من أسوأ الصفات التي قد يتحلى بها البعض صفة الكذب، فهذه الصفة المقيتة لا تقلل فقط من قيمة الفرد ولا من مكانته بل وتقضي على مصداقيته وتنزع الثقة منه والاعتماد عليه أو ائتمانه على أي شيء، والكاذب عادة ما يكون مخادعاً ومتلوناً ويسعى باستمرار إلى تزييف الحقائق وخلق الروايات ونسج الأحداث الخيالية والتي لا أصل لها، وكثيراً ما يبدأ الكاذب مسيرة كذبه بكذبة واحدة يعتقد أنها بسيطة أو صغيرة أو كما تعارف عليه في بعض الأوساط أنها (كذبة بيضاء) فيهوِّن من أمرها ثم يستمر ذلك الكذب وعلى أصعدة مختلفة وبأحجام أكبر وفي مواضيع مهمة حتى يؤدي إلى جرائم متعددة مثل الغش والنصب والسرقة وغيرها من الأضرار الكبرى على الفرد والمجتمع. عندما تنشأ بعض العلاقات بين بعض الأفراد فإن البداية عادة ما تقوم على تقديم كل طرف نفسه للآخر في أحسن صورة، وكل واحد يسعى إلى تزيين مظهره وإخفاء عيوبه وأحياناً فإنه قد يمدح نفسه أمام الآخر في صورة ذم فيقول من أكبر عيوبي هي المجاملة أو الصراحة أو غيرها من الصفات وبالرغم من أن تلك البداية فيها الكثير من الخداع والتجمل إلا أنها لا تخلو في كثير من الأحيان من الكذب وقد يكون ذلك في بعض المقابلات المهمة كمقابلات التوظيف أو غيرها من المقابلات التي تبنى على أساسها معاملات رسمية مستقبلاً. إحدى الدراسات العلمية نشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية تفيد بأن الرجل يلجأ للكذب أكثر من المرأة، وأشارت الدراسة بأن الرجال يكذبون ضعف النساء وأن واحداً من بين كل عشرة رجال يعتقد أنه يجيد الكذب، وأن الرجل يكذب مرة كل أربعة أيام في حين تكذب المرأة مرة واحدة كل ثمانية أيام، وأن 9 من 10 أشخاص يعتقدون أنه يمكنهم كشف الكذب إذ يعد الهروب من التواصل بالعين أكبر وسيلة تفضح الكذاب وذلك بنسبة 64%، في حين يأتي تأخر الردود بنسبة 50% كسبب ثانٍ، ومن أشهر كذبات الرجال هي (هذا الموضوع لم أقله لأي امرأة أو اليوم سيكون لدي عمل طويل)، أما بالنسبة للنساء فإن من أشهر الكذبات (لا لست غاضبة منك، وسأكون جاهزة بعد دقائق). في الصدق طمأنينة ومنجاة وقوة، فالصادق دائماً ما يكون قوياً لأنه لا يخشى شيئاً، فصدقه يحميه، في حين يكون الكاذب ضعيفاً لأنه يخشى أن ينفضح أمام الآخرين في أي لحظة، فقد يستطيع البعض أن يخدع البعض الآخر أحياناً ولكن لايستطيع أن يخدع الجميع باستمرار.
