يؤسفني أن أقول: إن أغلبنا لا يعرف عن الإمساك شيئاً، وإن معلوماتنا عن هذا الموضوع تشكلت من خلال الأحاديث الخجولة التي نتداولها في مجتمعنا، مثلها في ذلك مثل باقي معلوماتنا عن الصحة والمرض، والتي تعتريها الأخطاء وتغلفها الأساطير وما تعج به ثقافتنا المحلية من أفكار وتجارب خاصة تعمم وتصبح في مرحلة ما قيم ومعارف بل ومراجع معرفية. الإمساك من أكثر المشكلات الصحيّة المزعجة التي تصيب الشخص سواء أطفالاً أو كبار السنّ، نساء أو رجالاً، وهو عرض ذو أسباب كثيرة وهو مدخل لكثير من الأمراض قد يكون بعضها خطيراً، في حين أن الإمساك في حد ذاته لا يعتبر مرضاً خطيراً، ولكن امتداد مدة الإمساك لفترة طويلة ربما يؤدي لحدوث بعض المضاعفات ولعدة أسباب. من المهم جداً أن يكون لدينا وعي عن أسباب الإمساك وكيف يتم تشخيصه، وطرق علاجه وكيفية منع حدوثه، ولكن دعنا نتساءل ... من أين تستقي معلوماتك ؟ كما سبق وأن قلنا نحن أبناء مجتمع درجت عادته على استقاء معلوماته إما من خلال وسائل الإعلام أو من خلال كلام الناس وأحاديثهم والاستماع لتجاربهم ونصائحهم، وهي للأسف ليست مصادر موثوقة لتلقي المعلومات التي تتعلق بأهم ما نملكه وهو الصحة، ولكن هل جرب أحدنا الذهاب إلى مختص؟ وعرض المشلكة والقيام بالفحوصات اللازمة والتحاليل حسب رأي الطبيب المختص.. وهو الشيء المفترض علينا القيام به. قد يكون الإمساك مرضاً نتحرج أثناء الحديث عنه لطبيعتنا كمجتمع محافظ ونلتزم في حياتنا قيماً نبيلة من أهمها الحياء، ولكنها صحتنا وحياتنا وعلينا أن نزيل بعض الحواجز قليلاً ونتحلى بالجرأة المفيدة والضرورية.. * قسم جراحة القولون والمستقيم