طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

وكلنا في هذه المرة نقول (اللي ضرب هرب ثم رجع ثاني وضرب) أما المثل (ضربتين في الرأس توجع) فنقول (ضربتين في الرأس وتتعود) - ومن أنذر فقد أعذر - وجاء بعكاظ 28/2/1432ه ص11 وبالعنوان العريض المحبَّر (أحطنا الجهات المعنية قبل ست ساعات من الكارثة) وأرصد مما صرح به سعادة د. عبدالله الجازع مدير المركز الاقليمي للارصاد وحماية البيئة في منطقة مكة المكرمة أن أحد عشر انذاراً أرسلت إلى مختلف الجهات الحكومية في محافظة جدة ضمن بروتوكول عمل الارصاد الذي أقره سمو النائب الثاني حيث يتم ابلاغ الجهات بالاحوال الجوية المتوقعة ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام وقبل ست ساعات من وقوع الحدث ، وكشف مدير الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات في هيئة الارصاد شاهر الحازمي في أن الهيئة أحاطت الجهات المعنية (باقتراب السحب الرعدية الممطرة من خلال احد عشر تحذيراً أصدرتها قبل هطول أمطار الاربعاء بخمسة أيام كان آخرها قبل الكارثة بست ساعات) إن ورود لفظة (احتمال أو توقُّع) لا تعني الجزم بهطول المطر لأن الله وحده الذي ينزل الغيث - ولكن (ألم يكن من صميم واجب الجهات التي أحيطت بما أُخبرت به أن تتخذ الحيطة ولو بنسبة 50%) أما تعجب الاستاذ علي الحسون رئيس تحرير البلاد من تكرار وقوع السيول في الاعوام 1364ه ،1380ه و1384ه و1387ه و1431ه و1432ه في يوم الاربعاء فهذه مصادفات وموافقات وكل الأيام أيام الله ، وفيما نشره سعادة الشيخ التاجر النظيف الأديب الأريب أحمد حسن فتيحي بجريدة المدينة 28/2/1432ه ص31 بعنوان (مصادفات عجيبة) فقد وفِّق في العنوان وفيما جاء بالمقال - كما وفِّق في القفلة (انها مصادفات غريبة ولكنها لا تلغي أبداً حكم الله وما يليها من حكمة ولله الأمر وبيده ملكوت السماوات والأرض وفي ذلك آيات لقوم يتفكرون - رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبياً ورسولاً) وعلى الصفحة الأولى من جريدة المدينة بنفس التاريخ وبالمانشيت العريض الاحمر (ديوان المراقبة: ثلاث جهات حكومية قصرت في الاستعداد قبل وقوع كارثة الاربعاء) أما كلمة سمو الأمير خلال جولته (لن يهدأ لي بال إلا بعد انتهاء معاناة جدة) وفي موقع آخر (ما حضرت الا لخدمتكم وما يزعجكم يزعجني وما عانيتموه آلمني ، ورد سموه على طفلة أم الخير من عيوني من عيوني) فهذه الكلمات الجميلة تخفف من معاناة المتضررين وتشعرهم بأن الحكومة ممثلة في شخص سموه ، وسمو المحافظ مشعل تشارك المصابين آلامهم.
أما احساسات ولي الأمر الحبيب خادم الحرمين الشريفين وهو بخارج المملكة واصداره الأوامر إلى سمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني وإلى كل الجهات المعنية باتخاذ اللازم عاجلاً كل فيما يخصه وزراء الصحة والمالية والشؤون البلدية فان خادم الحرمين الشريفين وهو يحمل هموم شعبه وهموم العالم فان شاهد هذا في الحوار ومن أناط بهم ذلك وندعو الله له بالعودة إلى المملكة سالماً غانماً فرحاً مسروراً انه على ذلك قدير وله الحمد في كل حال.