عندما قامت مجموعة من أبناء مكةالمكرمة، من الغيورين على نادي الوحدة، وممن نعرف حبهم وإخلاصهم وعشقهم لنادي الوحدة، بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وضعت بين يدي سموه هموم ومشاكل الوحدة، وبينت له ما وقع ليلة اجتماع الجمعية العمومية للنادي وما صاحبها من أحداث، وفي تلك الزيارة، قامت هذه المجموعة بدعوة سموه الكريم لزيارة النادي والاجتماع بمحبيه، وللوقوف على آخر التطورات التي حدثت، فإذا بسموه الكريم وبرحابة صدره المعهودة، يلبي الدعوة ويزور النادي خلال أسبوع واحد فقط من تلقيه الدعوة الشخصية التي تقدمت بها هذه المجموعة، وهم: الشيخ أجواد الفاسي شيخ الوحداويين ورجل المرحلة الحالية والمقبلة، وأخي وصديقي سعادة الدكتور عبدالله بن صالح مهندس اللوائح والأنظمة الوحداوية، الذي لم يأخذ فرصته كاملة ليقدم كل ما لديه، وكذلك ضمت المجموعة، الأخ الشيخ خالد المطرفي صاحب الطموحات المستقبلية، والأستاذ الخلوق الأستاذ سليمان أبو غلية. إذاً، كانت الدعوة مقدمة من هذه المجموعة، وليست من إدارة النادي، والتي توجها سموه بقبوله دعوة الشيخ أجواد لتناول طعام العشاء بمنزله... فكانت لهذه الزيارة رسائل ضمنيه يجب أن يعيها ويدركها الوحداويون وعلى رأسهم مجلس إدارة النادي. لقد أضاء سمو الرئيس العام سماء نادي الوحدة بزيارته الكريمة، وظلل أعضاء شرف ومحبي وإدارة وجمهور نادي الوحدة بحبه الكبير لمكة ولأهالي مكة ولنادي مكة، فكان يجب أن تترجم ما تضمنته هذه الزيارة من رسائل حب ونصح وتوجيه إلى واقع ملموس، ومن الجميع، بدءا بإدارة النادي وانتهاء بجميع الأطياف العاشقة لهذا الكيان...فكان يجب أن تتخذ خطوات عملية تتجسد على أرض الوحدة، واقعا يتلمسه الجميع. وبهذا الخصوص، فقد تحدثت كثيرا مع صديقي وأخي الأستاذ المهندس عبدالمعطي كعكي رئيس النادي، وكذلك مع سعادة العمدة محمود بيطار وأخي الدكتور هاشم سرحان، بأن يكون للنادي مبادرات لاستثمار هذه الزيارة، بأن يعملوا على إذابة الجليد الجاثم على الأجواء الوحداوية، وأن تبادر الإدارة على مد قنوات التعاون والتصالح مع المجتمع المكي، خاصة هيئة أعضاء الشرف، وذلك بعقد اجتماع عاجل تنتعش فيه عملية التشاور، وتوضع فيه الآلية الكفيلة لوضع الأمور في نصابها، وكذلك الكيفية التي تلزم جميع الأطراف بأن تحترم بعضها البعض، وأن تبادر إدارة النادي جاهدة على ردم فجوة الخلاف وأن تعمل على توحيد الجهود، وأن تضاعف من مكتسباتها، مما يشعر ويطمئن الجميع، خاصة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بأن نادي الوحدة يثمن ويقدر زيارة سموه، وأنها موضع تقدير واحترام الجميع، وأن النوايا داخل النادي وخارجه حسنة، وأن الجميع أخوة متقاربين متعاونين متحابين، وأن إدارة النادي ستبادر على لم الشمل، وذلك بدعوة أعضاء الشرف ومحبي النادي في اجتماع موسع داخل أروقة النادي، في اجتماع تظلله المحبة والمودة ونسيان الماضي، ساعية لنبذ الخلاف، وأنها تسعى جاهدة على ردم فجوته، لأنه يؤدي إلى الفشل، يقول تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”، وأنها ستعمل على توحيد الجهود، ومضاعفة مكتسبات هذه الزيارة، وأنها ستفتح باب المشورة على مصراعيه، لأنها لن تخسر شيئا إذا ما طلبت مشورة أعضاء الشرف، لأن أي قرار يتخذ هو قرار صادر عن إدارة النادي. فالإدارة بمشاورتها أعضاء الشرف، ستكسب شريحة كبيرة من المجتمع المكي، إضافة لأن الشورى مبدأ إسلامي راسخ، طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه، وهو الموحى إليه من السماء، فكان دائما ما يقول لأصحابه: (أشيروا علي أيها الناس)، كما أن أمر هذه الأمة شورى بينهم، يقول تعالى: ( وأمرهم شورى بينهم ) ويقول سبحانه طالبا من نبيه أن يشاور أصحابه: ( وشاورهم في الأمر)، فلا ضرر من أن تطلب إدارة النادي المشورة من الآخرين. فأرجو من إدارة النادي أن تتمسك بهذه القيم النبوية الطاهرة، وأن تتنبه للنصائح التي توجه إليها، فما خاب من استشار. من جهة أخرى، فقد كنت صاحب فكرة تكوين لجنة، تقوم بمتابعة ما بعد زيارة سمو الرئيس العام، وأصبحت الفكرة واقعا فيما بعد، وأخذت بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حيث بعثت خطابا لرئيس النادي لتكوين هذه اللجنة، وكان بإمكان الرئاسة أن تقوم بتكوين اللجنة، لكنها رأت أن تعطي صلاحية تكوين اللجنة لسعادة رئيس النادي، لترى من خلال ذلك إذا كانت الأمور ستسير بنوايا صادقة، أم أن الأفق يعكس غير ما هو متوقع!!. فعلى إدارة النادي من خلال تكوينها للجنة أن تعي ما تقوم به، لأن الأمور ستتكشف والنوايا ستتضح للرئاسة وللجميع، من خلال الاختبار الأول، وهو اختيار أعضاء اللجنة، والذين يجب أن يمثلوا الأطياف المختلفة، لكي تعكس الإدارة ذلك إيجابا. وجدير بالذكر، فقد أشعرنا سمو الأمير سلطان، بزيارته لنادي الوحدة، بأننا أهل الحرم، وأننا قادرون على حل مشكلاتنا بأنفسنا، وأنه يجب أن نلتف حول نادينا، وأن نبذل الكثير من أجل هذا النادي لأنه يمثل مكةالمكرمة، لذا، منح إدارة النادي الفرصة كي تحقق مكاسب هامة من خلال زيارته للنادي، فكان يجب على إدارة النادي أن تحقق هذه المكاسب وألا تهملها، والله من وراء القصد... ويا أمان الخائفين.
