هذا مطلبي من مكتبي..!

غِبتُ سنوَاتٍ عَن مَكتبي للدّراسة في بريطَانيا، ثُمَّ عُدتُ إليهِ، فرَأيتُه يُعاتبني عَلى الغيَابِ، ويَسأل عَن الأسبَاب..!
هَدَّأتُ مِن رَوعهِ وخَوفهِ، ثُمَّ شَرحتُ لَه الأسبَابَ الدَّاعيّةَ لهَذا الغيَاب، فاقتَنَعَ وسَمَحَ لي بالجلوسِ بَعد أن فَتَحَ البَابَ..!
بَعدها سَألني قَائلاً: مَاذا تُريدُ منِّي أيُّها الفَتَى المسهَابُ..؟ تَأمَّلتُ سُؤَالَه، ثُمَّ سَألتُ نَفسي -فعلاً-: مَاذا أُريدُ مِن مَكتَبي..؟!
لَن أُطيلَ في المُقدِّمةِ، لذا سأدخُلُ في المَوضوعِ وأقول:
أُريدُ مِن مَكتبي؛ أن يَكونَ مُرحِّبًا بالمُراجعين؛ والسَّائلين، والمُستفسرين، أُريدُ مِنه أن يَكونَ نَظيفًا مِن المُعاملات، بحيثُ تَأتي المُعامَلةُ وتَنتهي في نَفس السَّاعةِ، بذَلك أضمَنُ عَدمَ اختلَاطِ المُعاملات، وافترَاشِها المَكتبَ وتَراكُمها، كَما يَتراكَمُ الغُبَارُ عَلى جُدرانِ بَيتٍ مَهجورٍ..!
أُريدُ مِن مَكتبي؛ أن يَكونَ نَظيفَ الذِّمّةِ، سَمينَ الأمَانةِ، تَعلوه لوحَةٌ مَكتوبٌ عَليها: "اللَّهمَّ اجعَلني في خِدمةِ المُراجعين"، ولا أُريدُ لوحَةً تقول: "ادفَع بالّتي هِي أحسَن"..!
أُريدُ مِن مَكتبي؛ أن يَكونَ مَفتوحَ البَابِ طوَالَ وَقتِ وسَاعاتِ العَمَلِ، بحَيثُ لا يَجده مُغلقًا كُلُّ مَن يَقصده، وخَيرُ البيبَان مَا كَان مَفتوحًا للخَيرِ، ومُغلَقًا عَن الشَّرِ..!
أُريدُ مِن مَكتبي؛ أن يُطبِّقَ النِّظَامَ بكُلِّ تَسامُحٍ، ويُساعدَ كُلَّ مَن يُمكن مُساعدته؛ مِن خِلالِ نَصِّ النِّظامِ، أو روحِهِ.. خَاصَّةً إذَا كَانت المُساعدةُ لا يَترتَّبُ عَليها أيّ ضَرَرٍ يُلحقُ بأحَدٍ..!
أُريدُ مِن مَكتبي؛ أن يَكونَ أوّلَ بَابٍ يُفتح، وآخَر بَابٍ يُغلق، أُريده مَكتبًا لإشَاعة روحِ الحمَاسِ، وبَثِّ الإيجابيّةِ، وزَرعِ الإخلَاصِ، وإنتَاجِ الأمَانةِ والصِّدقِ، وسُرعةِ الإنجَاز ... إلخ!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذا مَكتبي، وهَذا مَا أُريده مِنه.. وإلَّا لَن يَكون مَكتبي ولَن أَدخله.. فمَن يُوافق عَلى هَذا الكَلامِ فأنعم وأكرم، ومَن يُخالفه عَليهِ إحضَار البَديل، وحَسبي الله ونعم الوَكيل..!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com