شيعت مصر، أمس السبت، ضحايا السيول التي تعرضت لها البلاد على مدار اليومين الماضيين في أسوأ موجة طقس تشهدها البلاد منذ 40 عامًا. وتقدمت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي قداس الجنازة لضحايا منطقة «عزبة الزرايب»، والذي أقيم في منطقة مارمرقس بمدينة 15 مايو جنوبالقاهرة، أغلبهم من محافظتي الفيوم وبني سويف، وقدمت الوزيرة العزاء لأسر الضحايا، وأكدت لهم وقوف الدولة إلى جوارهم وتوفير كافة أوجه الدعم لهم. وكانت الوزيرة قد زارت المنطقة، وتفقدت الخسائر التي لحقت بها، وعقدت جلسة مع الأهالي بتكليف من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، لدراسة كافة السيناريوهات الخاصة بتعويض المتضررين، ونقل سكان المنطقة لمنطقة جديدة، أو بقائهم وتطوير المنطقة حسب المواصفات البيئية والهندسية، التي تضمن منع حدوث أي أضرار. وذكرت الوزيرة أن السيناريوهات المطروحة، تتمثل في البقاء في المنطقة، أو الانتقال من المنطقة بكافة الخدمات الموجودة فيها، مشيرة إلى أن هناك انفتاحًا ومرونة على أن يتم انتقال غالبية الأسر. وتعرضت المنطقة لسيول جارفة الخميس والجمعة، أدت إلى تهدم المنازل، فيما قالت وزيرة التضامن إن الحادث جاء نتيجة لما شهدته البلاد مؤخرًا من سوء فى حالة الطقس، ووجود أغلب هذه المنازل بالمكان المخصص كمجارٍ للسيول، مُؤكدة أنه على الفور تم التعامل مع الحادث، وتقديم خدمات الإسعاف الأولية للمصابين والمتضررين، ونقل المتوفين إلى مستشفى حلوان العام، مضيفة أنه تم تجهيز المهمات والاحتياجات المطلوبة من أدوات إعاشة المتضررين، وذلك بالتعاون مع فرق الإغاثة العاجلة والهلال الأحمر المصري، ومنظمات المجتمع المدنى. وفي بني سويف جنوب البلاد، قامت السلطات بإخلاء عشرات الأسر في قرية سنور، التي تعرضت للغرق بسبب السيول. وأكد الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات العاجلة للسيطرة على الموقف، وأن الوضع حاليًا بالمنطقة مستقر، مشيرًا إلى أن الأهالي تم إخلاؤهم كإجراء احترازي لقربهم من مجرى السيل، وسيتم عودتهم لمنازلهم عقب الاطمئنان على استقرار الوضع بشكل تام. وقامت وزارة التضامن بحصر عدد المواطنين المتضررين بالقرية، لتوزيع البطاطين ومواد غذائية وزجاجات مياه، بينما تقوم شركة المياه بتوفير سيارات مياه شرب لتلبية احتياجات المواطنين، كما تم تجهيز 3 مراكز إيواء، وهي معسكر إيواء سنور، ومركز آخر بالحمرايا، ومدرسة سنور. وكان مجلس الوزراء المصري قد أكد الجمعة، أن البلاد تشهد أسوأ طقس منذ ما يقرب من 40 عامًا. وخلال ترؤسه غرفة إدارة الأزمات لمتابعة سوء الأحوال الجوية، وجه رئيس الوزراء الشكر لجميع العاملين بأجهزة الدولة على التعامل في هذه الظروف المناخية الاستثنائية، وقرر تكليف جميع المحافظين بمنح إجازة للمدارس والجامعات يوم أمس السبت حتى تستطيع الأجهزة المعنية التعامل مع آثار وتداعيات الأمطار الغزيرة.