لا أعلم لماذا يندرج القول القائل «الزبون دائماً على حق» لدى المصارف ومكاتب السفر وشركات التأمين وشركات بيع السيارات ولا ينطبق - إلا قليلاً - على المشافي الحكومية، وبعض المستشفيات الأهلية والمستوصفات؟. في العيادات الحكومية والأهلية يتذمر المراجعون من طول الانتظار. وحاول واحد من المشافي الأهلية أن يتعامل مع الظاهرة بأن كتب لافتة إلكترونية تقول «الموعد الذي حُدّد لك هو موعد الحضور.. وليس موعد الدخول على الطبيب». صحيح أنه تنبيه همهم.. ومفيد بعض الشيء، لأن المراجع يذهب إلى طاولة الاستقبال بمجرد مرور عشر دقائق على الموعد المسجّل له في بطاقة (كرت) المراجعة. وأعتقد - مع هذا - أن المراجع أو المريض في حالة نفسية أشد قسوة من مراجع البنك. فالأول يأتي وهو غالباً يشكو من علة، ومراجع البنك أو مكاتب السياحة يصلهما المراجع وهو في قمة نشاطه ومعنوياته، ومع ذلك يقول له المصرف «أنت دائماً على حق». كلا المؤسستين تستلم نقوداً من المراجع، فلماذا هو «على حق» في البنك وعلى «باطل» إذا تذمر من طول الانتظار؟. عذر المشافي دائماً: الطبيب لم يحضر بعد.. أو عنده عملية.. أو في الطوارئ. ولم نسمع مرة واحدة من البنوك أن مستقبلي الإيداع والصرف (الكاشيرز) أو «التيلورز» في اجتماع..!