بداية أقول للجميع العيد مبارك لنا جميعا وأسأل الله عز وجل أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية ونحن جميعا بخير، ودعوة اخرى بأن يعيده ووطني وأهلي ابناء الوطن بخير وأمان ورفاهية. في هذا العيد أغلبنا ينحر الشياه والابل استجابة لأمر الله عز وجل، تلك الأضحية، لا تعني فقط نحر الأنعام بل هي أكبر وأعمق من ذلك، الا ان بعضنا للأسف مع تكرار ذبح الاضحية سنويا بات لديهم شبه عادة اجتماعية اكثر منها عبادة، اذ ان بعض المنازل تنحر اكثر من عشرة خراف لأب واحد او ام واحدة حيث يصر جميع الابناء على ان يضحوا لأمهم او ابيهم وأحيانا الاثنين كل بأضحية خاصة به...؟؟ الاشكال هنا لا يقف عند هذا الحد بل ان بعضنا يصر على توزيع لحم الاضحية وفق معايير اجتماعية اكثر منها وفق تعاليم السنة النبوية، فبعضنا يعطيك جزءا من اضحيته كما اعطيته وان لم يجد اعطاك مما جاءه من الآخرين وهكذا اي ان التوزيع لا يعتمد على اسس شرعية بل اجتماعية، وبعضنا يقوم بتوزيع كامل الاضحية دون ان يصل لأهل بيته شيء حتى لا يوصف بالبخل وغير ذلك من مظاهر سلوكية اجتماعية اكثر منها ممارسة واعية لهذه العبادة.. اتمنى من علماء الدين أن يكونوا أكثر تداخلاً مع تفاصيل التغيرات الاجتماعية تلك بحيث يتم توعية الافراد بأن اضحية واحدة تكفي الأمة الاسلامية وليس أب أو أم احدنا وتلك سنة نبي الاسلام عليه افضل الصلاة والسلام.. ليتنا نعيد التفكير بمال الاضحية وفق اساليب اعمق في اثرها، باعطائها اموالا أو تموينات ضرورية لمن يستحق من فقراء المدن التي نعيش فيها بدلا من نحر عشرات الشياه، او شراء قسيمة اضحية يتم نحرها خارج بلادنا، نعم لا اشكك في صدق تلك الجمعيات، ولكن أعتقد ان بيننا من هو ايضا في حاجة لنهر خيرنا سواء في صدقاتنا أو زكواتنا. اتمنى من علمائنا ان يؤكدوا لكل واحد يستعد لنحر اضحيته التي قد تمثل رقم عشرة لنفس الشخص الميت ان هناك سبلا اخرى يمكن ان يبر فيها والديه أو قريبه أو صديقه وايضا يطيع ربه، حين يتم توزيع التكلفة المتوقعة للاضحية للمحتاج من جار او قريب او من اهل المدينة، وحين يتم دفع تكاليف الاضحية لاكمال مشروع انمائي ايضاً في مدينته بل حيه مثل مركز رعاية طبية او تجهيز مدرسة، او يتم اعانة طالب علم، او كفالة يتيم وغيره من مجالات عمل الخير التي نحن نغفل عنها سهوا او انشغالا لا يوقظه الا العاشر من ذي الحجة حيث ننحر الخراف عشرات بل ومئات وآلاف وبيننا من يجد صعوبة في تأمين لقمة عيشه أو تطبيب ابنه او تعليمه فيما بعضنا ينسى كم عدد الاضاحي في منزله لكثرتها.. اتمنى من علماء الدين الالتفاتة لهذه الشعيرة من منظور ديني و اجتماعي واقتصادي بحيث لا نجد انفسنا ننحر العشرات من الاضاحي في منزل واحد بينما هناك من يجد صعوبة في توفير كتاب لابنه طالب الطب أو الهندسة. نعم لا اريد الغاء الاضحية بل هي بركة في المنزل ولكن لا اريد ايضا ان تصبح جزءا من قيمنا الاستهلاكية وعاداتنا فيما هي عبادة لها حكمة ربانية لا تتفق مع سلوكيات بعضنا حاليا.