ينتظر أن يتم اليوم وغداً حسم اختيار اثني عشر عضواً يتكون منهم مجلس الإدارة الجديد، وسيتوجه نحو سبعة آلاف مقترع إلى صناديق الاقتراع لتحديد مرشحيهم من بين 54 رجل أعمال و17سيدة أعمال في أول انتخابات تشهد زخماً إعلامياً مكثفاً ودعماً لوجستياً منتظماً لكسب الأصوات المؤيدة خاصة من قبل التكتل الأبرز الذي يضم أعضاء من مجلس الإدارة الحالي بقيادة المهندس محمد عبد اللطيف جميل وتكاد أن تكون فرص الفوز محسومة لصالح هذا التكتل وفقاً لنائب رئيس المجلس الحالي وعضو التكتل مازن بترجي بقوله إن قائمة المؤيدين تضم 3 آلاف صوت تم الحصول على موافقتهم الأكيدة لاختيار أعضاء التكتل عند بدء الاقتراع صباح اليوم ويوم غد أيضاً وهذا يعني أن التكتل سوف يستحوذ على الحصة الأكبر من أصوات الناخبين ويسود ارتياح بين أعضاء هذه المجموعة بان الأصوات المؤيدة ستحسم المعركة الانتخابية لصالحهم مبكراً . في المقابل يتصدر تكتل الدكتور عبد الله دحلان ساحة المنافسة بما يمثله من قوة وحضور اكتسبه خلال الثمانية عشر عاماً التي قضاها أميناً عاماً ل «بيت تجارة جدة» وبعودته إلى الانتخابات فإنه يشكل ثقلاً كبيراً لا يستهان به فهو من خلال خبرته في شؤون البيت المتصدع حالياً يستطيع أن يضع يده على موضع الألم بخبرة الجراح الماهر ويمكنه في حالة فوزه أن يستعمل المشرط لاستئصال الفساد الإداري والمالي الذي يعاني منه جسد «بيت تجارة جدة» في الوقت الراهن ويتوقع المراقبون أن يزول (الحزن) الذي يعاني منه عندما يتمكن من وضع حد للفوضى التي تعاني منها الأمانة العامة حيث يتم تعيين غير السعوديين بوظائف عليا في الموارد البشرية بالرغم من وجود موظف سعودي قام بتحضير درجة الدكتوراه في الموارد البشرية ويبدو أن الحديث عن تجاوزات الأمانة العامة والانتقاد لأدائها الإداري لن يتوقف هذه الأيام وهذا يطرح تساؤلاً مشروعاً يرتبط بطريقة تفكير التركيبة الجديدة للمجلس القادم في شخصية الأمين العام وهل سوف يستمر محمد الشريف في منصبه أو أن هناك خيارات أخرى سيتم بحثها للبحث عن أمين عام جديد أكثر حيوية وديناميكية. ولا يستهان بالخبرة التي كوّنها الدكتور محمد المطلق في الانتخابات السابقة في قيادته لمجموعة (المستقبل) التي تضم أعضاء بارزين ويحظون بالقبول من المجتمع الصناعي مثل عبد الخالق سعيد حيث يشكل هو والمطلق أحد الأسماء البارزة التي يمكن أن تسحب بساط الفوز من تحت بعض الأعضاء غير المعروفين في تكتل محمد عبد اللطيف جميل. وبالرغم من المراهنات التي تؤكد إخفاق التكتل النسائي الوحيد وهو مجموعة (الأوائل) التي تقودها أماني عبد الواسع إلا أن المراقبين لنشاط هذه المجموعة وما قامت به من محاضرات وندوات وتوزيع بروشورات واتصال هاتفي وإلكتروني وفاكسي بالمقترعين والمقترعات يرجح دخول أعضاء المجموعة في دائرة المنافسة إلا أن الأصوات الحاسمة من الممكن أن تذهب لتكتل محمد عبد اللطيف جميل بشكل نهائي. ويبدو أن ياسر فتحي الخولي قد أضاع على نفسه فرصة المنافسة الحقيقية عندما تأخر في إعلان أسماء مجموعته (النهضة) أو (التصحيح) سابقاً وعندما حول برنامجه الانتخابي إلى قائمة مختارة من بقية التكتلات وقد يكون بذلك قد ابتعد عن فرص كسب الأصوات المؤيدة له كرئيس لمجموعة منافسة لأنه بوضعه الحالي يدخل الانتخابات كمرشح مستقل ومن سجل الانتخابات السابقة يظهر بوضوح أن فرص فوز التكتلات كبيرة أمام المرشحين المستقلين الذين لا يحظون بأصوات كافية تؤهلهم لعضوية المجلس الجديد وتظهر أهمية التكتلات ونظمها الفكرية وبرامجها في انتخابات مثل التي نشهدها هذه الأيام حيث يصعب على المقترعين تحديد اختياراتهم للأعضاء الاثني عشر من بين 71 مرشحاً ومرشحة إلا إذا كان هناك تكتل أقنع المقترع مسبقاً بأهمية انتخاب أعضائه. ويعتقد أن فرص فوز المرشحين والمرشحات المستقلين ستكون ضعيفة في هذه الانتخابات ولذلك يعلق بعض هؤلاء آمالهم على لفت نظر معالي الدكتور هاشم عبد الله يماني وزير التجارة والصناعة للأخذ بعين الاعتبار اختيار بعضهم ضمن قائمة الستة أعضاء المعينين بعد الإعلان عن الأعضاء الاثني عشر المنتخبين إلا أن قائمة الوزير ستتحدد بعد مشاورات مع شخصيات بارزة مثل شيخ تجار جدة وهيب بن زقر ورئيس المجلس الحالي الدكتور غسان السليمان وصاحب الرقم الأعلى في الأصوات الفائزة محمد عبد اللطيف جميل والعائد من أجل إصلاح ما أفسدته السنين الدكتور عبد الله دحلان.