الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حوار نيويورك وضعت النقاط على الحروف في أقصر رسالة وفي أبلغ عبارة. هذه الكلمة الشافية الوافية لقيت آذاناً صاغية وترحيباً كبيراً من القاصي والداني. ووضعت أصحاب القرار في العالم أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية والسياسية عندما دعا أتباع الديانات الى ترسيخ القيم الإنسانية والتعلّم من تجارب الماضي التي كانت مع الأسف الشديد مؤلمة لكافة البشر. ان تأكيد خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) لمختلف شعوب العالم على الاهتمام بهذا الحوار لا يأتي عبثاً أو جزافاً ولكنه ينطلق من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الإسلامية الراسخة، كما تركزت كلمته (وفقه الله) في الطرح الإنساني المتزن وان خطابه الكامل الشامل أعاد للإسلام صورته المشرقة التي حاولها الإرهاب تشويهاً بكل السبل، وقدم للعالم أجمع الحل الأوحد لانهاء الاضطرابات والخلافات التي تمر بها مناطق عديدة في العالم، وأن ما أكده خادم الحرمين الشريفين في خطابه رسم معالم الطريق أمام أصحاب القرار الدولي عندما تحدث عمّا لحق بالبشرية طوال العقود الماضية من اذي ودمار وقتل وسلب ونهب وكل ذلك بسبب اغلاق قنوات الحوار بين الأديان. إن المملكة العربية السعودية خطت خطوات كبيرة بقيادة الملك المفدى على طريق تأصيل أسس الحوار بين الأديان وتكثيف البحث والتعاون المشترك في كل ما من شأنه خدمة الأهداف التي يسعى المؤمنون الى تحقيقها، مؤكداً بأن خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) اوضح للعالم اجمع بما لا يدع اي مجال للشك أن العرب والمسلمين طلاب سلام وتسامح وبدورهم يرفضون الإرهاب والعنف بكل أشكاله ومسمياته، وأن مؤتمر حوار الأديان يمثل فرصة ثمينة لازالة الكثير من الغمام ومواطن الغموض ويوفر في نفس الوقت بنية حضارية مناسبة لعرض وجهات النظر المختلفة ازاء حتمية التقاء أتباع الديانات السماوية الثلاث المستند على قواعد التعاون. كلمة خادم الحرمين الشريفين سيسجلها التاريخ بأخرف من نور وبمداد من ذهب. وأن على وسائل الإعلام عموماً سواء العربية أو الاسلامية أو العالمية مسؤوليات كبيرة في وقتنا الراهن وأن تجند نفسها لحمل وعاء هذه المبادرة الكريمة وايصالها للناس عامة ليتحقق لها النجاح المنشود وهي على كل حال خطوة ناجحة في صالح البشرية قاطبة. أسأل الله العلي القدير أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المرجوة من خلال ايجاد التعايش والتقارب بين أتباع الديانات السماوية والثقافات مع احترام خصوصية كل دين وحضارة ونبذ العنف والخلافات، وأن يديم على خادم الحرمين الشريفين موفور الصحة والعافية. رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا