أماني.. تنقل تراث جازان بالمشغولات اليدوية

أماني صالح زيلعي، صاحبة مشغل متميز في المنتجات التراثية والأشغال اليدوية، تحكي قصة نجاح وطموح الفتاة السعودية التي لا تعيقها الصعاب في سبيل تحقيق أحلامها. هي من سكان مدينة «جازان»، درست الثانوية العامة، ثم تحصلت على دبلوم خياطة من مركز التدريب المهني في جازان، كما التحقت بعدة دورات للخياطة والتطريز، وعلى ضوء تخصصها في هذه الحرفة أخذت قرضًا من بنك التسليف، ساعدها كثيرًا في تأمين بعض التجهيزات الخاصة بهذا النشاط التجاري، وبدأت بداية بسيطة ومترددة كأي مشروع تجاري جديد، وبعد فترة قصيرة تمكنت من تكوين حصيلة لا يستهان بها من الزبائن، وبدأت في الانتشار والتوسع، مما حفزها للطموح إلى تحقيق مزيد من النجاحات.
تقول أماني: لقد انطبق عليّ في البداية القول المأثور «رأس المال جبان»، فبعد تردد طويل وحيرة كبيرة توكلت على الله وقررت البدء في تنفيذ مشروعي، قبل حوالى ثلاث سنوات، وذلك بعد دراسة السوق لمعرفة الاحتياجات الحقيقة له وللمستهلكين، وأسباب التردد والحيرة أنني كنت وقتها قليلة الخبرة في المجال التجاري، وليست لي تجارب سابقة فيه، كما أنني كنت متخوفة من فشله، نظرًا لكثرة المشروعات المشابهة من جهة، ولوقوفي على كثير من المشروعات التي فشلت في بداياتها، وماتت في المهد، ولكني توكلت على الله وبدأت تنفيذ نشاطي التجاري، والحمد لله نجح المشروع، حيث اخترت له أن يكون مستمدا من التراث الجازاني والأشغال اليدوية المعروفة في المنطقة.
وأوضحت الزيلعي قائلة: التحقت بدورة ضمن برامج البنك الأهلي لخدمة المجتمع، وكانت بعنوان «كيف تبدئين عملك التجاري من المنزل»، وكانت أبرز موضوعاتها التعريف بكيفية إنشاء المشروع التجاري الصغير انطلاقًا من المنزل، وكيفية تكوينه، وكيفية إعداد دراسة الجدوى الخاصة به، وكذلك كيف تستطيعين تحديد الفكرة التي يقوم عليها المشروع، وكيفية الانطلاق بالمشروع من المنزل، للعمل بصورة موسعة خارجه. وقد أفادتني هذه الدورة فائدة كبيرة في تغيير نمط حياتي وطريقة تفكيري، وفي آليات تنفيذ مشروعي، كما أفادتني كثيرًا في تطويره، وفتح آفاق جديدة لي، بدليل أنني أقف معكم اليوم بسبب هذه الدورة، فلم تكن لديّ أدني فكرة عن العمل التجاري، وحول الأسس السليمة لإعداد دراسة الجدوى والتخطيط للمشروعات، فكنت ملمة ببعض الجوانب البسيطة حول هذه الأمور، لأنني كما ذكرت لك تقدمت بدراسة جدوى للحصول على قرض من بنك التسليف، ولكن هذه الدورة وسّعت مداركي وأصبحت أتقن إعداد كيفية إدارة المشروعات وتقويمها والتسويق لمنتجاتي.
وأشارت أماني إلى أنها شاركت في عدة معارض منها ملتقى شباب الأعمال 2008م في جدة، والذي لا أشك في أنه شكل نقطة انطلاق كبرى لي ولباقي المشاركين والمشاركات من خريجي برامج البنك الأهلي لفرص العمل في عالم التجارة والمال والأعمال، كما كان نقطة تحول أساسية في مسيرتنا، وقفزة كبرى للأمام لبناء مستقبلنا، فقد حظيت ولله الحمد خلال تواجدي بالملتقى بزيارة العديد من الوزراء من بينهم وزير الشؤون ااجتماعية، وكبار المسؤولين الذين زاروا المعرض واستمعوا لقصة نجاحي.