«جولةُ شدِّ الحزامِ» هكذا سُمِّيت الجولة ال(20) من دوري جميل للمحترفين، وهي فعلاً كذلك، جولة هي الفيصل في مسيرة فرق المقدِّمة، وكان أمام كل فريق من فرق المنافسة هذا الموسم الأربعة الكبار فرصة متاحه للاقتراب من المركز الأول، والمنافسة عليه بقوَّة في الجولات الست المتبقية. وحقيقة خرجت مباريات هذه الجولة بمفاجآت لم يتوقعها أحد، وجاءت في صالح الزعيم بشكل مثالي، ولو تمنَّى أنصارُ الهلال أمنيةً فلن يجدوا أمنيةً أفضل ممَّا تحقَّق في نتائج الجولة ال(20). النصر يتعادل مع الفيصلي الجمعة، والأهلي يتعادل مع الخليج السبت، والهلال يفوز بالثلاثة على الاتحاد الأحد؛ ليغرِّدَ الزعيمُ لوحده في المقدمة ب(50) نقطة، مبتعدًا عن أقرب منافسيه النصر بثماني نقاط. بيد أنَّ نتائج هذه الجولة أكَّدت توقُّعي في خط المنتصف قبل أسبوعين، وبعد الجولة ال(19) بأنَّ الهلال حسم الدوري بنسبة (95%). أمَّا الأحداث التي صاحبت مباراة العميد والزعيم، فأعتقدُ أنَّ الشدَّ الكبير الذي دخل به لاعبو الفريقين لأهميَّة المباراة، التي تُعدُّ مفصليَّةً لكليهما كان السبب في الأحداث التي صارت، وإلاَّ فكلا الفريقين وجمهورهما يملكان الروح الرياضيَّة العالية، ولهما رصيد كبير في اللعب النظيف، والأخلاق الرياضيَّة، ولكن لقب الدوري كان مرتبطًا بهذه المباراة، وبالتالي شهدت ما شهدته من أحداث. وبالتأكيد أنَّه لا أحدَ يقرُّ، أو يوافقُ على رمي زجاجات الماء، وغيرها على اللاعبين، من جمهور الاتحاد، ولا على تعمُّد نواف العابد بالاحتفال بهدفه الثالث أمام جمهور الاتحاد. كما أنَّ التصريحات التي جاءت بعد المباراة من كلا الطرفين، وإنْ كانت انفعاليَّة، إلاَّ أنَّها طبيعيَّة بعد أحداثها، والتي من المتوقَّع وأن ينتج عنها بعض القرارات، والعقوبات من لجنة الانضباط. وبعيدًا عن كلِّ ذلك، فعلى الصعيد الفني، قدَّم الهلال -من وجهة نظري- أقوى مباراة له هذا الموسم، ويُعدُّ فوزه على العميد في أرضه، وبين جماهيره بعد سنوات لم يفز فيها الهلال على الاتحاد، مهرًا حقيقيًّا للزعيم لنَيل لقب دوري جميل هذا العام، قدَّم الهلال مباراة هي الأقوى فنيًّا وتكتيكيًّا، وقدم لاعبوه أداءً مميَّزًا جدًّا، رغم هيبة جمهور العميد، وتسجيله هدف السبق، إلاَّ أنَّهم تماسكوا، واستطاعوا أن ينتزعوا الثلاث نقاط في مباراة هي الأقوى والأجمل والأكثر إثارة هذا الموسم. الخاتمة: فكُّوا الحزام.. انتهت مسابقة الدوري.
