وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    تعاون "سعودي – موريتاني" بالطاقة المتجدِّدة    تراجع طفيف بأسعار النفط عالمياً    أجواء ممطرة على معظم المناطق    تحويل الدراسة عن بُعد بوادي الدواسر ونجران    97 % رضا المستفيدين من الخدمات العدلية    "هورايزن" يحصد جائزة "هيرميز" الدولية    افتتاح معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    تسجيل «المستجدين» في المدارس ينتهي الخميس القادم    أخفوا 200 مليون ريال.. «التستر» وغسل الأموال يُطيحان بمقيم و3 مواطنين    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    الخريف: نطور رأس المال البشري ونستفيد من التكنولوجيا في تمكين الشباب    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    (ينتظرون سقوطك يازعيم)    في الجولة 30 من دوري" يلو".. القادسية يستقبل القيصومة.. والبكيرية يلتقي الجبلين    بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.. إنشاء" مركز مستقبل الفضاء" في المملكة    أمير الشرقية يدشن فعاليات منتدى التكامل اللوجستي    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يحضر احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    دعوة عربية لفتح تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في المستشفيات    «ماسنجر» تتيح إرسال الصور بجودة عالية    «الكنّة».. الحد الفاصل بين الربيع والصيف    توعية للوقاية من المخدرات    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    اختلاف فصيلة الدم بين الزوجين (2)    قمة مبكرة تجمع الهلال والأهلي .. في بطولة النخبة    تمت تجربته على 1,100 مريض.. لقاح نوعي ضد سرطان الجلد    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    العشق بين جميل الحجيلان والمايكروفون!    الفراشات تكتشف تغيّر المناخ    اجتماع تنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    فزعة تقود عشرينيا للإمساك بملكة نحل    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    السابعة اتحادية..    دوري السيدات.. نجاحات واقتراحات    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة (37) من طلبة كلية الملك فهد البحرية    ولي العهد يستقبل وزير الخارجية البريطاني    دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق        اليوم.. آخر يوم لتسجيل المتطوعين لخدمات الحجيج الصحية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    دولة ملهمة    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربع قصص نجاح.. لشباب سعودي تحدى المصاعب وقهر اليأس والإعاقة بمشاريع ناجحة

النجاح طريق السعادة، والعنوان الأبرز في مسيرة الحياة المفعمة بالانجازات المتعددة لأولئك العصاميين الذين حولوا العوائق إلى نجاحات بارزة أرووها بعرقهم وكتبوها بجدهم واجتهادهم بأحرف من نور في جبين التاريخ وفوق هامات السحب، لتصير بعد حين نبراسًا يحتذى للأجيال القادمة، يهتدون بها نحو الارتقاء إلى سلم المجد والبناء والتقدم وأبطال قصصنا هم كثر في بلادنا، وقدموا الكثير والكثير لهذا الوطن أرضًا وإنسانًا ومن هؤلاء الناجحين ابطال قصتنا اليوم وهم: إلهام جمل الليل، د. علي بن محمد اللهبي، عبدالله الدويرة, سلمان الدعجاني.
الناجحون والناجحات من أبناء الوطن هم كثر ولا شك، وينتشرون في كل القطاعات، لكن يبقى هناك منهم من استطاع أن يحقق نجاحه في ظروف أقل ما توصف أنها صعبة، التي تتفرع إلى ظروف مادية أو وقتية أو اجتماعية، وهؤلاء الذين استطاعوا تحقيق نجاحاتهم في مثل هذه الظروف هم الذين يستحقون أن تروى قصصهم لتكون عظة وعبرة للآخرين يتمثلونها في رسم طرق نجاحهم وتأمين مستقبلهم خصوصًا في فئة الشباب الذين لا بد أن يقدموا على الحياة بروح قوية وعزيمة لا تلين في ظل الوضع الاقتصادي الرائع الذي تعيشه المملكة بفضل الله، حيث تتهيأ الظروف لصنع النجاح أكثر مما هي عليه في البلدان الأخرى.
واليوم نقدم هنا عبر هذه اللوحات الجميلة، التي نستعرضها معكم في أربع قصص نجاح لأبناء هذا الوطن المعطاء أبطالها هم: إلهام جمل الليل وعبدالله الدويرة وسلمان الدعجاني والدكتور علي بن محمد اللهبي. الذين استطعوا ان يحققوا نجاحا كبيرا في اربع مشاريع مختلفة باصرارهم تم النجاح وبدعم من البنك السعودي للتسليف والادخار الذي مول مشاريعهم ويمول الالاف من المشاريع لينجح الشباب السعودي نستعرضه اليوم كنماذج مضيئة.
-----------------------------------------------------------
القصة الاولى
جمل الليل: إيماني بقدرات المرأة على تحدي الصعاب كان سر نجاحي
الهام جمل الليل:
هي سيدة من بنات هذا الوطن اللاتي لا زلن يواصلن كل يوم صنع النجاح وتسجيل علاماته الفارقة في التخصصات والأرجاء كافة، وهي واحدة من أولئك السيدات العصاميات اللاتي استطعن بقدراتهن على التحدي تحويل الأفكار والأحلام إلى واقع معاش وشيء ملموس على أرض الواقع.
إنها إلهام جمل الليل التي استطاعت أن تحول ذلك الركن الصغير في منزلها إلى بذرة لمعمل رعته وأشرفت عليه بسهرها واجتهادها الى علامة تجارية هي الاولى في صنع إكسسوارات الشعر النسائية على مستوى الخليج خلال فترة زمنية لا تتجاوز عدة سنوات.
نقل التجربة:
من هذا المنطلق رأيت ضرورة أن أنقل تجربة ابنة الوطن غيرت مفاهيم النجاح النسوي بقصة نجاحها ذات الأبعاد والدلالات الرائعة، فكانت هذه القصة التي آمل أن تطلع عليها فتيات وسيدات الوطن لعللهن يحاكينها في التحدي ومواجهة الصعاب ليصنعن غدهن وغد أسرهن ووطنهن المشرق.
تقول إلهام جمل الليل: راودتني الفكرة التجارية منذ 15 سنة واستطعت بحمد الله أن أحولها إلى واقع معاش واسم تجاري حصل على ترتيب أفضل مشروع تجاري، خلال فترة وجيزة منذ تدشيني لمعملي الصغير في المنزل قبل عقد من الزمن،
وتضيف جمل الليل: اليوم ولله الحمد توسع المعمل وأصبح معملا واسما تجاريا وعلامة فارقة في صنع الإكسسوارات النسائية في الخليج تلقى منتجاته رواجا وقبولا من سيدات الخليج من مختلف الشرائح الاجتماعية، نظرا للابتكارات والتصاميم المميزة التي ننتجها في المعمل.
تعاون الأسرة:
في هذا الإطار تعيد السيدة الهام جمل الليل الجزء الأكبر في نجاحها إلى تعاون ومساندة أفراد أسرتها كافة وعلى رأسهم زوجها الذي ساندها واستطاع ان يكون عاملا مساعدا في صنع النجاح الذي حققته فصار نجاحا للاسرة.
البداية:
تقول إلهام جمل الليل عن هذه المرحلة:
أنا حاصلة على دبلوم تفصيل وخياطة وتصميم الإكسسوارات النسائية وكنت أمارس هوايتي في منزلي بمدينة جدة وكانت منتجاتي بسيطة وبخامات بسيطة أيضا، نظرا لضعف إمكانياتي المادية التي كانت تقف عقبة في سبيل تحقيق طموحاتي في التوسع وإنتاج أشكال وأصناف جديدة تلبي حاجات المرأة السعودية والخليجية من اكسسوارات الشعر النسائية.
وتضيف: لم يتجاوز البيع الزميلات والبازارات التي كنت أشارك فيها، وقبل عدة سنوات اكتشفت أن بنك التسليف يقوم بمساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة فقمت بمراجعته سعيا للحصول على قرض يمنحني القدرة على التوسع، لكن كان الخوف ينتابني من الشروط التي اعتقدت للوهلة الأولى أنها تعجيزية ولن أستطيع إتمامها، ولكن وخلال فترة وجيزة لم تتجاوز الستة أشهر وبعد اكتمال جميع الأوراق والمستندات حصلت على الدفعة الأولى من القرض البالغ 400 ألف ريال.
وتابعت جمل الليل: باقي الدفعات تم تسلهما من فرع البنك في جدة وساعدني ذلك على إتمام مشروعي والذي بلغ مستويات وشهرة كبيرة في منطقة الخليج،
كما أنه عُد من أفضل المشاريع والتي من خلالها رشح للمشاركة في أحد المعارض الخاصة بالمشاريع الناجحة، في كندا، مضيفة أن المعمل ينتج إكسسوارات للشعر ويمول عديدا من المحال التجارية في محافظة جدة لما لها من جودة عالية.
كوادر سعودية:
تقول إلهام جمل الليل عن طاقم العمل: في العمل إيمانا مني بقدرة الفتاة السعودية على الابتكار وتمتعها بالذوق الراقي فقد قررت أن الحق معي طاقم عمل مكونًا من سبع فتيات سعوديات يعملن بمعدل ثماني ساعات يوميا مع إجازة يومين في الأسبوع، واستطعن أن يحققن انجازات رائعة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأفكار التطويرية ومنها التوسع والتصدير لخارج المملكة وزيادة في جلب الأيدي العاملة السعودية.
نصائح للمرأة السعودية:
في هذا السياق ختمت إلهام جمل الليل بالقول: المرأة السعودية سواء كانت موظفة أو ربة منزل فإنها قادرة، وهذا ما أثبته الواقع على صنع النجاح، ولذلك أدعوهن جميعا إلى الاستثمار الأمثل لأوقات فراغهن، ويحاولن البدء بممارسة أي هوايات وأعمال ولو كانت بسيطة ولتلبية حاجات منازلهن وأسرهن على الأقل في المراحل الأولى.
وأريد تذكيرهن بالمثل الصيني القائل: “مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”، والأعمال مهما بدت صغيرة نستطيع بجدنا واجتهادنا تحويلها إلى علامات تجارية فارقة تنال شهرة واسعة وهذا ما سارت عليه سيدات ورجال الأعمال المعروفين في مختلف الساحات الوطنية والعالمية.
مذكرة بأن ذلك لن يتحقق إن لم تجد المرأة التعاون والمساندة الكافيين من بقية أفراد الأسرة وعلى رأسهم الأزواج، داعية إلى الحرص على عدم اللجوء للشغالات والعمالة الخارجية في ذلك لأنهن في المراحل الأولى لا بد من تقليل النفقات حتى تزداد الأرباح وينمو المشروع.
-----------------------------------------------------------
القصة الثانية
مؤسس ومدير لأحد مراكز الغسيل الرائدة على مستوى المملكة
د. اللهبي يرسم الابتسامة على وجوه مرضى الكلى
استطاع الدكتور علي بن محمد اللهبي بجده واجتهاده وتخطيطه العلمي الدؤوب أن يجعل الحلم حقيقة واقعة، وفي فترة وجيزة أصبح مركزه الطبي من بين الأفضل على مستوى المملكة، كيف تم ذلك؟ وكيف استطاع هذا الكادر الوطني ان يصنع نجاحا بأقل الامكانيات؟
التخطيط أولًا:
يجيب الدكتور اللهبي على هذا التساؤل بقوله:
بالتخطيط والمتابعة الدؤوبة نستطيع تحقيق كل شيء، وهذا كان منهجي بتأسيس المركز، حيث حظي بمتابعة شخصية مني، واستعانتي باتباع الاساليب التي يجري تطبيقها في الخارج على مثل هذه المنشآت المتعلقة بصحة الانسان وحياته، التي تتطلب عناية فائقة وجهود جبارة وفلسفة انسانية تقوم على رفع الألم عن كاهل المرضى دون ان يكون المال دافعنا الاول لذلك، وهذا اخرجناه من طور الاحلام والرؤى النظرية الى حيز التطبيق على ارض الواقع.
خطوات النجاح:
عقب حصولي على شهادة الدكتوراه في مجال أمراض وزراعة الكلى وضغط الدم من جامعة هارفل في الولايات المتحدة قائلا: إنه بدأت في ممارسة العمل بعد حصولي على الشهادة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حتى وصلت إلى رئيس قسم الكلى عام 2008م.
ويضيف: عقب تلك الفترة من العمل في مستشفى التخصصي وتحديدًا في قسم الكلى، شاهدت المعاناة الكبيرة التي يتكبدها المصابون بهذا المرض أثناء تلقيهم العلاج، ومن هذا المنطلق حاولت أن أنشئ مركزا متخصصا لمحاولة التخفيف من معاناة المرضى وازدحامهم بشكل كبير في المستشفيات وعدم قدرتهم على دفع التكاليف الباهظة للغسيل، فأتت اللحظة التي تمكنت فيها من الحصول على تمويل استثماري عن طريق البنك السعودي للتسليف والادخار بمبلغ أربعة ملايين ريال، فكان ذلك بمثابة السند الحقيقي الذي ساعدني ان احول الحلم الى حقيقة واقعة وأدركت معها أنني اليوم قادر على المساهمة بخدمة الوطن عن طريق تخفيف آلام أبنائه المرضى بالفشل الكلوي، ولم أدخر وسعا في استكمال اجراءات القرض ومباشرة التنفيذ، مستعينا بالله اولا وبالمخلصين من فريق العمل معي.
كوادر مميزة:
يقول الدكتور اللهبي عن فريق العمل في المستشفى: المركز يضم كوادر فنية مدربة بشكل ممتاز تستطيع التعامل مع المرضى وتسهيل عملية علاجهم بكل يسر وسهولة، ويقع المركز في مدينة الرياض ويتكون من عدة إدارات وهي: التمريض والإدارة الطبية والصيانة والمخازن والنقل وغرف العلاج وكذلك الحجر الطبي الذي يتم فيه عزل المصابين بأمراض معدية، مبينا أن المركز يعد الأفضل في المراكز الصحية المتخصصة في غسيل الكلى في المملكة، نظرا للإجراءات المتبعة فيه واتباعه نظاما متطورا في الاستقبال والعلاج والعزل. ويشير الدكتور اللهبي إلى أن المركز يستقبل يوميا 20 شخصا في الفترة الواحدة ما بين رجال ونساء وكذلك أطفال، مشيرا إلى أن المريض يتم الكشف عليه مبدئيا، حيث خصص بطاقة ذكية لكل مريض تحمل جميع معلوماته، وتستخدم البطاقة في جهاز الميزان وترسل المعلومات إلى آلة الغسيل لتحديد كيفية الغسيل ومدته ونوعية الفلاتر المستخدمة.
الاستثمار في القطاع الصحي:
عن الاستثمار في هذا المجال يشير الدكتور اللهبي إلى أن ذلك يتطلب أن تكون نيتنا مخلصة لله أولا وللعمل بضمائر حية لا تعرف المتاجرة بصحة الانسان.
كما يجب ألا يكون دافع المستثمر في القطاع الصحي هو الحصول على المال فقط بل يجب عليه أن يتحلى بأخلاق الأطباء وإنسانيتهم المفترضة حتى لا يسيء لهذه المهنة الإنسانية، فيكسب المال ودعاء المرضى الذين يخفف عليهم آلامهم ويزيلها من على كواهلهم.
-----------------------------------------------------------
القصة الثالثة
عبدالله الدويرة.. عازف النجاح المنفرد في ليالي الصحراء
عبدالله الدويرة:
في السابعة عشرة من عمره وضع رجله على سلم النجاح وإن كان ذلك لم يكن في الحسبان كونه لم يكن مقتنعا بالعمل الى جانب والده في مشاريع لم تكن تجد قبولا منه كونها ليست من الأعمال التي يجد نفسه فيها كما يقولون.
لكن ابن جزيرة العرب بصحاريها المترامية الأطراف وحكاياتها المفعمة بروح المغامرة والترحال، سعيًا لاكتشاف أسرار الحياة في جنباتها في تجربة فريدة للعيش مع حبات الرمال وهبوب الرياح تحت ظلال النخيل في الواحات وبيوت الشعر المتناثرة في أرجائها كنجوم السماء.
كل ذلك وغيره أوحى لضيفنا الثلاثيني الذي لم يتم دراسته الجامعية أن يبدأ تجربته مع النجاح من خلال تجارة مستلزمات الرحلات البرية وتفصيل الخيام وتركيبها، في محله الصغير الذي أقامه في مدينة الدمام، حين بدأ يمارس العمل فيه بمفرده وبرأسمال لا يتجاوز العشرين ألف ريال لكنها تجارته المحببة إليه منذ صغره ولديه المعرفة التامة بجميع تفاصيلها، التي كان يقف المال حاجزا أمامه ليمارسها بطريقة ذات جدوى اقتصادية.
بداية النجاح:
خلال هذه الفترة بدأ عبدالله يحقق من خلال محله بمدينة الدمام شهرة لدى رواد الصحراء وعشاق الرحلات وبدأ اسم محله يتداول على ألسنتهم. وكان كل يوم يمر يشعر معه بالحاجة الماسة للمال الذي سيمكنه من تحقيق طموحاته في التوسع لتلبية كل متطلبات الرحلات ليكون رائدها الأول في المنطقة الشرقية، ولم يدم تفكيره طويلا رغم كل العقبات التي كانت تبدو للعيان واقفة في طريقه،
وشاءت الأقدار أن يخبره احد أصدقائه أن بنكا وطنيا يقدم قروضا خاصة بتنمية المشاريع الصغيرة، فالتقط الفكرة وسرعان ما قرر الاتجاه نحو البنك ليخرج بعد فترة من هناك ومعه 400 ألف ريال استطاع من خلال توظيفها التوظيف الأمثل أن يوسع نشاطه ليكتب بذلك قصة رائعة عن شباب الوطن الناجح الذي لم يستسلم أو يقف عند أول عقبة واجهته في حياته بل استطاع من خلال العزيمة وروح التحدي والإصرار على النجاح ان يقطف ثماره ويحفر اسمه كعنوان بارز في جبين الوطن.
خطوات التوسع:
ويشير الشاب الدويرة إلى أنه من خلال تمويل البنك استطاع التوسع في النشاط التجاري عبر إدخال مشغولات جديدة، وتدشين خط لتفصيل الخيام، مما رفع عدد ساعات العمل إلى الضعف؛ ففي موسم الشتاء صار يقضي قرابة ال 15 ساعة متواصلة، أما في موسم الصيف فتصل ساعات العمل الى عشر ساعات يوميا.
نصائح:
وعن النصائح التي يقدمها الشاب عبدالله الدويرة الى شباب الوطن يقول: أنصحهم بالتوجه للأعمال الحرة واقتحام المجالات الاستثمارية وسيجدون أن ذلك أفضل من تضييع الوقت بالبحث عن وظيفة بالدخل المحدود، مشددا على أن كبار رجال الأعمال سواء في الداخل أو الخارج بدأوا من الصفر ولكنهم عملوا بأنفسهم حتى أصبحوا رجال أعمال مشهودا لهم.
-----------------------------------------------------------
القصة الرابعة
“الدعجاني” الإعاقة أن يعجز العقل عن التفكير والنجاح تصنعه الإرادة
سلمان الدعجاني :
الاعاقة الجسدية لم تكن في يوم من الايام حجر عثرة في طريق صناع النجاح وذوي الارادات الفولاذية على مر التاريخ منذ بشار بن برد.
فلقد حدثنا التاريخ عن اشهر المعوقين عبر مختلف العصور؛ نبغوا ووصلوا الى مناصب منحتهم الشهرة المتميز ولعل الامام الترمذي، والاحنف بن قيس، بشار بن برد، الرئيس روزفلت فرنكلين، طه حسين الاديب المصري المعروف،
أديب مصر مصطفى صادق الرافعي، هيلين كلير أعجوبة المعاقين الأمريكية، البروفيسور ستيفن هاوكنغ عالم رياضيات كان مقعدا يتحرك على كرسي متحرك وحاز على اعلى منصب اكاديمي، وأديب العرب واليمن وشاعرهم المرحوم عبدالله البردوني الذي كان كفيفا.
مواجهة الاعاقة:
واذا كان اولئك الناجحون من المعوقين قد صنعوا ذلك النجاح على مر التاريخ؛ فإن ضيفنا شاب ثلاثيني واجه إعاقته بالعزيمة والصبر والانخراط في مجال العمل والتجارة الحرة، رغم إصابته بشلل رباعي بعد تعرضه لحادث مروري قبل عدة سنوات.
إنه شاب يدعى (سلمان الدعجاني) الذي لم يتجاوز عمره العقد الثالث تعرض لحادث مروري عام 2001 م في مدينة الرياض، حيث أصيب حبله الشوكي الفقرة الرابعة بشلل رباعي نتيجة الحادث المروع، وحاول خلال تلك الفترة العلاج خارج المملكة وتحديدا في ألمانيا وجمهورية التشيك، ولم يستطع المشي على قدميه أو تحريك يديه.
“التشيك” نقطة التحول:
خلال السنوات التي قضاها في جمهورية التشيك لغرض العلاج من الشلل، تعلم اللغة التشيكية بسبب طول المدة التي قضاها في العلاج. ويشرح ذلك بقوله إنه أثناء تلقيه العلاج الطبيعي في جمهورية التشيك لاحظ معاناة الكثير من النساء والأطفال بسبب عدم الخصوصية والنظام المتبع في التشيك المخالف لعاداتنا وعقيدتنا، وكذلك معاناتهم في السفر وابتعادهم عن ذويهم لفترات تزيد على ثلاثة أشهر، كما أن المبالغ التي تدفع في تلك المصحات الخاصة بالعلاج الطبيعي باهظة.
نقل التجربة التشيكية:
ويستطرد: منذ تلك اللحظة حاولت أن أقدم تجربتي الطويلة في التشيك وأنهي معاناة هؤلاء المصابين من خلال افتتاح مركز متخصص للنساء والأطفال في المملكة ويكون مشابها لما يقدم في المصحات الخاصة بالعلاج الطبيعي في التشيك، وكذلك أن يحصل كل معوق على حصته المفترضة من العلاج على أيدي مختصين وبسعر مناسب.
التمويل:
يقول الشاب الدعجاني: التمويل تم بالفعل من خلال التقدم إلى البنك للحصول على قرض تمويلي لإنشاء المركز في وسط الرياض.
ويضيف: التعامل الميسر من قبل إدارة البنك وخصوصا المسؤولين عن البرنامج الطبي كان جيدًا ورائعًا، ووافق البنك على مشروعي بعد إكمال الشروط والمستندات اللازمة من الجهات الأخرى وحصلت على تمويل بأربعة ملايين ريال.
مركز العلاج الطبيعي:
يتحدث الشاب الدعجاني عن مركزه للعلاج الطبيعي ويقول: “المركز يوجد به نحو 11 قسما، جميعها تندرج تحت اسم العلاج الطبيعي وهي خاصة بفئتي النساء والأطفال، وجميع الطاقم التمريضي نسائي ومن جنسيات مختلفة من جمهورية التشيك، وبولندا، والأردن، والسعودية.
وأوضح أن أسعار العلاج في المركز تتناسب مع الطبقة الوسطى مقارنة بالعلاج خارج المملكة، حيث إن علاج شهر في جمهورية التشيك يعادل علاج خمسة أشهر في المركز. وأشار إلى أن المريض يحصل على علاج حسب حالته الصحية ونصائح الطبيب المختص، وعادة ما تكون فترة العلاج من ساعتين إلى أربع ساعات يوميا،
ويستقبل المركز قرابة 240 مريضا من النساء والأطفال يوميا. ويؤكد الدعجاني أن المركز وجد الكثير من الإشادات من داخل المملكة وخارجها، حيث إن السفير التشيكي أشاد بإمكانات المركز وذكر أنها تنافس ما يوجد في المراكز في جمهورية التشيك،
كما أن مسؤولي وزارة الصحة زاروا المركز وأشادوا بالخدمات المقدمة والنظام المتبع فيه. واختتم الدعجاني حديثه بالقول: أتمنى من الجميع أن نهتم بتلك الفئة الغالية علينا خصوصا أنه يوجد في المملكة نحو 147 ألف معوق حركي ولا بد من الاهتمام بهم ورعايتهم بشكل أكبر، وتقديم الرعاية الصحية لهم بشكل واسع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.