تأمل أخي المسلم وأختي المسلمة في صحيح مسلم وفيه (سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره قال أنا يا رسول الله قال انزلْ عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) - شأ: كلمة زجر للبعير - فتأمل أخي الحبيب كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يمنع الشخص من ذكر أو أنثى أن يدعو على نفسه أو على ولده أو على ماله لأنه قد يوافق ساعة إجابة فيستجيب الله دعاءه فيُصاب بما قاله في لحظة فيندم طوال عمره بل نجد بعض الأمهات تكثر من الدعاء على أولادها إن فعلوا أموراً لا تريدها ثم يزدادون في مخالفتها وقد تكون زيادة المخالفات لها بسبب أنها دعت عليهم بالشقاء أو العناد فتزداد معاناتها أو يصابون بأمراض دائمة مستمرة لا تعلم سببها فضلاً عن علاجها وقد يكون سببها أنها قد دعت عليهم بالأمراض العظيمة أو تدعو عليهم بالموت فلا يصبح عليهم الصباح إلا وهم جثث في بيتها وكان ذلك بسبب دعوة منها لم تشعر بها وقد يكون الأولاد معذورين لصغرهم أو عدم إدراكهم فيصبحوا ضحية دعوة أم لم تنتبه وقد يكون الأولاد كباراً لكن لو دعت بصلاحهم فإنها تجد أثر تلك الدعوة الصادقة من قلب تلك الأم بل لو أن كل شخص كان على لسانه الدعاء بالصلاح والهداية والنفع لنفسه ولأولاده ولماله ولكل الناس فقد يكون هو أول رابح لأنه قد يوافق ساعة إجابة فيكون خيراً لهم في الدنيا والآخرة مع كونه يزكي لسانه فلا ينطق بالكلمات السيئة ولا يعرفها وربي رحمن رحيم يستجيب لعباده ولا يرد سائلاً دعاه، فاللهم أصلحنا وأصلح أهلينا وجميع المسلمين والمسلمات اللهم آمين.