يسعى الناقد الدكتور صالح بن الهادي رمضان في كتابه «التواصل الأدبي من التداولية إلى الإدراكية» الصادر مؤخراً عن نادي الرياض الأدبي إلى طرح مزيد الإقناع بفوائد استغلال الدراسات اللسانية ونظريات تحليل الخطاب ما بعد البنيوية في دراسة الأجناس الأدبية قديمها وحديثها، وإلى مزيد تأصيلها في الدرس الأدبي بصفتها مورداً من الموارد المهمة في الدراسة الأدبية والثقافية الهامة. وقد أكد في مقدمة كتابه على أن التواصل الأدبي شكل من أشكال تطوير التواصل اللغوي الاجتماعي الذي يكون في ذاته الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه الإنسان وهو الهواء الذي يتنفسه وبه يرتقي فكره وبه يتمكن من التأقلم مع محيطه الاجتماعي. وقد انطوى الكتاب على قسمين تناول فيهما المدخل التداولي والأجناس الأدبية تحدث فيه عن النظريات التداولية والمقولات التداولية ونظرية الأدب، كما أوضح القسم الآخر التواصل الأدبي: مقاربة إدراكية مبرزاً أسس النظرية الإدراكية والنظرية والإدراكية والأجناس الأدبية، أما الخاتمة فقد بين فيها أن أجناس الأدب هي حركة داخل المعمار الذهني الاستعماري وأنها مسار تصاعدي متعدد يرتقي من الأشكال البسيطة والقريبة من الاستعارات المباشرة ليصل إلى مراتب الأدب العالم.