أكد مهتمون بالشأن السياسي أن حضور المملكة اللافت في مختلف المحافل الدولية وكلمتها المسموعة أمام العالم في كل مناسبة، جاء بفضل سياستها الحكيمة البعيدة عن التدخل في شؤون الآخرين، ووقوفها بجانب الشعوب المظلومة ومساندتها مادياً ومعنوياً لأشقائها وتسخيرها لنفسها لخدمة الأمة والدفاع عن قضاياها إلى جانب كونها المرجع للأشقاء لعلاج أزمات المنطقة وللباحثين عن الحكمة والحلول لهذه الأزمات التي دائماً ما تكون فيها المملكة الحضن والنصير لأشقائها، إلى جانب رعايتها للحرمين الشريفين، وللحجاج والمعتمرين مما جعلها خير ممثل وداعم للمسلمين في العالمين العربي والإسلامي. وأكد د. أحمد الأنصاري أن المملكة تعتبر بالنسبة للدول الصغرى ولأشقائنا في العالمين العربي والإسلامي المثل الأعلى في التعامل مع الآخرين، فطوال تاريخها لم تشهد تدخلاً منها في شؤونها الخاصة سوى التدخل بين الأطراف المتنازعة بهدف الإصلاح، وتقوم بمساعدة المظلوم، وخير مثال ما قامت به مع الكويت أبان الغزو العراقي لها وكيف فتحت قلبها قبل حدودها لاستقبالهم ووقفت مع الكويت حكومة وشعباً موقفاً مشهوداً، مؤكداً أن مصداقية السياسة الخارجية السعودية والتي لا تبنى على الأطماع والتوسع بل على الحب والمساواة والأخوة في الإسلام، فالمملكة هي قبلة المسلمين، لذلك هي تتمتع بالأخلاق الحميدة والدبلوماسية الواعية والعلاقات الداخلية والدولية. من جهته بين د. محمد الهدلاء -باحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية والأمن الإلكتروني- أن المملكة تسير على خطى ثابتة في سياساتها المعتدلة ولها مواقف عالمية صريحة تقف فيها مع العدل ودعمها المتواصل لكل شعوب العالم، وأصبحت تؤدي دور المرجح الإقليمي من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار، بل وتمارس بشأن الكثير من القضايا دور الوسيط الناجح الموثوق به، حيث تبدو علاقات المملكة في محيطها الإقليمي وكأنها قطب الرحى لمجموعة من الدوائر المرتبطة بعضها ببعض لما تمثله من بُعد ديني واقتصادي وسياسي مهم.وأكد د. الهدلاء على أن المنهج السعودي يتميز بكم كبير وهائل من الإنجازات السياسية والعلاقات الدولية والمساعدات الدولية المملوءة بالمحبة والمصداقية في التعامل، كما أن العلاقات الدولية السعودية خدمت ولا زالت تخدم القضايا العربية والإسلامية والدولية من أجل السلام، مضيفاً أنه تعد المملكة من الدول ذات الوزن والثقل العالمي، كما أن سياسة السعودية الحكيمة استطاعت تعزيز دور المملكة إقليمياً وعالمياً في المجالات السياسية والاقتصادية، حتى أصبح للمملكة صوت عال دولياً، مبيناً أن نجاح المملكة في ملف مكافحة الإرهاب ومحاربتها له محاربة حقيقية نيابة عن العالم أكسبها ثقة العالم وتقديره لها، وهذا ما أوعز صدور الحقد والحسد لدى بعض الدول في المنطقة من هذه المكانة الدولية والمحورية. من جانبه د. محمد الصبيحي -أستاذ مشارك بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- تناول أبعاد المكانة التي تحتلها المملكة عالمياً ومنها البُعد العلمي والذي له أثره الواضح على كلمة المملكة فهي تبني شراكات إستراتيجية مع عدد من الدول سواء في الاستعانة بالخبرات والأساتذة من دول العالم أو من خلال برامج الابتعاث لأبنائنا للدراسة في الخارج، وهذه بلا شك تعكس مكانة مرموقة على مستوى العلاقة الثقافية، وأيضاً على المستوى الشعبي، فالسفر للخارج سواء كان سياحياً أو تجارياً أو علمياً يعكس من خلاله أبناء المملكة للعالم ثقافتنا الاجتماعية وأخلاقياتنا، وبذلك يرسمون صورة إيجابية ناصعة عن المملكة، وهذا ضمن منظومة تعزيز مكانة المملكة وإعطائها الأولوية في كل شيء، مؤكداً على أن الثقة والمصداقية للسياسية الخارجية والوقوف الإنساني إلى جانب المضطهدين والمظلومين في العالم يعكس هذه المكانة. الملك سلمان وضع قضايا أمّته في سلّم اهتماماته وقوف المملكة لنصرة أشقائها أكسبها محبة الشعوب