تسهم العلاقات التي تربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولاياتالمتحدة الأميركية، في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك في تعزيز المسارات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وفي هذا الشأن عقدت عدة اجتماعات لمنتدى التعاون الإستراتيجي بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة الأميركية، آخرها كان الاجتماع الخامس الذي عقد في نيويورك في سبتمبر 2015م. وتناول المنتدى عددًا من الموضوعات السياسية، حيث أصبح آليةً موازية توفر الإطار السياسي لاجتماعات وزراء الدفاع في مجلس التعاون والولاياتالمتحدة، وأصبحت اجتماعات منتدى التعاون الإستراتيجي توفر منهجاً متعدد الأطراف "بين منظومة مجلس التعاون والولاياتالمتحدة"، وذلك يمثل الأسلوب الشامل والمتكامل الذي يتبعه الجانبان لمواجهة التحديات في المنطقة. وفي إطار منتدى التعاون الإستراتيجي، عقدت عدة اجتماعات مشتركة بين الجانبين في المجال الأمني "مكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود ومكافحة القرصنة"، وفي المجال العسكري والمجال السياسي والمجال الاقتصادي، وتم الاتفاق في هذا الإطار على إنشاء مجموعة عمل مشتركة بين الجانبين للتحديات الإقليمية تعنى بمجالات الصحة العامة، وإدارة الموارد الطبيعية، والعلوم والتقنية، والإغاثة في الكوارث البيئية والإنسانية. وتنفيذًا للاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني الموقعة بين الجانبين في سبتمبر 2012م في نيويورك، تم عقد عدة اجتماعات لمنتدى التجارة والاستثمار، كان آخرها منتدى الحوار الثالث في الدوحة في يونيو 2015م، الذي ناقش عدداً من الموضوعات مثل مقترح الولاياتالمتحدة بشأن "إعلان المبادئ التجارية لخدمات تقنية المعلومات والاتصالات للولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي"، وسلامة الأغذية، وأفضل الممارسات الدولية لتسهيل التجارة، والمبادئ الخاصة بالاستثمار الدولي، والجمارك، وحقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، والمواصفات والمقاييس، وحماية المستهلك. وفي 14 مايو 2015م، عقد في كامب ديفيد اجتماع بين ممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام لمجلس التعاون والرئيس الأميركي باراك أوباما وأعضاء حكومته، أكد فيه القادة التزامهم بالشراكة الأميركية الخليجية طويلة الأمد وتعهدوا على الاستمرار في تعزيز الروابط بين الولاياتالمتحدة الأميركية ومجلس التعاون لبناء علاقات وثيقة في المجالات كافة. ومنذ قمة كامب ديفيد، أحرز مجلس التعاون والولاياتالمتحدة الأميركية تقدماً كبيراً فيما يخص متابعة ما تم الاتفاق عليه فيما يخص مجموعات العمل المختلفة التي تم تشكيلها، التي تشمل: * مجموعة العمل المشتركة الخليجية الأميركية لمنظومة الدفاع الصاروخي. * مجموعة العمل الإمداد الخليجي الأميركي المشترك. * مجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة للتدريب والتمارين العسكرية. * مجموعة العمل الخليجية الأميركية المشتركة للأمن البحري. * مجموعة العمل الخليجية الأميركية المشتركة لعمليات القوات الخاصة. * مجموعة العمل الخليجية الأميركية المشتركة لمكافحة الإرهاب. * مجموعة عمل الأمن السيبراني الخليجية الأميركية المشتركة. * مجموعة العمل الخليجية الأميركية المشتركة المتعلقة بإيران. وتم العمل على هيكلة مجموعات العمل المشتركة الحالية والاتفاق على آلية للمتابعة وتنفيذ مخرجات كامب ديفيد في اجتماعات لكبار المسؤولين عقدت في 9 - 10 يونيو 2015م، في الأمانة العامة، وفي 24 سبتمبر 2015م، في نيويورك، وتم عقد اجتماع لكبار المسؤولين تم خلاله تقييم تقدم مجموعات العمل وإعداد تقرير عنها وعرض النتائج على الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الإستراتيجي في 30 سبتمبر 2015م. وعقدت اجتماعات وزارية مشتركة في 3 أغسطس 2015م، في الدوحة - قطر، و30 سبتمبر 2015م، في نيويورك - الولاياتالمتحدة الأميركية. وفي الرابع عشر من شهر مايو لعام 2015 عقد أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعًا مع فخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في كامب ديفيد بولاية ميريلاند. وصدر بيان مشترك بعد الاجتماع أكد خلاله أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التزامهم المشترك حيال شراكة إستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون لبناء علاقات أوثق في مختلف المجالات، بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني، ووضع حلول للقضايا الإقليمية وذلك لتعزيز اهتمامهم المشترك في الاستقرار والازدهار. وفي 24 رجب 1436 ه، وصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لترؤس وفد المملكة في اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع فخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في كامب ديفيد، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وقد عقد أصحاب السمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعًا مع أوباما بحثوا خلاله العديد من الموضوعات المشتركة بين الجانبين. وفي 13 رجب 1437 ه الموافق 20 أبريل 2016 م، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في قصره بالرياض فخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والوفد المرافق له. وقد عقد خادم الحرمين الشريفين جلسة مباحثات مع فخامته تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود الدولية تجاهها ومن بينها مكافحة الإرهاب. وفي 13 رجب 1437 ه الموافق 20 أبريل 2016 م، اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في الرياض، مع معالي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية. وفي 14 رجب 1437 ه الموافق 21 أبريل 2016 م، اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في قصر الدرعية بالرياض، أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية. وشكر خادم الحرمين الشريفين باسمه واسم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام أعمال القمة فخامة رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية على حضوره هذه القمة، وقال -رعاه الله-: فخامة الرئيس: باسم إخواني قادة دول مجلس التعاون وباسمي أشكر لفخامتكم حضور هذه القمة البناءة والمثمرة، التي ستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولاياتالمتحدة، مشيداً بالمباحثات البناءة وما تم التوصل إليه، ومؤكداً لفخامتكم حرص والتزام دول المجلس على تطوير العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين دولنا والولاياتالمتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم. متمنياً لكم جميعاً دوام الصحة والسعادة ولبلداننا الأمن الاستقرار والازدهار. بدوره عبر فخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في كلمة له عن شكره وتقديره لهذه القمة الناجحة. وفي 14 رجب 1437 ه الموافق 21 أبريل 2016 م، أعرب فخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مؤتمر صحفي، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين كرّسوا كل وقتهم لتكون هذه القمة ناجحة. وفي 14 رجب 1437 ه الموافق 21 أبريل 2016 م، أكد أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في قصر الدرعية بالرياض في ختام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية، على الشراكة