وَدِّعْ غرامَك

بَدِّدْ لِيَ اللَّيلَ لا دَمْعاً ولا نَدَمَا
يا ساحِرَ اللَّحظِ قد أَمْسى الهَوى حُلُما
أَعْدو ويَعْدو معي عُمْري يُسابِقُني
صارَ التَّمَنّي لَنا في شَأْنِنا أَلَما
إنّي ظَلمتُ صِباها حينَ وسَّدَها
قَلْبي بِوَهْمِ المُنى هَلاَّ رَعى الذِّمَما
ماذا أقولُ لِعَهْدٍ كان يَربُطُنا
مَزَّقْتُهُ إرَباً؟ وارَيْتُهُ العَدَما؟
ماذا أَقولُ لِعُشٍّ كانَ يَجْمَعُنَا
طارَ الأَليفُ ولَمْ يَحْفَظْ لَها القَسَما
يا دارَها في رِباطِ الخَيْرِ تَعْصِمُنا
بُورِكْتِ يا دارَها سِتْرًا ومُعْتَصَما
لَمَّا سَرَيْنا بِجُنحِ اللَّيلِ نَقْصُدُها
هَلَّتْ بِبَدْرٍ وضَاءَ الكَوْنُ وابْتَسَما
ناحَتْ عُيوني وَداعاً وَهْيَ ذاهِلَةٌ
قالَتْ سَتورِثُني الأَحْزانَ والسَّقَما
وَدًّعْتُها وجَناحُ الصَّبْرِ وَدَّعَني
لَمَّا رَأَيْتُ عزيزَ الدَّمْعِ مُنْهَزِماً
وسَالَ لُؤْلُؤُها بِالكُحْلِ مُمْتَزِجاً
بِالمِلْحِ بِالنَّارِ في أَنفاسِنا حِمَما
بِالشَّهْدِ أَنْهَلُهُ، بالآهِ تَزْفِرُها
غِبْنا وطِرْنا ولامَسْنا الذُّرى السُّدُما
يا كُلَّ خَفْقٍ لها في صَدْرَي اضْطَرَما
وَدِّعْ غَرامَك لا كُرْهاً ولا سَأما
لَكِنَّه القَدَرُ المَحْتُومُ فَرَّقَنَا
وكُلُّ حَيٍّ يَرى مِنْ حَظِّهِ قِسَما