عبدالكريم استحق التكريم

عندما يَهمُّ أحد أبناء شعبنا الغالي بعمل إنساني، ويُمنح مقابل فعله هذا وسام مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله- فإن ذلك له مردود إيجابي لدى المواطنين كافة، فقد استحق الشاب عبدالكريم بن أحمد فيصل الناشري أن يَتقلَّد هذا الوسام، حيث ضرب أروع المثل في التضحية بنفسه، عندما تبرع لوالده «أخي ورفيق دربي» أحمد بن فيصل الناشري أحد وجهاء محافظة القنفذة بكليته، حينما أصيب بفشل كلوي أقعده عن مزاولة الحياة، وعندما شاهد أبناؤه معاناة والدهم اتفقوا على أن يخضعوا للفحص جميعًا دون علم والدهم، وتسابقوا لدى المستشفى التخصصي بجدة الذي كان يرقد فيه والدهم، واحتدم الخلاف بينهم، فالكل يُريد أن يحمل والده جزءا من جسمه لعله يفوز بجنة الخُلد، ورضا الله ثم رضا والده، وكان بعضهم يتوسط بي لدى والده لقبوله عن غيره، وقد فاز بهذا الأجر الكبير الابن الأوسط «عبدالكريم»، وتوج هذا العطاء بتكريم كبير من الله أولًا ثم حصوله على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، فيا له من شرف ويا له من وفاء وأجر عظيم، فباسمي واسم عموم قبائل النواشرة نقول لأخينا أحمد: نحمد الله على سلامتكم بعد أن تكللت العملية بالنجاح، وجب علينا تقديم الشكر بعد شكر الله لهذا الشاب الذي تبرع بكليته لوالده، وهو يعلم مخاطر تلك العملية، إلا أنه لم يتردد ثانية واحدة عن هذا الموقف الإنساني، وليعذرني القُراء الأعزاء للتأخير في نشر هذا الموقف الإنساني، لأن المتبرع «عبدالكريم» كان يرفض نشره، إيمانًا منه أنه واجب لا يُشكر عليه.
بارك الله في شبابنا.. وبارك الله في كل من هو على شاكلة عبدالكريم، وشتان بين عبدالكريم والأسرة التي وضعت كلبًا على باب والدتهم ليخيفونها حتى تتنازل عن قليل من المال «متاع زائل».
محمد أحمد الناشري - القنفذة