بقلم : يحيى محمد عبدالله الشبرقي * إذا كان العالم يستذكر اليوم مأساة وكارثة (الأرمن)، فإن على العالم بهيئة الأمم ومنظمات حقوق الإنسان، التي أنصفت اليهود من هتلر وجرائمه، وقضت على النازية، والفاشية، أن تنصف العالم بأسره، من جرائم (تركيا) كديون متراكمة، على هذا العنصر البشري (المتوحش) وزعيمه (أردوغان)، الذي ما زال يتلذذ، ويتغنى بتاريخ أجداده العثمانيين الدمويين، بكل زهو وفخر، بل ويطمح لإعادة أمجادها المروعة. وذلك بحصر هذه الفظائع، عن طريق محكمة (العدل الدولية) وبإقامة المحاكم العادلة، وتعويض جميع الشعوب المتضررة، ماديًّا ومعنويًّا، وباستقطاع ما يجب سنويًّا، من الاقتصاد التركي (الأردوغاني) الحالي، وفرض ما فرضه العالم على ألمانيا، واليابان، من قيود عسكريه، والسماح لتركيا بجيش رمزي بسيط، وإلا فإن التاريخ القادم قد يعيد نفسه!! باجتياح العالم من جديد، وارتكاب نفس الفظائع، تحت علم وبيرق ومصطلح (التتريك والعثمنة) الكريهة، وإلا فما جدوى أن يتباكى العالم على ذكرى مأساة الأرمن كم يوم ثم ينسى؟! وللتذكير فبدم بارد وبأبشع الجرائم الداعشية، قتل الأتراك المتوحشون مليون ونصف نسمة من رعاياهم (الأرمن) في الطريق، بين إسطنبول وإقليم هاتاي، وصولًا إلى حلب وأؤكد على (الطريق) فقط، من الأطفال والنساء والشيوخ، اللذين تعبوا من المشي، أو أرادوا التوقف للراحة أو شرب الماء، والجلادين خلفهم من (الفرق الحميدية التركية الداعشية) الذين أخرجتهم تركيا من السجون، فقط ليسوقوا هؤلاء المستضعفين، كما تساق البهائم، بعد أن زودتهم بالبنادق والسيوف، والسواطير، والسكاكين، والعصي، من بيوتهم إلى الصحراء السورية، رغم أنهم سكان تركيا الأصليين، تهجيرًا قصريًّا، كما فعلوا في المدينةالمنورة؛ وذلك لتنفيذ فكرة (العثمنة) التي طُرحت قُبيل الحرب العالمية الأولى بقليل، والقائمة على التخلص من كل الدماء الغير تركية، مستغلين انشغال العالم، بانطلاق أحداث الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) فنفذوا أكبر وأبشع جرائم التاريخ، في (الأرمن) الذي يؤرخ له ب24 إبريل 1915، وهو اليوم الذي بدأت فيه الجريمة، بتجميع زُهاء 270 من المثقفين، وقادة الأرمن، وترحيلهم من إسطنبول إلى أنقرة، ثم قتلهم جميعًا، تلاها ترحيل بقيتهم، على نحو ما تقدم دون طعام، أو ماء، أو كساء، أو غطاء (حفاة عراة) وساقوهم مشيًا على الأقدام إلى حلب، التي لم يصل إليها، الا القلة القليلة، بعد أن قتلوا السواد الأعظم منهم في الطريق، بالسواطير، والفؤوس، على الطريقة (الداعشية) التي أسسها أردوغان مؤخرًا!! ولكن هل هذه هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبها الأتراك (الوحوش)؟ الذين فاقوا في توحشهم (المغول)!!! بل إن التاريخ سجل لهم، مذبحة وتهجير سكان المدينةالمنورة في ذات العام، ذبحًا وتعذيبًا، وبعد أن حولوا مسجد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إلى ثكنة عسكرية!! ونهب محتوياته وعرفت (بسفر برلك). ومذابح (سيفوي) في سوريا (1915) وقتلوا فيها زهاء نصف مليون نسمة، والإبادة الجماعية لليونانيين، وذهب ضحيتها 750 ألف نسمة، ومذبحة التل بسوريا، وذهب ضحيتها أكثر من 90 ألف نسمة، ومذبحة القاهرة ب10 آلاف نسمة، ومذابح كربلاء، بأضعافها، جلهم نساء وأطفال، ومذبحة المسيحيين في جدة، (1858 ميلادي). هذه أمثلة بسيطة، فكيف لو أضفنا لها مذابحهم في أقطار المغرب العربي، والخليج العربي واليمن، والأكراد، ودول شرق أوربا، وحتى في داخل تركيا نفسها. كل هذا، يعطينا صورًا حالكة السواد، عن جلافة، وشراسة، وتوحش، ودموية هذا العنصر، الذي لم يخطئ ابن خلدون في وصفه بالشراسة!!
* مستشار إعلامي وكاتب رأي تابع جديد أخبار فيروس كورونا covid19 تابعنا على تواصل معنا على