الحوار وسيلة مهمة من وسائل التواصل بين البشر ويتم بالمناقشة بين طرفين أو أكثر أو الهدف منه تصحيح خطأ أو إظهار حجة أو دفع شبهة، وهذه غاية من غاياته. ونظراً لاختلاف مفاهيم كثير من معتنقي بعض الأديان السماوية في شتى بقاع المعمورة وتجني الجهال منهم على الدين الإسلامي وعلى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بين الحين والآخر، وعدم فهم سماحة الإسلام ودحضاً للأفكار والأعمال الهدامة التي روعت الآمنين وأزهقت أرواح الأبرياء في جميع أنحاء العالم، فمن أجل هذا وذاك وللحد من اتساع هذه الدائرة التي لاتحمد عقباها سعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى عقد المؤتمر العالمي للحوار في مدريد بأسبانيا بلد الأديان والحضارات منذ القدم. وحمل معه رسالة سامية من بلد التوحيد والنور إلى كل الأمم والشعوب على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، وقد وجدت الدعوة آذاناً صاغية وقلوباً واعية من كل حدب وصوب لأنه حملها بإخلاص وأمانة، وليس غريباً ولا جديداً من قادة هذه البلاد حفظهم الله ورعاهم المضي قدماً إلى كل ما فيه خير للبلاد والعباد فهم السابقون دوماً في ميدان السباق ولايألون جهداً في سبيل تحقيق أي مصلحة فقد اختارهم الله قادة حكماء لبلاد الحرمين الشريفين.وقد قامت رابطة العالم الإسلامي ممثلة بأمينها المتميز بحكمته وحنكته معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بعقد هذا المؤتمر وتنظيمه وإظهاره بالمظهر الحسن المشرف، ولو لم يكن الهدف من الحوار إلا التعريف بدين الإسلام لكان كافياً فكيف وقد تناول وتطرق إلى الكثير من المحاور الرئيسية المهمة التي يجب الأخذ بها وعدم التهاون فيها ولعلي في ختام مقالي هذا اقتبس من حكمة خادم الحرمين الشريفين حينما هتف بأن الإسلام هو دين العدل والوسطية قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) البقرة الآية 143 وأن اختلاف الأديان لايؤدي إلى الصراع ويجب أن يكون الإيمان ضد الإلحاد والسلام ضد الحرب ولاعنصرية نتعصب فيها، قال عليه الصلاة والسلام (أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام) وقال عليه الصلاة والسلام (إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله اتقاكم ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى) هذه هي سماحة الإسلام وهذه بعض من مناقب ديننا الحنيف الذي ارتضاه الله لنفسه وأمر به رسله وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام قال تعالى في الآية (3) من سورة المائدة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) فلو تمسك الناس بهذا الدين التمسك الصحيح وطبقوا ما فيه من أمر ونهي لعمت البركة أرجاء المعمورة وعاش الإنسان بخير إلى قيام الساعة ولكن حكمة الله فوق كل شيء إن الله عليم حكيم.