سريع .. سريع .. بداية أزف التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ولكافة الأسرة الكريمة وللأمة الإسلامية قاطبة أينما كانوا .. ها هو الأسبوع الأول سريع سريع يشارف على الانتهاء .. يا ترى ماذا سجلنا في سجلات الآخرة فيه من حسنات وصور خير يكبر عظمها عند خالقنا ورازقنا سبحانه وتعالى .. وتزداد مثوبتها في هذا الشهر الكريم؟!!.. فيا غافل إلحق الركب الإيماني ركب الخير والعطاء وسجل لنفسك نقاطاً في سجلات الآخرة قبل أن تصل الروح إلى الحلقوم عندها لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. صل من قطعك ، وتجاوز عمن أساء إليك ، وصافح من صد عنك ، ورد الحق لمن ائتمنك ، وغض الطرف عمن هضم حقك ، وادعو بالرحمة والغفران لكل من أساء إليك وقد غادر هذا الزمان إلى عالم الأموات ،ازرع بذور التسامح ، وأجتث نبات البغض والضغينة من جوفك فإنها ليالي مباركة لا تعود إلا كل عام مرة فالتسرع قبل أن يصل قطار رمضان لمحطته الأخيرة عندها نندم ونتحسف. تكديس المؤن .. و(لهمة النفوس).. خناق..جري..زحمة شوارع.. وعربات مكدسة أشكال وألوان من المؤن والاحتياجات المنزلية التي تتبناها (فئة) من البشر في شهر رمضان الكريم( بالذات) رغم أن هذا الشهر من فضائله وصفاته التقليل من (تخمة البطون) وإنتهاز الفرصة وتغذية الروح بما ينفعها ويعلي من قدرها عند الرحمن الرحيم لمن.. ماذا عسانا أن نقول.. مظاهر غير صحية بل غير حضارية تراها كل عام قبل وطيلة شهر رمضان وكأن المتاجر و(المولات) ستقفل أبوابها وترحل.. ومما يؤسف له ونحن منشغلون بهذا الركض المحموم من تكديس المؤن تناسينا أن هناك أخوة لنا مسلمون في بلاد بعيدة لا يملكون قوت يومهم فلنحمد الله على هذا الفضل وهذه النعمة وهذا الكرم ولا نبذر تبذيرا.. فيا حبذا لو نحاول جميعا إخفاء صور تكديس البطون ونبرز صور تغذية الروح فشهر رمضان شهر روحاني ولنبتعد عن تخمة البطون ونتذكر أخوة لنا يعيشون بيننا هم في حاجة لما نلقي به في براميل النفايات وما أكثر مانلقي ولن أكون مبالغاً إن قلت أن ما نرميه أكثر مما نشتريه. روحانية الصلاة.. لنساهم جميعا في عدم دخول الأطفال الصغار للعب والجري داخل المساجد وخاصة في صلاة القيام.. فمن الملاحظ أن هناك أذى كبيرا من عدم مساهمتنا جميعا وتعليم أبنائنا أن المسجد بيت من بيوت الله يعج بالمصلين وبملائكة السماء ووجود الصبية الصغار الذين لم يدركوا بعد روحانية هذه الأماكن المقدسة خطأ كبير.. نحن المسئولين عنه وليس هم فلنتعاون في إخفاء هذه الظاهرة التي تعاني منها كثيرا من المساجد التي تقع بين الأحياء المكتظة بالسكان وفي رمضان بصفة خاصة جدا. هجوم الفضائيات.. جهاز حذف القنوات بين يديك وأنت جالس أمام التلفاز ما عليك سوى أن تضغط زر حذف القنوات وتبدأ في حذف قنوات اللهو ، والمزامير، والأفلام المثيرة للغرائز،واعلم أنه في كل ضغطة زر تريد بها حذف قناة من هذه القنوات سيكتب لك عند الله حسنة وستحذف من صحيفتك الربانية سيئة أو خطيئة فالشيء الملاحظ والمؤسف له أن برامج اللهو والسهرات الغنائية وغيرها من مسلسلات وبرامج لا تتماشى وقدسية هذا الشهر الكريم أكثر ما تكثر في رمضان .. فأنت لا تجد للأسف إلا ما ندر هناك تسلية للروح أو العقل بإخراج يقربك إلى الله ويجعلك تفكر وتتدبر آيات هذا الكتاب وما فيه من عبر ومواقف وقصص كلها تسلي الروح وتمتعنا باسترجاع أبطالها الذين نزلت فيهم بعض الآيات .. ولكن يؤسفني أن بعض مالكي أو مديري هذه القنوات في واد وحرمة وجلال الشهر الكبير في وادٍ آخر فمتى نرى صحوة فكرية رائعة يتجلى فيها انتماؤنا لديننا ومعرفتنا بما يضر وينفع وأن نبتعد كثيراً عن مخاطبة الجسد ونقترب أكثر من مخاطبة العقل والروح .