مع تعزيز الجهود الرامية إلى وقف تفشٍ جديد لفيروس كورونا في بكين، بدأ أمس السبت المسؤولون في العاصمة الصينية إجراء اختبارات للحمض النووي لأفراد توصيل الطعام والطرود. وقالت صحيفة «بكين نيوز» إن السلطات وسعت الاختبارات عبر المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، منذ ظهور سلسلة من الإصابات الجديدة المرتبطة بسوق لبيع المواد الغذائية بالجملة قبل أسبوع. ويمثل هذا أول تفشٍ للفيروس في بكين منذ أشهر، وقد تجاوز الآن الأعداد التي سجلت خلال الذروة السابقة في أوائل فبراير. وركزت اختبارات الكشف عن «كوفيد 19» في بادئ الأمر على المناطق السكنية قرب سوق «شينفادي» مترامية الأطراف، وعلى العاملين والمتسوقين هناك.ويستهدف المسؤولون الآن عشرات الآلاف من أفراد توصيل الطلبيات الذين يجوبون المدينة، حيث تعد أساطيل المركبات ذات الثلاث عجلات والدراجات النارية التي يستخدمها الأشخاص الذين يوصلون الطرود والطعام مشهدا مألوفا. ولا تزال فرضية إمكانية نقل الحيوانات لفيروس كورونا إلى البشر تدور في فلك التكهنات، حيث تؤكدها دراسات وتنفيها أخرى. ومع قرب انتهاء ما يسمى ب»موجة كورونا الأولى» في بلدان عدة، وصف باحثون من «كلية لندن» الحيوانات ب»خزانات محتملة للفيروس»، مؤكدين أنها قد تؤدي إلى تفشٍ ثانٍ للفيروس حتى إن تم القضاء عليه بين البشر. وشدد الباحثون على ضرورة تطوير استراتيجيات لمراقبة الحيوانات الأليفة والماشية لمحاولة فهم آلية انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان والعكس، وتحديد حجم الخطر. ولفتت الدراسة إلى أن الإصابة بالفيروس كانت صغيرة ومحدودة عند الحيوانات، خلال الموجة الأولى من كورونا. لكنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة البحث بشكل أوسع لتفويت أي فرصة لتفشي المرض بين الحيوانات، مشيرةً إلى ما قد يشكله من تهديد لصحة البشر.