أن نجد إجابات غير تقليدية لها، إذ إنها مهمة وتتطلب منا التغير والتجاوب قبل ضياع العمر. إن السؤال المهم لماذا العمل أهم من السفر؟ لأنه ببساطة مصدر الدخل لكن هذا جواب محدود. إن فكرة العمل لم تعد تقليدية كما كانت في السابق. ما قيمة هذا العمل؟ هل سوف يساعدك هذا العمل على تعزيز دخلك في السنوات القادمة مع التضخم وازدياد التزاماتك؟ للمعلومية هناك إحصائية منشورة مفادها أن 35 % من البريطانيين يعتقدون بأن عملهم تقليدي لا قيمة له وتصل نفس النسبة في هولندا إلى 40 %. نعلم جميعاً بأن هناك الكثير من الوظائف البيروقراطية التي هي عبارة عن ورق... نعم مجرد ورق في القطاع العام والخاص، أغلبها وظائف مصطنعة لتقليص البطالة وبعضها وظائف سوف تلغيها التقنية مثل بائعي المتاجر التي أغلق بعضها بسبب التجارة الإلكترونية، أو مكاتب خدمات السياحة التي ذابت مع مواقع السفر والسياحة.. ماذا لو خرجت من هذا العالم المتكرر والممل إلى رحلة سفر طويلة لكن ليس لترى العالم بل لترى ما في داخلك من سعادة مكبوتة وقدرات ذهنية معطلة، حتى لو خسرت وظيفتك غير المأسوف عليها... قد يبدو كلامي مخيفاً بعض الشيء لأولئك الذين يفضلون الأمن الوظيفي على المغامرة. إلا أن أجمل عبارة سمعتها لرجل استقال هي «ليست المشكلة وفرة فرص العمل بل قدرات وما تستطيع أن تجد طلباً عليه» ماذا لو ذهبت إلى الصين لمدة عام وتنقلت بين قراها ومدنها وأجدت لغتها أو ذهبت إلى روسيا أو اليابان، وطورت علاقتك مع التقنية وقدرتك الكتابية بلغتك ولغة أخرى، سوف يتغير سعرك جذرياً في سوق العمل. في الماضي كان السفر والترحال من عادة المتقاعدين لدى الغرب والميسورين في الشرق، اليوم أصبح من هم في الثلاثين يقومون بذلك وظهرت تطبيقات تساعد على تنظيم التكاليف والرحلات الطويلة مثل wealthfront وغيرها. وتطورت وسائل النقل وطرق السكن بل لم يعد السكن مقتصراً على الفنادق مهما رخص سعرها. بات يمكن من التطبيقات الحديثة أن تتعرف على شخص يؤجر لك غرفة في بيته مقابل مبلغ محدود وأحياناً مقابل أن تشترى الماء والحليب للبيت فقط. العالم يتغير ويتطور ويزداد توهجاً وجمالاً، فتغير وتحرك وتعلم فأنت من يصنع اكتئابك أو سعادتك. Your browser does not support the video tag.