صدمة العرب والمسلمين برحيل المخرج العربي والمسلم والعالمي مصطفى العقاد كبيرة وستظل فالعقاد لم يكن يفكر إلا في انتاج الأعمال الكبيرة المبهرة للغرب عن الإسلام والمسلمين. العقاد الذي اخرج فيلم «الرسالة» مما دفع الآلاف من غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام تأثراً بذلك الفيلم اتبعه بفيلم آخر لقي استحسانا عالميا واسعا هو فيلم «عمر المختار». مصطفى العقاد حضر افتتاح معرض «المملكة بين الأمس واليوم» في لوس انجلوس عام 1990 والتقته «الرياض» حينئذ وقال ان من بين ما يتطلع إليه انتاج فيلم عن الملك عبدالعزيز كأحد أبرز قادة القرن العشرين. المخرج مصطفى العقاد، كان برفقته في تلك الزيارة الممثل الشهير دريد لحام وقد التقى الاثنان بصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة - آنذاك - لدى الولاياتالمتحدة. العقاد - الذي لم تسبق له زيارة المملكة قبل ذلك - ظل يكرر ل«الرياض» مدى اعجابه بما يشاهده من تطور في المملكة من خلال المعرض مؤكداً على ان المعرض قد رسخ ما كان يحمله في تفكيره عن الحنكة السياسية للملك عبدالعزيز في بناء هذا الكيان الكبير، المملكة العربية السعودية، وان من بين تطلعاته اخراج فيلم عن الملك عبدالعزيز. مهرجان القاهرة السينمائي قرر اقامة احتفالية خاصة للمخرج السوري العالمي مصطفى العقاد الذي اغتالته يد الارهاب في عمان بالأردن هو وابنته. وبعد رحيل العقاد قررت إدارة المهرجان أن تتحول الاحتفالية إلى تظاهرة كبيرة ضد الارهاب حيث يقدم المهرجان الذي يقام في الفترة من 29 تشرين ثان - نوفمبر وحتى 9 آب - أغسطس ندوة عن سينما العنف والارهاب. ورحل المخرج العالمي مصطفى العقاد وهو يحلم بتقديم فيلم عن صلاح الدين مما أثار غضب يوسف شاهين ونشب خلاف حاد بينهما وصل إلى حد تراشق الاتهامات على صفحات الجرائد. وبعد سماع يوسف شاهين بنبأ رحيل مصطفى العقاد نعاه مؤكدا انه من أفضل مخرجي السينما في العالم. وقد وصل جثمانه إلى دمشق في وقت سابق أمس الأول (السبت) عبر الحدود الأردنية/ السورية. ويعتبر المخرج الراحل مصطفى العقاد من أكبر المخرجين العالميين حيث نال عددا من الجوائز العالمية والعربية ومن أشهر أعماله: فيلم «الرسالة» الذي أخرجه بنسختين عربية وإنجليزية ولعب بطولته الممثل العالمي أنتوني كوين، وفيلم عمر المختار وكان يحضر لاعداد فيلم صلاح الدين. والعقاد من مواليد محافظة حلب في شمال سوريا عام 1930 التي نما فيها ونما معه ولعه السينمائي حيث قرر وهو في الثامنة عشرة أن يصبح سينمائيا واختار وجهة هوليوود التي وصلها عام 1950 حاملاً معه 200 دولار أميركي ومصحفاً هما كل ما أعطاه له والده قبل سفره. وبعد أربع سنوات، تخرج في جامعة كاليفورنيا وكان أول أفلامه «الرسالة» في عام 1977 الذي قدمه كمخرج كبير وكأول سينمائي يعالج رسالة الاسلام على الشاشة الكبيرة مستندا إلى المعطيات التاريخية والدينية الراسخة، وساهم الفيلم في نشر صورة بهية عن الاسلام. وكان حلمه أن يخرج فيلماً عن القائد العربي صلاح الدين الذي كان يرى فيه صورة القائد الاسلامي الذي استطاع أن يوحد الشعوب وأن يواجه الاحتلال وينتصر. كما كان يتطلع لإنتاج فلم تاريخي عن الملك عبد العزيز رحمه الله.