هناك حيث تحشد مئات إن لم تكن آلاف الإبل أغلبها من الإناث «البكار» مع عدد غير قليل من ذكورها «الفحول» ويحتشد عشرات الآلاف من البشر في انتظار الفائزة بملكة جمال البكار وملك جمال الفحول. هناك في «أم رقيبة» كتب لي أن أكون هناك على غير ميعاد ومن غير رغبة، إلا أنني استمتعت بالصحبة الرائعة. حقيقة أشياء كثيرة جميلة رأيتها وبرغم عدم خبرتي في تقييم الإبل إلا أن بعض الإشارات من الأصدقاء من عشاق الإبل جعلتني أرى الجمال بعيون الخبراء في الرأس والشفاه والآذان والسنام والذيل وشكل الرقبة وحتى طريقة السير. باختصار لم يبق إلا أن يوجهوا أسئلة للجمال فتجيب عليهم برغائها فيقيم أجملها صوتاً. والكل في انتظار النهائي الكبير الأسبوع القادم. كان هناك أشياء جميلة أخرى. الأرض التي ارتوت بماء المطر فأبانت عن بدايات عشبية تنبئ بربيع جميل قادم بإذن الله. مئات نقاط البيع المؤقتة التي اصطفت على جانبي الطريق حيث يمارس الباعة من الجنسين حقوقهم في التجارة بدون تصنع الفصل. نفر قليل من الجمهور جاء وخيم واستمتع خلال عطلة نهاية الأسبوع ثم غادر وقد ترك المكان نظيفاً إما بحرق مخلفاته أو بوضعها في أكياس نفاية مما يسهل تنظيفها من قبل بلدية حفر الباطن وهذا الجمهور هو الوجه المشرق والمثال الرائع. كالعادة شباب يمارسون رياضة القيادة الرملية على الكثبان الرملية بمغامرة خطرها واضح يستمتع بها جمهور كبير. ولكن هناك أوجه للقبح البشري كثيرة: 1- كميات الأطعمة المهولة التي ترمى في العراء. وغياب الجمعيات الخيرية عنها. 2- تشويه المنطقة بالنفايات البلاستيكية والعلب الفارغة بشكل مقزز. 3- مظاهر بذخ زائدة في بعض المعسكرات. 4- التهور وعدم احترام المشاة. 5- استهتار بعض الشباب بالباعة والنبرة العنصرية المعهودة. 6- شعر القلطة الذي يكون فيه بذاءة أما جميله فجميل. إن هذه التظاهرة لها عشاقها الذين يقطعون مئات الكيلومترات لحضورها ولست واحداً منهم. ولكنها أيضا فرصة لدراسة مدى الوعي عند السعوديين وبالذات الطبقة المتوسطة وما دون حيث تمثل النسبة الأعلى من الموجودين. بشيء من التنظيم والوعي قد تكون هناك تظاهرة جمال الإبل وجمال سلوك الفرد السعودي.