يكرمني الكثير من أصدقائي بأنهم أحياناً يتكلمون عني كلاماً إيجابياً من أمثال فايز المالكي وفيصل العبدالكريم ونايفكو... وهذه المشاعر يُشكرون عليها، لكن غالباً بعد التغريدة يأتي هجوم لاذع، وقد لمس هذا الموضوع أخي فيصل العبدالكريم فكتب في تغريدته: (أمازح الدكتور أحمد العرفج بتغريدة بسيطة ليأتي هجوم على الدكتور بألفاظ غير لائقة، أُلاحظ ذلك في منشنه دائماً!.. بصدق ماذا يحدث لدينا، وما بال مجتمعنا؟!.. ما حجم هذه الكراهية وإقصاء الآخر... كيف يشعر إنسان بقيمته ووجوده في تويتر فقط ليرد ويشتم؟!. حذفت التغريدة خلال دقائق وأنا محرج)!. هنا انتهى كلام أخي فيصل العبدالكريم وسأعتبر الأمر لا يخصّني، بل سأجعل الموضوع قضية رأي عام، وأتحدث عن الموضوع باتساع وبشكل مطلق... لماذا أصبحنا جاهزين لتوزيع الكراهية، نكره بدون سبب، أما إذا أردنا الحب فنحن لا نحب إلا بسبب؟!. كثيراً ما يراودنا هذا السؤال الخطير ونطرحه على أنفسنا: لماذا يكرهني فلان، ولماذا يتنمر عليّ، ولماذا يسعى لتشويه صورتي أمام الآخرين.. أين أخلاقيات المسلم تجاه أخيه المسلم، لماذا يحاولون أن يسدلوا الستار على فضيلة المروءة؟!. طبيعي لا نجد إجابة منطقية، لأن مثل هذه التساؤلات ليست مرهونة بتصرفاتنا بل ترتبط بتصرفات ومشاعر الآخرين الظاهرية، فالكُره أحد أنواع المشاعر والعاطفة التي تتغلب على العقل وتظهر عادةً في صورة تصرفات وأقوال غير مهذبة، وقد تكون انفعالية بدرجة كبيرة في بعض الأحيان.. وقد تكون نتيجة لسلوك يرتبط بالمشاعر الداخلية تجاه الشخص الآخر نتيجة ما يُبطنه من عواطف تساعد على توليد الكراهية والتي ترتبط بعاطفة الحسد، كأن يُكره الناجح في دراسته وعلاقاته الاجتماعية أو نجاحاته في الحياة العملية.. فالناجح دائماً لا ينظر لمن يكرهونه.. يقول «كريستيانو رونالدو»: (هناك أناس يكرهونني ويقولون عني متغطرس، متكبر، وأياً كان.. هذا كله جزء من نجاحي، أنا صنعت لأكون الأفضل)!. إن مشاعر الكراهية لهي مصدرٌ تدميري للذات وللمحيطين بها، وإذا لم يتم تداركها ستتحول إلى حالة مرضية بغيضة ومنفرة ينتج عنها الغيرة والحسد والحقد والكذب والقسوة والأنانية والتنمر.. يقول «مارك توين»: (إذا كنت تحبني فربما أحبك، وربما لا أعبأ بك، ولكن إذا كنت تكرهني فتأكد أن الكراهية لا تقتل سوى قلب صاحبها)!. أصبحت الكراهية نمطاً سلوكياً لا يتوانى البعض عن ممارسته والمجاهرة به، وقد قيل في علم النفس أن الكراهية شعور أو إحساس سلبي تجاه شخص أو مكان أو فكر ما.. فالكاره لا يرى في المكروه إلا السلبيات ويحاول إبرازها والتركيز عليها.. يقول «جوليان لينون»: (لقد أدركت أن الكراهية تضيع الكثير من الوقت والطاقة، وأنا أفضل أن أوجه هذه الطاقة للخير والعمل الإيجابي).! حسناً ماذا بقي؟! بقي القول: لا بد من التصالح مع النفس فإذا لم تكن متصالحاً مع نفسك فلن تكون متصالحاً مع الآخرين، ويمكن أن تكره أي شخص دون أسباب واضحة، وفاقد الشيء لا يعطيه، أنت لا تحب نفسك فكيف تحب الآخرين وتتقبلهم؟!. يقول الشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله: (لا تبادل الكراهية بالكراهية مع أحد، أحرجه بالطيب، فيصبح بين أمرين: (إما أن يكفيك شره، أو يخجل ويتحول إلى صديق)!!.