الحق يُقال إن مختلف مناطق المملكة تسابقت في صيف هذا العام إلى تقديم نهج سياحي وتثقيفي مختلف، استفاد من أخطاء الماضي، وارتقى إلى متطلبات العصر بالمفهوم المدني الجديد للسياحة بأسسها الحديثة والشاملة. وللهيئة العامة للآثار والسياحة برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز دور ثقافي مشهود، تقاطع مع جهود أمراء المناطق والمحافظات في كافة المدن السعودية، ولا شك أن ذلك الدور ظهر جليًّا في تحوّل السياحة من مجرد ترفيه وتسلية إلى معنى ثقافي وطني كبير، تمثل في عدد من المشاريع الثقافية والفكرية الكبرى التي انعكس ريعها على الوطن طبقًا لرؤية واضحة المعالم، وتحقيق الأهداف رسمت بعناية واقتدار لعل من أهمها ما بيّنه مؤتمر التراث العمراني من نتاج ثقافي ملموس. واتّساقًا مع أحداث ومشاريع حضارية نهضوية كهذه، فإن المهرجانات الصيفية تعد نافذة مشرقة للمناطق والمدن والقرى السعودية، لذلك كان يجب مع التركيز على الجوانب الترفيهية، وإسعاد السائحين أن تقوم منابر الفكر والأدب كالأندية الأدبية بمشاريع ثقافية عديدة كالمسابقات الثقافية، وأن تهتم باستثمار إبداعات الشباب والفتيات من أبناء تلك المناطق، وكذلك السائحين لإبراز الطاقات الإبداعية الفتية التي تحتاج دعمًا يلمع مكنونها، ويستخرج ثمين معادنها، وأصالة ملكاتها. والأمنية أن نرى في مهرجانات الصيف تكثيفًا لذلك النوع من المشاريع التي تأخذ بيد مواهب وطننا في كل مكان، وتفتح لهم باب الإشراق والأمل والنجاح. رذاذ: ** غابت شواردي فعادت من منبر «المدينة»، إذ أتشرّف أن أكون أحد كتّاب تلك الصحيفة السامقة، وتحت إشراف الدكتور فهد آل عقران، الذي ألبسني تاج العودة إلى القرّاء في صرح من صروح الفكر والثقافة. ** يقول الشافعي : وداريت كل الناس لكن حاسدي مداراته عزّت وعزّ منالها ** مجتمعنا يعشق التصنيف، ويتلذذ بثقافة الإقصاء؛ ومع ذلك للأمل بالحوار فسحة، لكن محاورة الجاهل حماقة..! [email protected]