الحب الحقيقي هو أن تكون أنت كلك للوطن تكتب له وتعيش معه ومن أجله وتموت دونه وتبقى هكذا ما حييت له ومعه إلا في الكذب عليه والتصفيق للكاذبين الذين يبدأون اليوم باللعب وينهونه بالنصب ويسرقون الوطن بأمانة ويخادعونه بإتقان وهمهم في الحياة أنفسهم ودون ذلك لا يهمهم أبداً والدليل ملياراتنا التي لم تعد نعمة بقدر ماهي نقمة وسأم وألم ، ملياراتنا التي في كتابتها تعب وفي نطقها سغب وفي وصفها لغب وفي جمعها لهب وفي طرحها عجب لا والأعجب من كل هذا أننا أغنياء كما (يقولون) أو كما يظننون بنا غيرنا بينما الحقيقة أن كلنا فقراء وكلنا تعساء وكلنا مديونين وكلنا محرومين وكلنا مسكوبين مرفوعين منصوبين مقلوبين مصبوبين وفي كل عام تأتي الميزانية وبزيادة عن العام الذي سبقه وتذهب الميزانية دون أن تترك على الواقع أثراً ملموسا لا الفقراء اغتنوا ولا أحوالهم تحسنت أبداً وهي بالفعل قضية أن تكون أنت ضحية وأن تعيش الفقر في بلد المليارات وأن تتحول الحكاية إلى مضحكة مبكية حين يعيش الناس معها في صراع مع الهموم مع الأبناء مع الحياة التي لا توزع لنا السعادة مجاناً ولا تقدم لنا الخدمات هبات والسؤال الكبير هو أين تذهب ملياراتنا التي نسمع عنها ولا نراها!!! أين هي وأين تأثيرها على حياتنا وكيف ينسى المسؤولين حياة الناس ومعاش الناس وشقاء الناس وبكاء الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر بخطين في بلد الثراء والمليارات وهي قضية تزورنا في كل عام ومن ثم تغادرنا تاركة لنا الحسرة والألم وفي هذا حقيقة همها وطن وقامتها وطن وهامتها وطن !!! . كلنا يعلم عن أن الدولة تنفق بسخاء على الوطن كله وعلى المشاريع التنموية التي توزعها بعدالة على كل أنحاء الوطن !! لكن إلى أين تنتهي المشاريع وأين فاعليتها في إسعاد المواطن الذي ما يزال يدور حول نفسه وما تزال أحلامه موؤدة حبيسة المكان وكيف لا وكل ما حوله لا يوحي أبدا بحسن إدارة المال العام الذي يفترض أن ينجز أجمل وأرقى من تلك المنجزات المشوهة والتي جاءت كنتيجة حتمية لانعدام الضمير الذي أخلص في لهف المال العام فقط ومن ثم ترك كل شيء ليبقى في مكانه ينتظر ميزانية أخرى ولا حول للمواطن سوى الجزع ومعايشة الواقع بطريقة مقلقة وأذكر أنني في إحدى اللقاءات بوزير الصحة كان لاقتراح الزميل الكاتب الصحفي ثامر الميمان الذي طلب من وزير الصحة زيادة المصحات النفسية لكي تسهم في إنقاذ بعض ما يمكن إنقاذه من المواطنين الذين عصفت بهم الهموم وحولتهم من العقل للجنون وكلنا قدر له ذلك ليس إلا لأننا نعيش مع الناس بساطتهم فقرهم تعبهم ومعاناتهم ولأننا كذلك مازلنا نكتب بروح مواطن همه أن تكون أرضه جنته وأن يعيش كل من فيها حياة تتلاءم مع الواقع الذي ببساطة يفترض أن يكون صورة مثالية وأنموذج مذهل بكل ما تعنيه الكلمة إلا أنه وبكل أسف ما يزال الواقع مؤلما وما تزال الشكوى والتذمر من كل شيء وما أظنه الصعب الذي لا يمكن معرفته او قياسه في زمن التقنية التي اصبحت تنقل للآخر مشاعر الناس الحقيقية من خلال ما يكتبون ويغردون ويتواصلون لدرجة أنهم يسخرون بعد الحدث بثواني !!! اليس في ذلك مؤشرات حقيقية لمشاعر المواطنين الذين لا يريدون لوطنهم سوى النمو والتقدم ومن حقهم ان يعيشون فيه ويستمتعون بخيراته وبكل ريال لا مليار .. تلك كانت صور لواقع بات بالنسبة للمحسنين هاجسا مخيفا …!!! . ( الخاتمة) … الصمت قضية والحديث قضية ولا أدل على ذلك من قول الشاعر المبدع الأمير خالد الفيصل ” يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر كل ما قلت هانت جد علم جديد ..ان حكينا ندمنا وان سكتنا قهر مير كثر التوجع والبكا ما يفيد ” وهي خاتمتي ودمتم @ibrahim_naseebتويتر