الذهب يرتفع إلى 3651.38 دولار للأوقية    رئاسة أمن الدولة تعلن بدء القبول والتسجيل على وظائف عسكرية    رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه يحضر أول مواجهة"Face Off" بين كانيلو وكروفورد    "لا أساس من الصحة" لإعلان أسطول مساعدات تعرّض أحد قواربه لضربة من مسيّرة    إثيوبيا تدشن اليوم سدا ضخما لتوليد الطاقة الكهرومائية    نيبال تتراجع عن حجب مواقع التواصل الاجتماعي    أمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل افتتاح ملتقى "جسور التواصل"    نائب أمير المنطقة الشرقية يعزي أسرة الزامل    أطلقها وزير الموارد البشرية لتعزيز صحة العاملين.. لائحة لخفض معدل الأمراض والإصابات المهنية    بدء استقبال طلبات تراخيص«الحراسة الأمنية»    9 إجراءات إسبانية ضد إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية    قاتل المبتعث «القاسم» يدعي «الدفاع عن النفس»    الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب لضبط الأمن    الإطاحة بملوثي البيئة «بمواد خرسانية»    القيادة تهنئ رئيس غويانا بإعادة انتخابه ورئيسة مقدونيا ب«ذكرى الاستقلال»    الفرنسي «ماتيو باتويلت» يحمي عرين الهلال حتى 2027    في ختام معسكره الإعدادي.. الأخضر يرفض الخسارة أمام التشيك    القيادة الكويتية تستقبل تركي بن محمد    الأخضر يختتم تجاربه بتعادل مثير أمام التشيك    «السفارة بجورجيا» تدعو المواطنين لتحديث جوازاتهم    النقل بالدراجات.. مخالفة مرورية    نائب أمير تبوك يثمن جهود البريد السعودي بالمنطقة    محامي الفنانة حياة الفهد ينفي دخولها في غيبوبة    أنغام تشدو من جديد في لندن ودبي    تفاهم بين «آسان» و«الدارة» لصون التراث السعودي    مجمع الملك سلمان يعزز حضوره العالمي    دواء جديد يعيد الأمل لمرضى سرطان الرئة    140 ألف دولار مكافأة «للموظفين الرشيقين»    "الصحة" تستكمل التحقق من فحوص اللياقة والتطعيمات للطلبة المستجدين    33.8% زيادة عالمية بأسعار القهوة    إصبع القمر.. وضياع البصر في حضرة العدم    عندما يكون الاعتدال تهمة    يوم الوطن للمواطن والمقيم    50.2 مليون بطاقة صراف آلي تصدرها البنوك    حين يحترق المعلم يذبل المستقبل    الأخضر السعودي يتعادل مع التشيك ودياً    المسامرة يؤكد جاهزية الأردن لاستضافة كأس العرب للهجن في أكتوبر    مرصد سدير يوثق مراحل الخسوف ويقيم محاضرات وندوات    جامعة حائل تحقق إنجازًا علميًا جديدًا في «Nature Index 2025»    علاج جديد لارتفاع ضغط الدم بمؤتمر طبي بالخبر    إسرائيل تواصل تدمير غزة وتقبل اقتراح ترمب    إحباط تهريب (65,650) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي بمنطقة جازان    انطلاق أولى ورش عمل مبادرة "سيف" بمشاركة أكثر من 40 جمعية من مختلف مناطق المملكة    منسوبو أسمنت الجنوبية يتفاعلون مع حملة ولي العهد للتبرع بالدم    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: "التماسك بين الشعب والقيادة يثمر في استقرار وطن آمن"    مجلس إدارة جمعية «كبدك» يعقد اجتماعه ال27    وزراء خارجية اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة يعربون عن رفضهم لتصريحات إسرائيل بشأن تهجير الشعب الفلسطيني    أبرز التوقعات المناخية على السعودية خلال خريف 2025    إطلاق المرحلة الثالثة من مشروع "مجتمع الذوق" بالخبر    الأميرة أضواء بنت فهد تتسلم جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز «امتنان» للعمل الاجتماعي    السعودية تحمي النسور ب«عزل خطوط الكهرباء»    صحن الطواف والهندسة الذكية    كيف تميز بين النصيحة المنقذة والمدمرة؟    وزير الحرس الوطني يناقش مستجدات توطين الصناعات العسكرية    تحت رعاية وزير الداخلية.. تخريج الدورة التأهيلية لأعمال قطاع الأمن العام    النسور.. حماة البيئة    الجوازات تواصل استقبال ضيوف الرحمن    رقائق البطاطس تنقذ امرأة من السرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد علي بخاري.. من “كورجي” في الملاعب بمكة.. إلى رائد للدعوة الإسلامية بأمريكا الجنوبية

قصة نجاح اليوم هي أكثر من قصة لأن البطل مكاوي مدني معلم وشاعر رياضي ودعوي يعني أربعة مميزات بشخص واحد.
ولا زال يعطي ويمثل وطنه ودينه في بلاد يعتبر الدين الإسلامي بها أبعد الأديان عن شعبها، وهي جمهورية فنزويلا البولفارية هي إحدى دول أمريكا الجنوبية، والتي وقعت تحت سيطرة الاستعمار الأسباني كغيرها من بعض دول أمريكا الجنوبية، وذلك لعدد كبير من السنوات وصل إلى 300 عام، إلى أن نالت استقلالها على يد القائد العسكري سيمون بوليفار في الخامس من يوليو 1811م.
فضيفنا اليوم هدد بالقتل، وتعرض للكثير من المواقف الصعبة من أجل نشر الدعوة في البلاد غير الإسلامية، ونجح وباقتدار حتى إنه أصبح من معالم فنزويلا من كثرة جهوده وعلاقاته المميزة،
ولا ننسي أنه رياضي وحارس مرمى مميز ومدرب، ومعلم علم كثيرًا من لأجيال، وشاعر كتب أخر قصائده في أوبريت لجامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة ذكري البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان عنوانها أوبريت البيعة.
اليوم نسترجع الذكريات مع الدكتور محمد علي بخاري الذي يسرد شريط ذكرياته في قصة نجاح.
دراستي ومعلمون بالذاكرة
يقول الدكتور محمد بخاري تلقيت دراستي الابتدائية في مدرسة (الرحمانية الابتدائية) في حي (القرارة) ثم انتقلت المدرسة بعد ذلك إلى حي (سوق الليل) ومن المدرسين الذين تلقيت على أيديهم العلم آنذاك الأساتذة (محمد على بيت المال - وطاهر بنتن- والأستاذ جميل جلال) أطال الله في عمره وغيرهم من المعلمين الأفاضل، وكان مدير المدرسة الأستاذ أحمد مخلص وأتذكر من زملاء الدراسة (أحمد وخالد نشار وعدنان صائغ ومحمد مردوم وصالح سروجي وعيال العياد من سوق الليل وعيال المرداد) ثم انتقلت إلى مدرسة الرحمانية المتوسطة، ومنها إلى معهد إعداد المعلمين، حيث عملت معلمًا للتربية البدنية في جميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، والتحقت بجامعة أم القرى وحصلت منها شهادة البكالوريوس.
ثم عملت معيدًا للتربية البدنية في كل من الكلية المتوسطة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم حصلت على دبلوم في الإشراف التربوي بتقدير ممتاز.
مدير للمدرسة السعودية بإسبانيا
يضيف الدكتور بخاري أنه أثناء عمله في الإشراف التربوي تم ترشيحه من قبل رابطة العالم الإسلامي بدعم من زميله وصديق عمره الدكتور عبدالعزيز سرحان كمشرف على المسلمين في الدورة الأولمبية العالمية في إسبانيا (برشلونة) لعام 1992م
ويقول: بعد ذلك تم ترشيحي بنظام الإعارة للعمل كمدير للمدرسة السعودية مدرسة أم القرى بإسبانيا، وكانت تدرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وقمت بالتواصل مع إدارة التربية والتعليم في مدريد لفتح المحلة الثانوية، ثم عينت نائبًا لمدير المركز الإسلامي في مدريد بعد سفر الدكتور عبدالعزيز سرحان للعمل في جنوب إفريقيا، بعد ذلك تم تعييني كمدير مكلف، وتم بعد ذلك تثبيتي كمدير للمركز الإسلامي ومدير للمدرسة السعودية، وتم ترشيحي كذلك للإشراف على مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في إسبانيا، كما تم ترشيحي كنائب لرئيس الفيدرالية الإسلامية في إسبانيا وعملت في إسبانيا لمدة 4 سنوات اكتسبت خلالها الكثير من الخبرات الإدارية، وعشقت العمل الإسلامي، وبفضل من الله حققت مع زملائي الكثير من النجاحات في الميدان الدعوي.
العودة إلى المملكة والسدلان يغير حياتي.
يقول: بعد هذه التجربة عدت إلى المملكة للعمل كمشرف تربوي في كل من جدة ومكة المكرمة وطلبت بعدها التقاعد المبكر أثناء العمل، والتحقت بالعديد من الدورات العلمية في مجال الإدارة التربوية وعلم النفس، ودورات في تدريب المدربين والمعلمين، وحصلت على الدكتوراه في العلاقات الدولية من الجامعة الوطنية خلال عملي في فنزويلا بعد تركي العمل الرسمي بعد تقاعدي بعدة أشهر، وأثناء تواجد الوالد والعالم الجليل الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان في مكة المكرمة قمت بزيارته والسلام عليه، حيث سبق وأن زار المركز الإسلامي في مدريد واطلع على نشاطات وبرامج المركز.
وحين عرف بتقاعدي المبكر أصر على أن يُستفاد من خبراتي في المجال الدعوي، فطلب مني إحضار ملفي الشخصي وسيرتي الذاتية، والإنجازات التي تحققت خلال عملي في إسبانيا.
بعد ما يقرب الشهرين تم تعييني كمشرف عام على جمعية رابطة العالم الإسلامي في جمهورية فنزويلا البوليفارية
الإنجازات على مستوى جمهورية فنزويلا
يسترجع الدكتور محمد الجهود التي حققت في في المركز الإسلامي في فنزويلا، حيث يقول قمنا في المركز بجهود مميزة حققنا من خلالها كثير من الإنجازات على مستوي جمهورية فنزويلا وقارة أمريكا الجنوبية، والتي منها افتتاح أول عيادة لطب العيون والأسنان تقام داخل مركز إسلامي في أمريكا الجنوبية، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة بالمملكة، حيث تكلفت بكل المصاريف المادية واستقدمت أطباء متخصصين من كوبا يكون الكشف فيهما بالمجان، وكذلك صرف الدواء، حيث استفاد منهما أكثر من 16000 مسلم.
وكذلك عدد كبير من غير المسلمين حيث تم توزيع ما يزيد عن 12000 بروشور يتحدث عن مفاهيم وقيم الإسلام، ونبذة عن سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام توزع على المراجعين أثناء الانتظار للمراجعة، فقد أسلم بحمد الله الكثير من المراجعين.
وتم توقيع بروتوكول رسمي بين المركز والجامعة الوطنية لتبادل الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية والفنية وإقامة المحاضرات والندوات واللقاءات بين الجانبين.
وكان من ثمرة هذا التعاون إعلان مدير الجامعة لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي في الجامعة كمادة اختيارية، وبحمد الله فقد أسلم عدد من منسوبي الجامعة، وافتتاح مؤتمر السلام العالمي والذي نظمته وزارة الدفاع الفنزويلية بالقرآن الكريم، وهذا يحدث لأول مرة، وكذلك اعتمدت الكلمة التي ألقيتها في المؤتمر كوثيقة من وثائقه.
جرس الكنيسة
ويتذكر من القصص الطريفة التي حدثت في الدورة القرية الأولمبية في برشلونة، يقول: تم إسكان المشرفين على الديانات من مسلمين وبروتستانت وكاثوليك ويهود وبوذيين وغيرهم في مركز يسمّى (ابراهام) كان قريبًا من موقف الأتوبيسات التي تحمل اللاعبين من وإلى أماكن التدريب، وكانت تقام الصلوات داخل صالة كبيرة.
وكانت تسكن في الدور الثالث قريبًا جدًا من جرس الكنيسة المشرفة على المشرفين، سيدة كاثوليكية لا تحب المسلمين كان معي من الزملاء: باكستاني يتحدث الانجليزية، وجزائري يتحدث الفرنسية، وأسباني مسلم، وكان يقيم الأذان بصوت منخفض جدًا، سألته لماذا لا تصدح بالآذان بصوت مرتفع؟ فقال: إن تعليمات المشرفة تطلب منّا خفض الأذان قلت له: غدًا إن شاء الله سأقوم بالأذان لصلاة المغرب.
قمت في اليوم الثاني برفع صوت المكبر للحد الأعلى وصدحت بالأذان بصوت مرتفع؛ مما جعل كثيرا من اللاعبين غير المسلمين يتوقفون لسماع هذا الصوت الغريب، وعلى ماذا يدل حين انتهيت من الأذان، وإذ بالمشرفة تأتي بسرعة وهي غاضبة تصيح بصوت مرتفع، وتقول بأنني خرقت النظام العام في القرية، وطلبت حضوري صباح اليوم الثاني في مكتبها، وحين التقينا كانت مازالت غاضبة فسألتها ولما الغضب؟
قالت: إن هذا الصوت قد أزعج كثير من الناس. فسألتها هل الجميع هنا في هذه القرية متساوون في الحقوق والواجبات، قالت نعم. قلت لها هل هُنا تفرقة بين الأديان؟ قالت طبعًا لا.
قلت لها: إذًا سأطلب بشكل رسمي إيقاف قرع الجرس الخاص بالكنيسة يوم الأحد لأن صوته يزعج المسلمين هنا، ويزعجني شخصيًا؛ لأنه معلق قريبًا مني، وإذا لم يتم إيقافه سأرفع للجهات العليا في القرية.
هُنا أُسقِط في يدها. وشعرتُ بأنها خففت حدت الخطاب، وبدأت تتحدث بطريقة هادئة، فقالت إن أمكن تخفيف الصوت.
وهناك قصة أخرى في مدخل السكن هناك صالة حدد لكل ديانة أن تعرض فيها الكتب الدينية الخاصة بها، وذات صباح وحين مرت المشرفة، وتفقدت الكتب فوجدت كتابًا يتحدث عن المسيح معروض في المكان المخصص للديانة الإسلامية، ولم تجد على ظهره ختم اللجنة الأولمبية، فطلبت منّا عدم عرضه؛ لأنه مخالف لتعليمات اللجنة. قمنا بجمع الكتب الموجودة ووضعناها في كراتين خلف استاند العرض. طلبت من الإخوة المشرفين على الكتب إبلاغ الزوار حين مرورهم لاستلام بعض الكتب عن الإسلام بأن هناك كتابًا تم منعه من العرض، فإذا رغبوا في الحصول عليه، فيمكن توفيره، وبهذه الطريقة تم توزيع ذلك الكتاب بأعداد أكبر من بقية الكتب.
الدفاتر الخاصة أنقذتني من ضياع الأدب
ويقول الدكتور بخاري: نعم أعترف أن الرياضة أخذتني من عالم الأدب، ولكني كنت أكتب وأحتفظ بما أكتبه في دفاتر خاصة، وبعد تقاعدي من اللعب مع فريق الوحدة، وجدت أن هناك وقتًا يسمح لي بالعودة إلى عالم الأدب والشعر، فبدأت بكتابة بعض القصائد عن المنتخب، ثم كتابة سباعيات شعر رياضي يتحدث عن قيم ومفاهيم الرياضة، وفيه توجيه إلى اللاعبين، كما نشرت عدة قصائد غنائية حين كان الأستاذ هاني فيروزي يشرف على الصفحة الفنية في جريدة الندوة، بعد ذلك توجهت إلى كتابة القصائد الوطنية والسياسية والاجتماعية، ونشر الكثير منها في ملحق الأربعاء الأدبي في جريدة المدينة. وكتبت أول أوبريت في الدورة المدرسية الأولي التي نظمها الإدارة العام للتعليم في جدة، ومنها كانت الانطلاقة بكتابة ما يزيد عن ثمانية أوبريتان منها الاوبريت الخاص بمئوية التأسيس ومرور عشرون عاما لتولي الملك فهد رحمه الله للحكم، وأوربريت الدورة المدرسية العربية، وأوبريت التجمع الكشفي العربي، وأبريت دورة التضامن الإسلامية الأولي بمكة، وأوبريت الأولمبياد الرياضي والثقافي للجامعات، وكذلك أوبريت البيعة الذي رعته جامعة الملك عبدالعزيز، وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية داخل وخارج المملكة حصلت على وسام الشعر من الجامعة الفنزويلية المفتوحة بفنزويلا،
وصدر لي دواوين شعر: نبض تحت الرماد.... همس الصّبا.... وماذا بعد، وتحت الطبع ديوان: شعر باسم..
صديقي الليل... وصور مكية. وشاركت في عدة مهرجانات للشعر العالمي في كل من الأرجنتين وإسبانيا، وشاركت في عدة لقاءات عالمية للتعريف بالشعر العربي كتبت القصيدة العربية بالفصحى...وبالنبطية.... وبالشعبي (اللهجة الكاوية) تُرجمت بعض قصائدي إلى اللغة الأسبانية، ويجري الآن العمل على إصدار ديوان شعر يحمل في طياته جميع القصائد التي كُتبت في الأوبريتات الثمانية، كما أقوم بجمع القصائد الغنائية والنبطية في ديوان شعر جديد.
أحببت الجانب الدعوي
أحببت العمل الدعوي بعد عودتي من الدورة الأولمبية في إسبانيا لأنني ذقت حلاوة هذا العمل ولمست كيف يتلذذ الإنسان بالتعب حين يكون عمله خالصًا لله سبحانه وتعالي.
فكنت في كل سفراتي خارج الوطن أحرص على زيارات المسلمين وأماكن تواجدهم، وحين جاءت فرصة العمل كمدير لمدرسة أم القرى، ومن ثم مديرا للمركز عملت بكل ما أملك مع زملائي الموظفين في مجال تحقيق أهداف الدعوة، واكتسبت خبرات جديدة من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات الصحافية والبرامج التلفزيونية والأنشطة المختلفة، وحققت ما حققت من نجاحات أشاد بها كثير من المنصفين، وعندما كلفت بالعمل بعد ذلك على جمعية رابطة العالم الإسلامي في جمهورية فنزويلا، ونظرًا لنضج الخبرات فقد قمت مع الزملاء بتحقيق الكثير من الإنجازات على مستوى الجمهورية وعلى مستوى القارة الأمريكية الجنوبية، كما أتاحت لي فرصة زيارة العديد من دول الكاريبي معرفة جيدة بواقع المسلمين في تلك الجمهوريات وحاجاتهم، كما حصلت على إجازة كتابي الجديد بعنوان (فن إدارة الدعوة) جمعت فيه عصارة خبراتي وتجاربي على ارض الواقع؛ ليكون على حد علمي أول كتاب يتناول فن الإدارة الدعوية في الخارج، وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات سواء تلك التي تتحدث عن الإسلام أو تناقش بعض القضايا العالمية كمكافحة المخدرات أو الإرهاب أو المرأة، كما قمنا بتنظيم العديد منها داخل الجمعية، ولا بد أن تتطور الدعوة مع تطور المجتمعات وتطور الفكر الإنساني، ولا بد من الخروج إلى الناس والمجتمعات، والتواصل مع كافة شرائح المجتمع بدءًا من صانعي القرار في الحكومات إلى المؤسسات التربوية والاجتماعية كما أن الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية والاجتماعية تلعب دورًا في تطوير مفهوم إدارة الدعوة، وأن التقوقع خلف المكاتب والعمل داخل إطاره فقط يميت الدعوة، ويصيبها بالشلل، إدارة الدعوة بحاجة إلى إعادة النظر في الطرق والآليات، وبحاجة إلى صياغة جديدة لبرامجها وأنشطتها، كما أنها بحاجة إلى توحيد الجهود من خلال أطر يتم من خلالها وضع خطة سنوية يتحدد من خلالها الأهداف التي تسعي إلى تحقيقها الدعوة خلال العام، فإن تُحقق هدفًا واحدًا خير من أن تتحدث عن مجموعة أهداف ولا تتحقق. كما أن إدارة الدعوة بحاجة إلى توحيد جهود المؤسسات التي تعمل في الخارج من خلال إنشاء مكتب تنسيق يكون مقره أحد المراكز التابعة لتلك المؤسسات يعمل على ربط البرامج والأنشطة وإقامة المؤتمرات والندوات في كل المؤسسات ذات الصلة، فمن المستغرب مثلا أن يُقام مؤتمر داخل الدولة ومدير المركز لا يعلم عنه شيئًا، أو يقوم بعض الأفراد من أهل البلد بطلب معونة لبناء مسجد أو مركز بدون علم مدير المركز.
إنشاء مكتب تنسيق خاص
لقد تعلمنا وعشنا كثيرًا من حالات النصب والغش والكذب من بعض مسؤولي تلك المراكز للحصول على مساعدات أو أموال قد لا تذهب في مكانها الصحيح، ومن هُنا أدعو وأناشد رابطة العالم الإسلامي وجامعة الإمام محمد بن سعود ووزارة الشؤون الإسلامية وهيئة الإغاثة الإسلامية والبنك الإسلامي والندوة العالمية للشباب بضرورة إنشاء مكتب تنسيق خاص في الدولة التي يوجد بها المركز تمر من خلاله كل الأنشطة والمساعدات المادية وتنظيم المؤتمرات أو الندوات؛ لأنه الأقرب والأعرف لطبيعة البلد والناس الموجودين فيه؛ مما يقلل من هدر الوقت والجهد، ويبعدهم عن النصابين والمتاجرين في العمل الإسلامي؛ لأنني أتحدث عن مواقف عشتها ولمستها خلال عملي الدعوي.
تعرضت للكثير من المشاكل بسبب الدعوة محتسبًا ذلك في سبيل الله
تعرضت أثناء عملي الدعوي للكثير من المشاكل من محاولة تهديد بكتب مرسلة تهدد بالخطف وضرب وتهديد بالقتل، وكنت محتسبًا كل هذا في سبيل الله لأنني مؤمن بأنه لا يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، من يعشق العمل الدعوي لا يتركه أبدًا خصوصًا حين يحس بحلاوته، ويعيش حالات تحقيق الأهداف حين يساعد مريضًا أو يلبي حاجة مقطوع أو يعيش حالة دخول الناس في الإسلام أو حين يهتدي مسلم ويعود إلى رحاب الدين، وعملي في المجال الرياضي ساعدني على تكوين شخصيتي الاجتماعية والدعوية، حيث اكتسبت في نفسي الثقة، وتعلمت التنظيم والنظام، وعرفت كيف أعامل الناس، وكيف يكون التواضع، تعلمت من الرياضة كيف أتواضع عند النصر، وكيف اصبر عند الهزيمة، وكيف أعيد محاولات الفشل لتصبح نجاحًا.
المولد والنشأة في أحياء مكة
ويقول: ولدت في أحد أحياء مكة المكرمة في حي (شِعب أو شَعِيب عامر) عام
1952م تشربت في تربيتي العادات والقيم والمبادئ الاجتماعية والمستمدة من
كتاب الله والسنة النبوية الشريفة.
وكانت لنا عادة سنها الوالد رحمه الله بأن نجتمع كل أسبوع في بيته مع
أطفالنا وزوجاتنا نتدبر فيه أحوالنا وتربية أبنائنا ومازلنا نتبع وصيته
بعدم قطع تلك العادة إلى اليوم وغدًا إن شاء الله.
لدي أربع بنات وابن واحد أرجو لهم التوفيق والسداد وكان جدي (مرزجان)
مدرسًا في المدينة المنورة، وكان يفتح داره لطلاب العلم، وجدي والد أمي
(دياب النزهة) من عائلة (النزهة) وهي عائلة من المدينة المنورة. انتقل
والدي إلى مكة المكرمة وعاش فيها إلى أن توفاه الله.
الأدب والشعر كانت وقودي في الدعوة
الجانب الأدبي أتذكر حين كنا صغارًا كان الوالد رحمه الله يجمعنا بعد صلاة
العشاء من كل يوم ويقرأ علينا بصوت مرتفع قصص عنترة بن شداد والزير سالم
وفيروز شاه وغيرها من الكتب التراثية، وكان يتوقف عند كل حدث يستخلص منها
العبر، وكان صوته جميلًا وأسلوبه معبر.
عشقت من خلاله الأدب، وخصوصا الشعر، وبدأت قريحتي للشعر تتفتح، وأصبحت اقرأ
في جميع كتب الشعر. وأذكر في أحد الأعوام حين زارنا في مكة أحد الأندية من
السودان الشقيق قمت بكتابة قصيدة، وألقيتها أمام جمع غفير في الحفل الذي
أقيم في حدائق الزاهر، وكنت قبل الإلقاء خائف مرتبك؛ لأنها المرة الأولى
التي ألقي فيها شعرًا أمام حشد كبير من الناس، وكان صديقي الدكتور
عبدالعزيز سرحان يشجعني، ولازلت أذكر قوله لي. انظر إلى وجوه الناس نظرة
عابرة، ولا تدقق في وجوهم، وتخيل أن تلك الرؤوس هي رؤوس بطيخ، وعملت بما
قال، وعدى الموقف على خير.
أول عربي ومسلم ينال وسام الشعر
يقول الدكتور بخاري: كنت أول عربي ومسلم ينال وسام الشعر من الجامعة
المفتوحة، وكذلك وسام سفير لها حول العالم، واقمت أول أمسية شعرية بمناسبة
احتفال الجامعة بمرور 30 عامًا على إنشائها ليمتزج الشعر العربي مع الشعر
الفنزويلي، وفي هذه الأمسية تم توزيع ما يزيد على 400 مطوية تتحدث عن
الإسلام بعد زيارات متعددة لمعظم المراكز الإسلامية على التراب الفنزويلي
وعرض فكرة الفيدرالية الإسلامية، وتم إنشاء الفيدرالية الإسلامية، وتم
اختياري رئيسًا لها.
حصر حياتي في أربع اتجاهات: الرياضة الأدب والشعر الدعوة
الحياة الاجتماعية يمكن حصر حياتي في ثلاثة اتجاهات الرياضة والأدب والشعر
والدعوة، ففي الحياة الرياضية كنت لاعبًا في نادي الوحدة كحارس مرمى وحارس
مرمى مع منتخب الجامعات السعودية المشارك في دورة الجامعات الأولمبية في
المكسيك عام 1997م، ومدربًا للحراس بنادي الوحدة ونادي الأنصار بالمدينة
المنورة، ثم مديرًا للكرة، وعضوًا في مجلس الإدارة، وكاتبًا ومحللًا
وصحافيًا وناقدًا رياضيًا في عدة صحف، وحارس مرمى في منتخب المملكة
للناشئين في دورة طهران عام 1394 وتم نشر ما يزيد عن 60 سباعية شعرية خاصة
بالرياضة نشرت في الملحق الرياضي لجريدة المدينة، وكنت المشرف على الدين
الإسلامي في دورة الألعاب الأولمبية في إسبانيا، والمقامة في مدينة
برشلونة.
بطاقة
د. محمد علي إبراهيم بخاري
• من مواليد مكة المكرمة
• مدير المركز الثقافي الإسلامي بمملكة إسبانيا عام 1994م
• نائب رئيس الفيدرالية الإسلامية بمملكة إسبانيا
• مدير مدرسة أم القرى بمملكة إسبانيا
• المشرف علي هيئة الإغاثة الإسلامية بمملكة إسبانيا
• المشرف العام على جمعية رابطة العالم الإسلامي بجمهورية فنزويلا البوليفارية عام 2006 م
• المشرف الديني في دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992م
• عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية – الرياض
• عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.