جاءت حزمة القرارات التاريخية التي عايد بها الاتحاد السعودي لكرة القدم الخميس الماضي الوسط الرياضي لتشكل مرحلة جديدة، ومن أهمها السماح بالتعاقد مع ستة لاعبين أجانب، وتخفيض السقف الأعلى لراتب اللاعب السعودي الشهري، وهو القرار الذي سيضرب به اتحاد القدم عصفورين بحجر، الأول خفض انفاق الأندية من خلال خفض القيمة المالية للاعب السعودي، والثاني فتح نوافذ الاحتراف الخارجي له، وبالتالي سيجد نفسه مضطرًا أمام انخفاض الإغراء الداخلي ومنافسة اللاعب الأجنبي لقبول عروض الاحتراف الخارجية بمبالغ أقل وشروط أدنى، وهو ما سينعكس إيجابًا على المنتخب السعودي!. يبقى القرار الأهم بين كل تلك القرارات بالنسبة لي هو ربط جميع تعاقدات الأندية من رواتب ومقدمات عقود اللاعبين السعوديين والأجانب بمداخيلها المركزية، وهو قرار يحتاج إلى توضيح أكبر وأكثر شفافية من اتحاد القدم لتفاصيل هذا القرار وآليات تطبيقه، والحزم من دون استثناء أو مجاملة أو رضوخ لأي ضغوطات، وإلا سيكون قرارًا بلا قيمة، بدلًا من أن يكون مهمًا على صعيد ضبط تجاوزات بعض الأندية المالية، وطيشها وعبثها في الصرف. وعلى الرغم من إعجابي بجل القرارات والتعديلات التي أعلنها اتحاد الكرة في اجتماعه الأخير؛ إلا أن أكثر ما أقلقني وأثار استغرابي هو قرار: "السماح لأندية الدرجة الممتازة تسجيل لاعبين إضافيين جدد غير سعوديين خلال فترات التسجيل من دون التقيد بمخالصة مالية للاعبين الذين ترغب الأندية في استبدالهم"، وهو قرار يعاكس تمامًا ما يطالب به الكثيرون، وما طالبت به في مقالي السابق؛ والذي اقترحت فيه عدم السماح للأندية بتسجيل أي لاعب أجنبي قادم قبل الحصول على مخالصة مع اللاعب الأجنبي الراحل، حتى لا يرحل الأخير بصمت وهدوء يسبق عاصفة جديدة تأتي من أروقة لجان "الفيفا"، وحتى يحكم اتحاد القدم سيطرته على القضايا والمطالبات المالية وهي في مهدها قبل أن تكبر كرة الثلج وتتحول المطالبة إلى قضية ثم عقوبة كما حصل لنادي الاتحاد الذي ربما سيحرم في الفترة المقبلة من ميزة تسجيل أجنبيين إضافيين بسبب قرار "الفيفا" منعه من التسجيل. في المجمل لا بد من الإشادة بتلك القرارات التي كسرت الكثير من جمود الكرة السعودية وأضفت عليها روحًا جديدة، سيكون مردودها رائعًا على مستوى الكرة السعودية وإثارة مسابقاتها ونديتها، لكن هذا لا يمنع من القول بأن على اتحاد القدم أن يكون حذرًا من السلبيات والتداعيات المحتملة للعديد من هذه القرارات حتى لا تقتل إيجابيتها وتنعكس سلبًا على الكرة والأندية السعودية!.