قال الضَمِير المُتَكَلّم: صباح قبل أمسِ الأربعاء كان يوماً تاريخياً فاصِلاً في تاريخ الأمة العربية، فالرئيس المصري السابق (محمد حُسْنِي مُبارك) الذي حكم (مِصر) لأكثر مِن ثلاثين عاماً، الذي كان بهمسة منه، أو برسم حَرف تتحرك مصر ومؤسساتها كافة، (مُبَارك) الذي كانت صوره وتماثيله تغزو الطرقات والميادين، والإعلام يُسَبّح بحمده، ويُمجِّد اسمه آناء الليل وأطراف النهار! (مُبَارك) الذي زار واستضاف زعماء أكبر الدول، (مُبَارك) الذي عقد مئات الألوف من الصفقات المختلفة، ووقع المئات من التعيينات والترقيات، وتَلا (قَسَم المسؤولية) أمامه عشرات الوزراء والقيادات العسكرية! (مُبَارك) الذي ملك هو وأسرته عَرش (مِصر)؛ هذا كان قبل (25 يناير 2011م)؛ ذلك (كان الرئيس مُبَارك)!! أما في هذه اللحظات فها هو المتهم (محمد حسني السيد مبارك) يدخل إلى قَفَص الاتهام لمحاكمته بتهمة تتعلق بقتل المتظاهرين، والفساد الإداري والمالي، يدخل محمولاً على سرير المرض، يحيط به ابناه المتهمان، ووزير داخليته وبعض معاونيه!! وبغض النظر عن لائحة الاتهام والقضية إلا أن تلك المشاهد التي نقلتها على الهواء مباشرة مئات القنوات الفضائية جاءت لتؤكد قول الله عز وجَلّ: (قُلِ اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)! تلك الصور يجب أن تدمع لها عينا مَن يحمل في جوفه قلباً إنسانياً ليس حزناً على (متهم) القضاء العادل سوف يقول فيه كلمته؛ ولكن تبكي العيون لتُؤكِّد على القلوب والعقول لكي تأخذ العظة والعبرة؛ بأن الأيام دُول، وبأن الزمان ليس له أمان!! (مَشْهَد مُبَارك) وهو يقول للقاضي من داخل قفص الاتهام: (حَاضِر يا فَنْدم) بعد أن طلبه باسمه المجرد عن الألقاب؛ ذلك المشهد يقول لبعض الزعماء العرب والمسلمين: العدل أساس الحكم، والشعوب أمانة، وكرامتها وحرياتها أمانة، والوطن أمانة!! تلك المشاهد وعبارات الادعاء ولوائح الاتهام وعرائض الدفاع لِزَعَامات قبل أيام كانت هي مَن تحكم وتتحكم بالبشر في (مِصْر)؛ فأصبحت اليوم مصائرها تحت النّظَر؛ تُقدِّم درساً لكل مسؤول بل لكل إنسان مهما كان حجمه ووزنه وارتفعت أسهم اسمه، بأن يخلص في عمله، وأن يراقب الله في أمانته، فإنه لا يدري ما الذي تخفيه له الأيام، وما الذي تخبؤه له في المستقبل الأقدار!! وأخيراً: يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: حينما ترى المجرم يُحاَكم لا تنظر إليه، وتشفق عليه، بل انظر إلى جريمته. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain