هل تعرف كيم كارديشيان ..؟ إذا كنت تعرفها فأنت حتما من ابناء عصرك البررة، أما إذا كنت لا تعرفها فأنت بلا شك ابن غير شرعي للعصر الذي تعيشه. كيم كارديشيان لمن لا يعرف، هي أهم نجمات تلفزيون الواقع الذي انتشر في زمننا الرديء انتشار البلاك بيري بين أطفال السعودية. ليس ذلك فقط، بل أن “الآنسة كيم” التي ابتدأت مشوار شهرتها بواسطة شريط فيديو إباحي تسرب إلى مواقع الإنترنت بمعرفتها كما يزعم بعض المغرضين، لم تعد هي النجمة الوحيدة في عائلة كارديشيان التي أصبحت تفوق في شهرتها عائلة كوري نفسها. فبالإضافة إلى كيم هناك أختها “الآنسة كورتني” وأختها الأخرى “الآنسة كولي” اللتان تشتركان معها في برنامجها الذي يعرض على العديد من الفضائيات الغارقة في “الهيافة والهبل”. حتى والدتهم المحترمة الست كريس انضمت إلى بناتها اللائي أحسنت تربيتهن، عبر برنامج تلفزيون الواقع الذي يصور كل تفاصيل الحياة اليومية للعائلة “المحترمة”. طبعا لا يمكن لشخص أو عائلة أن تقبل بأن تصور تفاصيل حياتها وعرضها على الشاشات أمام مئات الملايين إلا بتنسيق مسبق مع معدي هذه النوعية من البرامج التي يطلق عليها “تلفزيون الواقع”. يعني الست كيم كارديشيان مثلا لن تقبل هي ولا معدو البرنامج الذين نجحوا في تحويلها إلى أسطورة حية ومثال يحتذى في الجمال والأناقة والرشاقة، بأن تقتحم الكاميرا غرفة نومها بعد لحظات أو دقائق من استيقاظها من النوم مباشرة. تخيلوا ساعتها ما مدى الصدمة التي يمكن أن يتلقاها المشاهد المقتنع بأنه يشاهد الواقع كما هو وليس الواقع كما هو مخطط له سلفا! لو حدث ذلك ولو لمرة واحدة فإنني لا أستبعد احتمال انهيار إمبراطورية آل كارديشيان التجارية التي تم تأسيسها على قفا “الملاحيس” الذين يصدقون كل ما يشاهدونه على الشاشة. ومن يدري فقد تعلق “الآنسة” كيم وأخواتها ووالدتها لافتة “للتقبيل” على سلسلة متاجرهم الضخمة، كما سيقومون بتصفية منتجاتهم من العطور ومساحيق العناية بالبشرة وأشرطة اللياقة وغيرها. تلفزيون الواقع نجح لأنه صور للناس بأن الحلم يمكن أن يصبح واقعا. أليس ذلك جزءا من مفهوم الحلم الأميركي نفسه. [email protected]