المبتعثون في بريطانيا: عقد من الزمن ونحن نصرخ عدلوا سعر الصرف.. ولم يستجب أحد!

الجنيه الإسترليني يواصل هبوطه وسعر الصرف للمبتعثين مثبت عند 5.9 ريالات

لم يتركوا باباً إلا وطرقوه دون جدوى بعد تزايد مخاوفهم والتحديات التي تحيط بهم بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية التي تجري في المملكة المتحدة.
المبتعثون في بريطانيا أصبحوا في تحد اقتصادي حقيقي بعد تبعات القرار الأخير الذي اتخذته بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي وتزايد غلاء المعيشة والسكن في حين قابله قرار صادم من قبل وزارة التعليم بخصم مكافأة المبتعثين في بريطانيا بعد إلغاء بدل العلاج الأمر الذي وضعهم في موقف لا تحسد عليه كل الأسر السعودية الموجودة هناك. حيث تلقت "الرياض" وما زالت منذ تلك الفترة سيلاً من الشكاوي والمطالبات التي تنادي صناع القرار في وزارة التعليم والجهات ذات العلاقة بإعادة النظر في الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المبتعثون في بريطانيا.
الملحق الثقافي: السفارة والملحقية في لندن قامتا بدورهما برفع التوصيات ومازلنا ننتظر النتائج
المبتعثة حنين القثامي تقول إن الانخفاض الحاصل في سعر الجنيه الاسترليني وذلك بعد التصويت لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي كان له تبعات على ميزانية الطالب المبتعث، فانهيار الجنيه أمام العملات الأخرى يحتم زيادة في أسعار المنتجات الاستهلاكية، وبما أن سعر الصرف مثبت بما يقارب 6 ريالات مقابل الجنيه، فهذا لا يعكس الوضع الحالي لسعر الصرف حيث تحول سعر الجنيه إلى ما يقارب اقل من 5 ريالات. بناء على ذلك أصبحت حياة المبتعث معضلة اقتصادية يحاول حلها يوميا.
وتضيف القثامي في مجال دراستي بالدكتوراه بتخصص الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسب، يتم عرض طرق حل عديدة وسريعة للتعامل مع هذه المشاكل عن طريق إدارة وتقليل المخاطر الناتجة من انخفاض عملة مقابل أخرى. ما نطلبه هو إعادة دراسة لسعر الصرف الحالي لمبتعثين بالمملكة المتحدة، وذلك للتخفيف من الأضرار المستقبلية التي قد تحدث للمبتعثين في أي دولة بالعالم في حال حدوث انهيار للعملة المحلية بشكل كبير. ويقول المبتعث هادي الخدري إن الوضع الاقتصادي الراهن للمبتعث في بريطانيا يتطلب تدخل الجهات المسؤولة خاصة وأن بريطانيا تعد من أغلى دول العالم فلا يمكن البقاء سنوات طويلة على قرارات قديمه لم تحدث فيما أن أصوات المبتعثين لا تتوقف كل عام لتعديل الصرف خاصة هذا العام أثر قرار الانفصال البريطاني.
وتؤكد المبتعثة نورة مدني أن المبتعثين في بريطانيا يمرون في مرحلة ذهول بين سعر الصرف وبين خصم قيمة التأمين، هناك أسئلة يطالب المبتعث السعودي بالرد عليها من قبل الجهات المسؤولة ونطالب بصوت واحد بتكوين لجنة عاجلة للنظر في الموضوع ووضع الحلول المناسبة له فهل يعقل أن يعيش المبتعث السعودي بمكافأة أقل من الحد الأدنى للعيش ولَم ينظر للوضع الحالي للأسعار بل تم إيقاف التأمين ومن ثم تم خصم مبلغ شهريا من المكافأة ولَم يكتف بخصم مبلغ واحد للعائلة الواحدة بل تم الخصم من كل فرد من أفراد العائلة سواء يرغب الشخص بالعلاج أو لا يرغب ولَم يجعل للفرد حرية في اتخاذ القرار في هذا الجانب. وتضيف مدني هل يعقل أن مكافأة الطفل الرضيع تعادل مكافأة الطفل البالغ من العمر 16 سنة فأين فارق الصرف في العملة بعد نزولها ومن المسؤول عن الفائض وما هو وضع الملحقية من هذه القرارات.
من جانب آخر أوضح الملحق الثقافي السعودي في بريطانيا د. فهد النعيم، في حديث خاص ل"الرياض" سابقاً أن الملحقية خاطبت الجهات ذات العلاقة بشأن تعديل سعر الصرف لمبتعثي بريطانيا، وذلك بعد دراسة الوضع الاقتصادي لهم، والتطورات التي تعرض لها الجنية الإسترليني مؤخراً، عقب تداعيات الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي.
وأضاف النعيم: لدينا أكثر من لقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا، حول تغيير سعر الصرف، وقد قام مشكوراً بمخاطبة الجهات العليا لإعادة تثبيت سعر الصرف، كما قامت الملحقية ايضاً بدورها لشرح معاناة المبتعثين والأوضاع الاقتصادية، خاصة وأن بريطانيا تعد اليوم من أغلى بلاد العالم وذلك على سعر الصرف السابق، فما بالك الآن وقد وصل سعر الصرف إلى أقل من 4.8 ريالات للجنية الواحد، في حين أن سعر الصرف مثبت عند 5.9 ريالات، وشرحنا لهم هذه الإشكالية وأن شاء الله تحل قريباً.
مبتعث يرسم صورة الملك قبيل إحدى المناسبات الطلابية في لندن
حضور كثيف في إحدى المناسبات في لندن