عقد بالعاصمة بغداد مؤتمر للمصالحة الوطنية دعت إليه الحكومة العراقية. وشاركت في المؤتمر شخصيات حكومية وسياسية وعشائرية وأخرى معارضة للعملية السياسية، بالإضافة إلى شخصيات دولية. وأصدر المشاركون وبينهم ساسة عراقيون بارزون إعلان مبادئ في ختام الاجتماع الذي قالوا إنه يتعين استغلاله لمعالجة الانقسامات في بلدهم. وأشار البيان إلي الحاجة لتجنب اللهجة التي قد تذكي الكراهية العرقية، وإلي الالتزام بالمفاوضات السلمية وعدم السماح باستخدام أسلحة بواسطة جماعات مسلحة وقصرها على القوات الحكومية.وجمع مؤتمر بغداد عربا من الشيعة والسنة وكردا، وشارك أيضا بالمؤتمر الذي عقد في فندق بالمجمع الحكومي بالمنطقة الخضراء الشديدة التحصين، مبعوثون من جنوب إفريقيا وإيرلندا الشمالية وجهات أخرى. وقد جاء في أعقاب اجتماعات في وقت سابق في فنلندا نظمتها مبادرة إدارة الأزمات، وهي هيئة غير حكومية يرأسها الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري الذي لعب منذ انتهاء رئاسته دورا نشطا في المحادثات بين الطوائف المنقسمة في كوسوفو وإقليم أتشيه الإندونيسي. وتدور صراعات شتى على السلطة في العراق أحدثها معركة داخل الطائفة الشيعية بين الحكومة التي يقودها الشيعة وجيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وشنت الحكومة سلسلة من العمليات العسكرية ضد جيش المهدي وضد جماعات سنية مسلحة، تقول الحكومة إنها (العمليات) ساهمت في تعزيز الوضع الأمني، في حين يقول معارضوها إنها عززت الانقسامات الطائفية. وأوضح مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أن مشكلة المصالحة لن تنتهي في مؤتمر، مضيفا أنها مشكلة مستمرة ستستغرق شهورا إن لم يكن سنوات. ويشير بعض العرب السنة إلى أنهم يريدون المصالحة لكنهم يشعرون أنهم أضعف من أن يحصلوا على اتفاق عادل بعد تهميشهم. وقال صالح المطلق -وهو نائب عربي سني- إن المصالحة شيء مقدس لكن الحكومة تريد المصالحة وفق شروط الأقوى، واصفا ذلك بأنه قمعي. وليس للعرب السنة نفوذ يُذكر في حكومة بغداد الحالية التي يهيمن عليها الشيعة والأكراد. من جانبه قال مصدر بالتيار الصدري إن السلطات أغلقت أحد مكاتب التيار الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.وأفاد أحد المتحدثين باسم التيار الصدري بأن قوة من الجيش أغلقت أحد المكاتب الرئيسية للتيار الصدري الواقع في حي الشعلة شمال غرب بغداد. وأوضح حمد الله الركابي أن المبنى الذي أغلق تم افتتاحه الأسبوع الماضي بحضور نواب من الكتلة الصدرية وممثل عن الهيئة السياسية للتيار، كمقر بديل عن السابق الذي احتلته قوات الجيش قبل شهرين.