بالأمس ودعنا عام 2017، بسلبياته وإيجابياته الرياضية، وفرحه وحزنه، وانتصاراته وانكساراته في مختلف الألعاب، كان عاما حافلا بالتقلبات والتغييرات محليا ودوليا، تمكنت رياضة الوطن على مستوى كرة القدم أن تنهض من خلاله وتقف في قلب "موسكو 2018" حيث نهائيات كأس العالم وأكبر تظاهرة رياضية بعد غيابها عن "جنوب أفريقيا 2010" و"البرازيل 2014"، وعلى مستوى القيادة الرياضية كان هناك تغييرات كبيرة تتعلق بالأنظمة والمحاسبة بعد مجيء تركي آل الشيخ رئيسا لمجلس الهيئة العامة للرياضة، وابعاد بعض المسؤولين والأعضاء في الأندية، وإحالة بعض القضايا والأشخاص إلى الجهات المختصة بتهمة الفساد وشبهة التزوير، واقالة رؤساء وتعيين آخرين لإخفاقهم في تأدية المسؤولية على الوجه المطلوب، حتى وصل الأمر إلى حد التحقيق والإقالات والإعفاءات لأكثر من مسؤول وعضو رياضي، وإعلان دخول العوائل للملاعب الرياضية السعودية لأول مرة، وزيارات رئيسي الاتحادين الدولي لكرة القدم "الفيفا" والآسيوي إلى الرياض للقاء القيادتين السياسية والرياضية في المملكة، ما يعني ثقلا جديدا للرياضة السعودية واستعادة هيبتها وضرورة التواصل معها، ويحسب هذا لرئيس مجلس هيئة الرياضة، الذي كانت تحركاته إيجابية لصالح الرياضة السعودية وتعزيز مكانتها وضرورة تواصلها مع الاتحادات والمنظمات الدولية وفوق ذلك دعمت ومساندة رياضة الأشقاء في الكويت والعراق، وساهمت في رفع الحظر الدولي عن الأولى، والعمل على رفع الحظر عن إقامة المباريات على الملاعب لدى الثانية. جميع القرارات والخطوات والتحركات الماضية في عهد القيادة الرياضية الحالية تجعلنا نتفاءل ونتكاتف بأن يكون عام 2018 والأعوام التي تليه، عهد تخطيط ومرحلة بناء وعمل إيجابي وعصور إنجازات تغرد برياضة الوطن إلى حيث أجواء الاحتفاء بالبطولات على مستوى الأندية والمنتخبات دوليا وآسيويا، والبعد عما يؤثر عليها إداريا واستثماريا وتنافسيا وتحكيميا في ظل الحزم الكبير الذي حظيت به خلال الأشهر السبعة الماضية حتى تم إصلاح وتعديل الكثير من الأخطاء، وتم أيضا التصدي للعبث الإداري والمالي في الأندية والاتحادات وفتح قنوات الدعم من الجماهير، وإيقاف التهور والتعصب الإعلامي كأسلوب أولي يهدف إلى ترسيخ مبدأ تطبيق النظام ومحاسبة المقصر ومساءلة المخطئ، وتوجيه العجلة إلى الطريق الصحيح، وهذا يعني ضرورة تكاتف المنظومة الرياضية من مسؤولين واتحادات واللجان وإداريين ومدربين ولاعبين وجماهير وأعضاء شرف، حتى نقدم للعالم رياضة محترفة وعمل يليق بمكانة الوطن وضرورة تألقه في مختلف المحافل عطفا على حجم العطاء والدعم الذي يحظى به قطاع الشباب والرياضة من خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.