يعتبر الفنان غريد الشاطئ من أهم الأصوات الخليجية التي قدمت الفن الكويتي بأصله الصريح ثم ساعد في نشره عبر الخليج ثم العربية، أيضا ساهم بفعالية في توصيل أعمال النجوم الآخرين في الوطن العربي إلى متذوقي الفن الأصيل في الخليج، غريد الشاطئ لمع كثيراً في الستينات والسبعينات وواصل توهجه مستمداً ضخامة صوته وأداءه المتميز ليقدم الأغاني متوالية منها العاطفية والوطنية والرياضية حتى انه قدم أغنية (بسم الله بدينا والبادي اسم الله) عند استعدادات المنتخب الكويتي لبطولة آسيا المقامة في الكويت في بداية الثمانينات مع الفنان عبدالمحسن المهنا وغيره ثم تغنى بعد تأهل المنتخب الكويتي لكأس العالم مع المخضرم عبدالكريم عبدالقادر أغنية (هاي دو) في العام 1982م، إلا أن بدايته كانت في 1961م حينما قدم مجموعة من الأغاني السامرية وابتداء في النجاح بعد أعماله مع فهد بر وسلي وكانت الانطلاقة الحقيقيية. عيسي خور شيد (غريد الشاطئ) قدم الكثير طوال الأربعين عاماً الماضية كما قدم صالح الحربي وسعاد محمد من سورياً بأوبريت (هي الكويت وطني) صاحب الصوت الجميل يعتبر أول فنان يغني في أول عيد وطني للكويت وذلك في العام 1962م وقدم خلالها مسرحية من فصل واحد، غريد كان متميزاً في فنه وعطائه في كل الاتجاهات وأنواع الأغنيات، غنى الصوت بكامل فنونه والسامري والموشحات والأغنية الكويتية الأصيلة مثلاً (حسبت انك تصونين الأمانة) وأيضا (الجميلة عجيبة) و(ياشوق) وكذلك (تدلك) و(سمرنا) و أغنية (يا اللي نويت السفر) ليوسف المهنا، الغريب في حياة الفنان غريد الشاطئ رحمه الله انه لم يترك باباً مهماً في الغناء إلا وطرقه حتى انه قدم أعمالا اجتماعية كثيرة منها حياة الغواصين كأغنية (شراع الفلك يحديها)والذي لايعرف عن ماكان يقدمه غريد الشاطئ من فنون جميلة وتقديمه اصعب حالات الغناء مثل طرقة للموشح الأندلسي (يا ليالي الوصل عودي)، رحمه الله كان علامة مميزة في الغناء الكويتي حينما قدم أغنية (ياهلي) واشتهرت على صوته بعدها ذهب ليغنيها الفنان عبدالحليم حافظ في الكويت قد لاينسى كثيراً متذوقو الأغنية الخليجية والشعبية أغنية (ياناعم العود) التي مازالت متواجدة إلى يومنا هذا وتتداول على غنائها معظم فناني الخليج منهم محمد عبده وكل قدمها باسلوبه إلا أن الطابع العام لغريد لم يتغير مطلقاً، الأغنية الكويتية في عصرها الذهبي لم تكن إلا بتواجد العمالقة أمثال غريد الشاطئ الذي قدم الكثير لانتشارها. قدم اغنية (بتروح لك مشوار) كتركيبة ايقاعية جديدة بالصوت واشتهر هذا العمل بصوته الأخاذ واحرج بعدها الفنان اللبناني وديع الصافي في ذلك الوقت قدم الكثير من الاعمال العربية بصوته وذلك لنشر الفن الغنائي الكويتي منها اعمال لفيروز وصباح وغيرهم ولكن بالتفعيلات الكويتية الخاصة التي دائماً ما يتبعها غريد الشاطئ، تواجد في كل الاماكن ليقدم رسالته الفنية عبر العديد من الدول العربية وشارك فرقة التلفزيون الكويتي مراراً ليقدم اعماله المسرحية من خلالها، اغنية (مسموح ياللي تعذر) للشاعر بدر بروسلي وقدمها غريد الشاطئ قديماً في اواخر الستينات كما قدمها الكثير من الفنانين بالخليج العربي ويقال ان غريد الشاطئ هو من اكثر الفنانين الكويتيين غنى اعمال الآخرين بدون تجرد حتى اصبح جميع فناني الخليج يتغنون بأعماله الى يومنا هذا، آخر اعماله كان في دبي بمشاركة مجموعة من النجوم كالفنانة احلام وراشد الماجد ورجاء بلمليح ميحد حمد وقدم غريد اوبريت (امارات العطاء). يعتبر (عيسى خورشيد) غريد الشاطئ رمزاً كبيراً في الاغنية الخليجية وقد توفي عن عمر يناهز الستين عاماً قضى اربعين منها في خدمة الفن الكويتي ونشره مسجلاً بصمة مميزة في سماء الفن الكويتي. [email protected]
