كامب ديفيد الثانية,, مفاوضات شاقة ودروب وعرة,, وتعتيم إعلامي

ربما يفكر الزعماء الاسرائيليون والفلسطينيون في كامب ديفيد في العقبات الجسيمة التي تواجهها مفاوضاتهما، غير إنهم ربما يخاطرون بحياتهم بالفعل حين يسعون لاستنشاق نسمة هواء من نسيم الجبال العليل.
ويشعر اعضاء الوفود أثناء تجوالهم سيرا على الاقدام في الدروب الخضراء التي تكسوها الاشجار بالمنتجع الرئاسي المعزول بالجفول المفاجئ من أصوات عربات الجولف الخفيفة التي يقودها زملاؤهم الذين اعتادوا على ركوب سيارات المرسيدس الليموزين التي يقودها سائق، وذلك اكثر من الجلوس على خلف مقود السيارة.
وقال جو لوكهارت السكرتير الصحفي للبيت الابيض للصحفيين حين يتجول المرء في المنتجع، يلاحظ فيضا دائما من المفاوضين وهم ينطلقون بسرعة في عربات الجولف الخفيفة.
واضاف يكفي القول ان كل مفاوض من هؤلاء لا يملك قدرات متساوية في التفاوض حول عربة جولف مثلما يتفاوضن حول القضايا الدبلوماسية.
وبالنظر الى عدم احراز نجاح واضح في المفاوضات حول اتفاق سلام شامل بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني فإن قيادة عربات الجوف الخفيفة في مثل هذه الاحوال، يكون مفعما الى حد ما,.
وقال لوكهارت فيما وصفت بأنها اكثر تصريحاته سبرا للأغوار خلال اربعة ايام متصلة من المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية الوسيط الامريكي هناك منعطف خطير واحد في ملعب الجولف بمنتجع كامب ديفيد لا اعرف سواه.
ويعد التعتيم الاعلامي الصارم المفروض من جانب المضيف الامريكي على المفاوضات قوي للغاية لدرجة ان المراسلين المحبطين اضطروا الى طرح اسئلة عن عربات الجولف الخفيفة ومسائل تافهة اخرى.
غير ان ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية فوجئ بسؤال من احد المراسلين الصحفيين يتعلق بإعجاب باراك وعرفات التلقائي ببودي، وهو كلب كلينتون المدلل.
ورد باوتشر بارتباك قائلا اخشى ان يكون هذا السؤال موجها اصلا الى المتحدث باسم البيت الابيض,, لم اتدرب على التعامل مع مثل هذه الاسئلة.
يذكر ان باوتشر حل محل لوكهارت اثناء غياب كلينتون عن كامب ديفيد امس الأول الخميس.