مشهد السبت الماضي لم يكن غريباً لمن يعرف المجتمع السعودي عن قرب، لمن يعرفه واقع أفراده وفكر أفراده وقدرات مؤسساته، وليس لمن يعرفه عبر قصص وسوالف منابر التخويف والتحذير، تلك المنابر التي أغلقت منافذ الحياة والتقدم بحجة وأخرى. حضرت الأسر السعودية في مواقع الاحتفالات في الرياضوجدة والدمام وغيرها من مناطق ومدن المملكة، فكان الجميع منتعشاً ومنشغلاً بحب الوطن، لم ينشغل أحد بالوصاية على غيره ولم يكن رجالنا ذئاباً ونسائنا نعاجاً، كان الجميع يعبرون عن انتمائهم وولائهم وحبهم للوطن ولملكه وولي عهده الشاب قائد الرؤية بجسارة قادة التغيير والتطوير الشامل والسريع والجذري دون تراخٍ ودون تركيز على جانب وتأجيل آخر، تغيير يقتلع الفساد بكل أنواعه من الجذور. التاريخ سيكتب للملك سلمان بن عبدالعزيز أنه مبرمج مرحلة التجديد للسعودية الحديثة حيث تجديد حيوية النظام الإداري وخاصة نظام الحكم بتولي أحفاد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لمواقع قيادية عليا وعلى رأس هرم التطوير والتجديد تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، هذا الشاب سيكتب التاريخ عنه أنه قائد مرحلة التحديث والتجديد وصانع الدولة السعودية المعاصرة قائد تحديث المملكة العربية السعودية، الوطن ينطلق للغد دون تردد، دون أن يضطر بالمسير خطوة للأمام وأخرى للخلف وثالثة لمجاملة معيقي التنمية من بعض البشر ممن استلموا عقول شبابنا زاعمين أنهم علماء دين فكشف الواقع أنهم طلاب دنيا بل وبعضهم طلاب حُكم وحلفاءٌ لأعدائنا... السعودية الجديدة تشبه قطاراً يتحرك لهدفه وليس في خطته التوقف عند أي محطة بل من أساسيات حركته اقتلاع كل المعيقات بقوة النظام لضمان سلامة الركاب وبلوغ الهدف بالتوقيت المحدد، فالوقت لم يعد في صالحنا، لقد أهدرنا أكثر من خمسة وثلاثين سنة ونحن نؤجل ونمنع ونجامل تياراً وآخر على حساب المصلحة العامة. يوم السبت الماضي وجدنا مجتمعاً سليماً معافى من أي مرض فكري أو اجتماعي أو سلوكي، وجدنا شعباً محباً لوطنه متلهفاً للحياة، يريد أن يعيش بشكل طبيعي ولكن على أرض وطنه وفي طرقات وطنه وتحت سماء وطنه، شعب يؤمن أن الوطن هو بيته وهو أسرته هو مستقبله وهو منبع فرحه ومركز عمله ومسرح إبداعه وإنتاجه، مجتمع يموت فداء للوطن ويعيش للوطن وبالوطن. بالأمس وبالبراهين لا مكان لمن يمنعون الفرح ولا مكان لمن يمنعون قيادة المرأة للسيارة ولا مكان لمن يشوهون مجتمعنا وشبابنا ونساءنا على وجه الخصوص، لا مكان لمفردة التشكيك بشبابنا وأبنائنا وأخوتنا ونتاج تربيتنا، لا مكان لتجارة الدين في بلاد تخدم الحرمين وتتزعم قيادة العالم الإسلامي بأعمالها وتحالفاتها. المجتمع أمس قال كلمته للجميع، ومن هنا وبعد نجاح هيئة الترفيه في زرع الفرحة في طرقاتنا وداخل مدننا، أقول لا عذر لأي مؤسسة حكومية في تأخرها بإحداث التغيير والتطوير وتنفيذ برامجها في الرؤية، لا نريد تأخيراً ولا نريد دراسات ولجاناً نريد أعمالاً تتحقق من خلالها مقولة عراب التغيير ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (نطمح أن تكون المملكة نموذجاً رائداً على كافة الأصعدة معولين على دور الشباب في تحقيق ذلك). هيئة الترفيه انطلق قطارها بقوة ووضوح أهداف، وعلى بقية عربات المؤسسات الحكومية أن تنطلق بنفس القوة والسرعة والثبات.