ماذا يشفع للجوعى والمرضى من أهالي إقليم بلوشستان المحتل من إيران حتى يجدوا ما يسد رمقهم؟!، وهل سينتظر «الجوع» حتى يرد لهم نظام الملالي حقوقهم المسلوبة؟!. حياة قاسية، ومصير مجهول ينتظر أهالي إقليم بلوشستان، بعدما صرح «عليم يار محمدي» البرلماني عن منطقة زهدان الإيرانية، أن أهالي الإقليم قد يتوجهون إلى تناول لحوم القطط والكلاب والغربان، بسبب معاناة أكثر من 75 بالمئة من السكان من الفقر الغذائي، وعيشهم في أوضاع معيشية قاسية على كافة المستويات. وأكد محمدي أن قرى محافظة «سيستان وبلوشستان» تفتقر إلى مياه الشرب الصالحة للاستخدام الآدمي، ويعاني سكانها من عدم وجود الخبز، وانتشار الأمراض الفتاكة ومشكلات في الجهاز الهضمي والعمود الفقري ضمن وضع صحي متردي. وإقليم بلوشستان يقع إلى الجنوب الشرقي من إيران، حيث تبلغ المساحة التي احتلتها طهران من الإقليم العام 1928م نحو 247 ألف كيلومتر مربع، ثم قامت بتمزيقها إلى ثلاث محافظات هي سيستان وبلوشستان، وهرمزكان، وكرمان، من أجل القضاء على توحد السكان البلوش. وفي هذا السياق يقول الخبير في الشأن الإيراني أحمد فاروق، إن ممارسات النظام الإيراني بحق قومية البلوش ترفع حالة الغضب المنتشرة ضده في الإقليم، وتجعلها تتسق مع الحراك المجتمعي المشتعل ضد الملالي، منذ أواخر شهر ديسمبر الماضي. وأكد فاروق أن البلوش وغيرها من القوميات بشكل عام في إيران، تعاني من التمييز، وانعدام الخدمات، والافتقار لسبل الحياة الأولية للمعيشة؛ مما يدفعهم للغضب بين الوقت والآخر، من أجل المطالبة بحقوقهم في العيش بصورة طبيعية، موضحا أن النظام الإيراني يقابل مطالبهم بالتجاهل التام، ويزيد من ممارساته القمعية بحقهم، عن طريق مزيد من التدمير للبيئة، ونشر الأمراض والأوبئة. فيما يرى الخبير السياسي رمضان الشافعي غيث، أن بلوشستان شأنها شأن منطقة الأحواز المحتلة من إيران، فيما يخص الممارسات العنصرية للنظام الإيراني ضد كل من هو غير الفرس، مشيراً إلى أنه يهدف من وراء ذلك إلى تهجير القوميات الغير فارسية أو على أقل الأحوال إجبارها على التخلي عن مذهبها وهويتها، والدخول في مذهب الملالي، والانتماء للفارسية. وأضاف أن النظام الإيراني شديد التمرس في مخططات التغيير السكاني لمناطق الأقليات والقوميات التي تسكن على أطراف إيران مثل البلوش والأحوازيين، من أجل توطين الفرس وتزييف الهوية والتاريخ، حيث يستعين في ذلك بخطط لتدمير البيئة، والعبث بمصادر المياه والطعام، وإغلاق المدارس، ونشر الجهل، وممارسة القمع والاستبداد. وبرغم حالة الفقر المدقع التي أحدثها النظام الإيراني بالإقليم البلوشي إلا أنه يتمتع بثروات زراعية وحيوانية ومعدنية وبحرية كبيرة، إلى جانب المناجم ومصادر الطاقة. ويعاني أهالي بلوشستان منذ الثورة الخمينية، من ويلات العذاب على يد نظام الملالي الإيراني الذي تمرّس في مساع مسخ هوية الإقليم لمحاولة تفريسها بشكل تام، وهدم مساجد المذاهب المختلفة وأبرزها السنة، وإعدام رموزهم بعد تلفيق التهم الكيدية لهم مثل عالم الحديث الدكتور أحمد ميرين سياد، أول بلوشي يحصل على الدكتوراه من الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة بالسعودية، وكذلك اغتيال خريج نفس الجامعة الشيخ علي دِهواري، وإعدام الشيخان عبد القدوس ملازهي ومحمد يوسف سهرابي، وتدمير المدارس مثل هدم مدرسة الإمام أبي حنيفة في مدينة زابل. كما يتجاهل النظام الإيراني البنى التحتية في بلوشستان لجعلها تعيش خارج العصر، وتهميش البلوش في الوظائف والمناصب الإدارية، ودفع الإعلام المرتزق لتشويه صورتهم، والوهن الشديد في الخدمات الطبية والتعليمية، حيث يوجد أكثر من 120 ألف طالب وطالبة بلا تعليم، وحرمان بقيتهم من التعلم بلغتهم وما يتعلق بمذهبهم، ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي، وفرض قيود شديدة على وسائل إعلامهم المحلية، واستخدامه كافة السبل لتهجير السكان البلوش مقابل جلب مستوطنين فرس لخلخلة التركيبة السكانية بالمنطقة. بيد أن الشعب البلوشي لم يصمت إزاء الاعتداءات والجرائم الإيرانية، حيث شكل غصة في حلق نظام الملالي بتشكيل أحزاب مسلحة مثل جماعة جند الله، وجيش العدل، وجيش النصر وجيش تحرير بلوشستان، وجبهة تحرير بلوشستان، والتي أجعلت جميعها الجبهة البلوشية، وسببت رعب لنظام الملالي الذي لجأ إلى محاولات تشويهها بربطها بتنظيمات إرهابية مثل داعش، متجاهلا إعطائهم حقوقهم في المعيشة. Your browser does not support the video tag.