أمانة المدينة تراهن على نجاح “حي بلا حاويات” ومردم النفايات في التصدي لتحديات النظافة

على الرغم من تحديات النظافة المختلفة، سجلت تجربة حي بلا نفايات في المدينة المنورة نجاحًا متميزًا في 14 حيًا بعد أن بدأت في عام 1417ه في نطاق بلدية الحرم فقط. وأوضح المهندس عايد البليهشي مدير إدارة الإعلام بأمانة منطقة المدينة أن المشروع يعد تجربة رائدة بدأتها الأمانة عام ( 1417ه) في نطاق بلدية الحرم وأصبحت الآن تطبق في (14) حيًا في أرجاء المدينة موضحًا أنها تعتمد بشكل كبير على تعاون المواطنين وتسعى الأمانة للتوسع في تطبيقه متى ما توفرت الظروف المناسبة بالحي لنجاحه. وقدر ما يتم رفعه يوميًا من النفايات على مستوى المدينة في اليوم الواحد خلال الأيام العادية ب (96504) أطنان يوميًا ترتفع في موسم الحج إلى (1991005) أطنان يوميا.
ويفاقم من مشكلة النظافة في المدينة المنورة مخلفات الصرف الصحي وعدم اكتمال المشروعات المتعلقة بإنشاء محطات المعالجة مما يجعل المياه العادمة في بعض احياء طيبة والمناطق الصغيرة والمتوسطة سببًا مهمًا في التلوث بالمنطقة.
وفي الوقت الذي نجحت فيه أمانة المنطقة بتنفيذ مشروعات ضخمة تدعم عملية الاصحاح البيئي لكن تنشد أمانة المنطقة مزيدًا من الوعي البيئي من الأهالي والمزيد من تحمل المسؤولية في اتخاذ الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تسهم في محاصرة المشكلات البيئية ومن ذلك التعاون في إنجاح مشروع حي بلا حاويات من خلال الوعي بما يتعلق بالنفايات المنزلية وعدم رمي مخلفات البناء كيفما كان وسط غياب الجهات الرقابية.
مردم نفايات المدينة
ويعتبر مردم النفايات البيئية إحدى مراحل التخلص النهائي من النفايات، ويشكل جزءًا مهمًا ورئيسيًا في استراتيجية الإدارة السليمة للنفايات فبدون المواقع المنظمة لإدارة النفايات سوف يكون من الصعب منع الطمر العشوائي والحرق غير المشروع وبالتالي من المستحيل درء التلوث في المجتمع والبيئة المحيطة به. وتعتبر المرادم الهندسية جزءًا من منظومة بيئية متكاملة لمعالجة وطمر النفايات والمخلفات للمحافظة على البيئة المحيطة وفق مواصفات ومعايير علمية لحماية صحة الإنسان والبيئة ومن هذا المنطلق وحرصًا من المسؤولين بأمانة منطقة المدينة المنورة في رفع معدل الإصحاح البيئي كان التفكير في إنشاء منظومة بيئية آمنة للتخلص من النفايات وذلك بإنشاء عدد من المشروعات المتكاملة التي تحقق طموحاتها في توفير بيئة صحية خالية من التلوثات وكانت أول خطوة في منظومة البيئة المتكاملة هي حماية المياه الجوفية من رواسب النفايات السائلة وذلك بإنشاء مردم هندسي معزول وفق مواصفات عالمية واكتملت المنظومة بمشروعات تم تنفيذها منها محطة فرز النفايات وحدة كبس النفايات خلايا ترشيح الرواسب السائلة وشبكة تجميع الغاز. وتستكمل أمانة منطقة المدينة المنورة تنفيذ مشروعات بعد دراستها منها الاستفادة من معالجة المخلفات النباتية (الأشجار) والاستفادة من معالجة مخلفات البناء والترميم والاستفادة من إطارات السيارات.
استراتيجية الأمانة
وتتلخص استراتيجية أمانة المدينة المنورة في إدارة النفايات والتخلص الآمن منها في الاعتماد على اسس التنمية المستدامة والجودة والنظام العالمي لإدارة البيئة EMS. إذ إن التعامل الخاطئ مع منظومة النفايات خاصة العضوية من أهم أسباب التغيرات المناخية.
ومن ضمن المشروعات المستقبلية إنشاء مصنع للسماد العضوي للاستفادة من المخلفات العضوية المنزلية ومخلفات المسالخ بشكل أمن والتوسع في زراعة المسطحات الخضراء والاستفادة من مياه الرواشح والنفايات السائلة غير الخطرة في تنشيط المرمى وإنتاج غاز حيوى يستخدم في توليد الكهرباء. ويهدف إجراء بناء وحدة فرز النفايات إلى إنشاء سجل بيئي للمرمى يتوافق مع نظام الإدارة البيئة العالمية وإنشاء مردم آمن معزول للنفايات الطبية المعالجة إضافة إلى إنشاء مردم آمن معزول للنفايات الصناعية متوسطة الخطورة وكذلك منطقة صناعات بيئية قائمة على تدوير النفايات والتقليل من كمية النفايات التي يتم طمرها في المردم الهندسي والاستفادة مما يمكن الاستفادة منه استثماريًا من المواد القابلة للتدوير. وتوفير مورد مالى إضافي عن طريق استثمار النفايات لصالح الأمانة.