بيان الدلالات على عولمة المقالات ..!

قَبل عَصر "التَّواصُل الاجتمَاعي"؛ كَان المَقال لا يَتجاوز "الإطَار المَحلِّي"، وكَان العَالَم قُرى صَغيرة، هَذا عَلى مستوَى البُعد القِرَائي وحُسن الانتشَار، ولَكن مَع مَجيء التَّقنية؛ صَارت القُرَى كُلّها "قَرية عَالميّة صَغيرة"، يَتعارف النَّاس فِيها خَارج إطَار "الزَّمان" و"المَكان"، و"الألوَان" و"البلدَان" أيضاً..!
وحتَّى أُدلِّل عَلى قَولي سأروي لَكم القصّة التَّالية.. وأنَا عَلى يَقين بأنَّ كُلّ كَاتب أو قَارئ؛ لَديه حكَاية مُشابهة لِمَا أقوله.. ورُبَّما أجمَل وأكمَل مِن حِكَايتي..!
حِين جَاء الأخ العَزيز "تويتر"، بَدأتُ "أفرش" مَقالاتي فِيه.. وكُلّ يَوم أكتَسب صَديقاً جَديداً لا أعرفه، وإن كُنتُ أقرَأ لَه.. حتَّى كَثُر الأصدقَاء، وصَار لَديَّ قنَاعة باستحدَاث رَابطة جَديدة اسمها "الأُخوّة التّويتريّة"..!
بَدأتُ أُراسِل شَابًّا نَبيلاً، أخَذَ الحَديث بَيننا سِجَالاً، وأخَذَ الرَّجُل يَستحسن مَقالاتي؛ التي تَفترش صَفحات جريدة "المَدينة"..!
بَعد ذَلك تَطوّرت العَلاقة ونَمَت، فتَراسلنا عَلى الخَاص، وتَبادلنا أرقَام الجوّالات، وأصبَح هَذا "الرَّجُل الكَريم" مِن الذين يَستقبلون مَقالي كُلّ صَباح؛ عَبر طَائر "أخضَر" اسمه الأخ "وَاتس أب"، بَعد أن كَانت المَقالات تَأتيه عَبر طَائر "أزرَق" اسمه "تويتر"..!
دَارت الأيَّام، ثُمَّ أرسَل لِي هَذا الأخ الكَريم عَبر الأخ "إيميل"؛ يَستشيرني في قَضَايا لُغويّة، بَعدها عرفتُ أنَّه الأستاذ "عبدالله التميمي"؛ رَئيس "العَلاقات الإعلاميّة" في وزارة "شؤون الرّئاسة" بدَولة "الإمَارات العَربيّة المتحدة"..!
قَبل أيَّام أرسَل -بَعد أن أخَذَ قِسطاً كَبيراً مِن مَقالاتي- أرسَل قَائلاً: (يَا سَلام عَليك يَا "عَرفج".. هَل تَعلم أنَّك مَادة يَوميّة نَقوم بدرَاستها "أنَا وزَوجتي" هُنا في "هونج كونج"، حَيثُ نَقضي إجَازة بصُحبة عَدد مِن أفرَاد العَائلة، حَسناً مَاذا بَقي؟ بَقي القَول، الله لا يَحرمنا مِنك)، انتَهت رسَالته..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟! والكَلَام للموَاطن "أحمد العرفج"..!
بَقي القَول: تَأمَّلوا كَيف صَار العَالَم مُتعدِّداً.. أنَا أكتُب المَقال، وجريدة "المَدينة" مِن جُدَّة تَنشره، و"الوَاتس أب" يُرسله، وصَديق إعلَامي في "هونج كونج" يَقرأه ويُردّ عَليَّ، وأنَا أقرَأ رَدّه وأنَا في "بريدة".. والأستاذ "التَّميمي" يَستشيرني في عبَارات؛ تَصلح لتَوعية أهلنَا في الإمَارات، عن خطورة القرُوض، بصِفة صَديقي هَذا "عضو لَجنة صَندوق مُعالجة القروض المُتعثِّرة في الإمَارات"..!
فِعلاً.. العَالَم صَار قرية صَغيرة، وسُكَّانه صَاروا "خَليطاً" مِن كُل ثَقافة، أو صَاروا كَما يُسمِّيهم أحَد المُفكِّرين الفرنسيين "البَدو الجُدُد"..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com