العلم من أنفع العلوم وأجلها قدرا ، وقد أمر الله تعالى بالعلم النافع والعمل الصالح في غير ما آية من القرآن الكريم ، وكذلك حث عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديث عدة من السنة النبوية الشريفة وبيّن فضله وفضل العالم على الجاهل ، أما في القرآن الكريم فيقول الله تبارك وتعالى: (وقل رب زدني علماً) أما من السنة النبوية فحديث: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ...) وقوله عليه الصلاة والسلام (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) وتختلف طرق أخذ العلم ، فمن الناس من يأخذ العلم عن طريق الكتاتيب ومنهم من يأخذه على يد عالم خاص ومنهم من يأخذه عن طريق المدرسة والجامعة أو الكلية أو المعاهد وغيرها ، فالمقصود أن سبل أخذ العلم كثيرة لا تقتصر على سبيل دون آخر ، والأهم من هذا كله هو أن من أراد العلم فعليه بالإخلاص لله تعالى ، وعلى جميع الطلاب والطالبات أن يحتسبوا الأجر من الله تعالى في تحصيلهم للعلم وأن لا يقصدوا بدراستهم التعليمية هو الحصول على الشهادات الدنيوية فقط ، ولكن استشعارا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السابق ذكره ، ولذا تجد الكثير ممن جازوا وحازوا هم من المتفوقين في دراستهم منذ البداية ، وليسوا ممن إذا قرب وقت الاختبارات النصفية أو النهائية اعتكفوا على كتبهم وقرؤوا بعض الأسئلة الخاصة بالأعوام السابقة لعل وعسى! فالشاهد :أن من كان ملازما لمعلمه وكتابه طيلة الدراسة فإنه يفرح بقدوم الاختبارات ولا يحزن بعكس الآخرين ، وكما قيل : لكل مجتهد نصيب ، وفي جهة مماثلة فإن على جميع الطلاب أثناء تأديتهم الاختبارات أن يراقبوا الله قبل أن يراقبوا المدرسين ، وأن يستعينوا بالله في كل أمورهم وأن يتذكروا قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ويتذكروا قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من غشنا فليس منا) ويعلموا أن الغش في الاختبارات من أشنع الأمور، كيف لا وقد يبني عليها مستقبلا مبنيا على الغش ويصبح في المستقبل معلما بالغش أو مديرا بالغش أو موظفا بالغش أو مسئولا بالغش ، وصدق الله تعالى القائل: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وبمناسبة قدوم الاختبارات أنبه إلى أمر خطير جدا وهو وجوب الابتعاد عن المنبهات بجميع أشكالها وألوانها فإنها دمار ودمار ودمار ،ليس من ورائها سوى الخيبة والعار ومفتاح لما بعدها من ويلات لا تحمد عقباها ... فالعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .وما أجمل قول الشاعر: ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاّء وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حياً به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياء