الخطاب الضافي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى الإعلاميين في مؤتمرهم الدولي أمس الأول يؤكد تقديره أيده الله للإعلاميين ومهامهم ودورهم في الارتقاء والنهوض بالأمم من خلال الكلمة الصادقة المخلصة ، وقد وجههم حفظه الله إلى معايير الإعلام النزيه بقوله (إن الحرية المسؤولة ومراعاة المصالح الدينية والاجتماعية والاخلاقية والحرص على احترام ثقافات الشعوب وتقاليدها والتنظيمات المهنية صفات يجب أن يتحلى بها الإعلام النزيه). وحتى تكون هذه المعايير واقعية فهي التي قام عليها الإعلام السعودي في تناوله لكافة القضايا الداخلية والخارجية ، وهو تناول أكسب الإعلام السعودي هذه الثقة التي يتميز بها ويشهد بها هذا المؤتمر الدولي الذي ينعقد في رحاب المملكة. فعندما يتحدث الإعلاميون عن الحرية فينبغي أن يكون في مهمتهم وإدراكهم تلك الحرية المسؤولة التي تفرض على صاحبها الأمانة في تناول الأشياء فالكلمة مسؤولية أمام الله والناس فينبغي أن تترجم صدق من قالها وأن تقوم على احترام الخصوصيات ولا تتجنى على الثقافات بل تحاول أن توظف من الخلاف مدخلاً للحوار واللقاء واشاعة ثقافة السلام. الإعلام بلاشك سلاح ذو حدين فيمكن إذا استخدم قنواته من اذاعة وصحافة وتلفزيون ومنشورات أن يعمق من الخلاف ويزرع عوامل البلبلة وعدم الاستقرار وفي الوقت نفسه يمكن أن توظف الأدوات الإعلامية إلى التركيز على ما يجمع لا على ما يفرق والتركيز على التنمية بدلاً من القاء الضوء على السلبيات واختلاقها احياناً وتعميقها في الاذهان والمفاهيم إذن الإعلاميون أمامهم رسالة حساسة وقوية تعتمد في مفهوما على تحري الصدق والدقة في الخبر وتوثيقه بحيث لا يكون اختلاقاً أو ترويجاً لاشاعات مغرضة .. فمعايير الإعلام المهني الصحيح هو تحري الدقة والموضوعية ونقل المعلومة بصدق والتفاعل مع ما يدور في العالم من أحداث ، وهي معايير اتبعها الإعلام السعودي وأكسبته المصداقية التي يتمتع بها اليوم.