قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الثلاثاء إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة توصل فيما يبدو لاتفاق بشأن قرار يهدف لإنهاء الحرب في لبنان، لكن لا يعرف إذا كان ما تمَّ التوصل إليه يأخذ في الاعتبار وجهة النظر التي حملها موفدون عرب إلى الأممالمتحدة آملين في أن يتوافق القرار الجديد مع وجهة النظر اللبنانية المتمثلة في النقاط السبع التي قدمها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وقال شتاينماير للصحفيين قبل أن يغادر في جولة في الشرق الأوسط: (يبدو الآن أن أعضاء مجلس الأمن توصلوا إلى اتفاق). وأضاف أن مثل هذا القرار سيمثِّل فرصة حقيقية لإحلال وقف لإطلاق النار في المنطقة التي قُتل فيها المئات في الاقتتال الذي نشب على مدى الشهر الماضي، لكن شتاينماير أضاف انه لكي ينجح هذا القرار فإنه لا بد للبنان وإسرائيل أن يوافقا على نشر قوة لحفظ السلام في المنطقة الحدودية في جنوبلبنان.. وقال شتاينماير إنه يسعى خلال زيارته للمنطقة إلى تأمين الدعم لقرار الأممالمتحدة. وقررت الحكومة اللبنانية يوم الاثنين إرسال 15 ألفاً من جنودها إلى الجنوب فيما تنسحب إسرائيل من أراضيها. وأعربت بيروت عن أملها في أن تمهد هذه الخطوة الطريق لإجراء تعديلات على مشروع قرار مجلس الأمن الرامي لإنهاء الاقتتال. وقال لبنان إنه مستاء من مشروع القرار الفرنسي الأمريكي مطالباً بأن يتضمن الدعوة لانسحاب فوري لقوات إسرائيل البالغ قوامها عشرة آلاف جندي من جنوبلبنان. وعلى الرغم من ان إسرائيل لم تعلق رسمياً على مشروع القرار إلا ان مسؤولاً حكوميا بارزا قال إن إسرائيل راضية عنه ولا سيما أنه يسمح للجنود الإسرائيليين بالبقاء في جنوبلبنان لحين وصول قوة دولية لتولي زمام الأمور. وأرسل وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في بيروت وفدا إلى الأممالمتحدة للضغط في اتجاه إجراء التعديلات التي يريدها لبنان على القرار. ويسيطر حزب الله على جنوبلبنان بالكامل.. ويقول حزب الله إنه سيوقف إطلاق النار حينما يخرج الجنود الإسرائيليون من الأراضي اللبنانية. هذا وقد اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن الدعم الذي قدمته الجامعة العربية لخطته من أجل تسوية النزاع بين حزب الله وإسرائيل يشكل (خطوة كبيرة إلى الأمام). وكان وزراء خارجية الدول العربية ال22 اجتمعوا في بيروت يوم الاثنين للإعراب عن دعمهم التام لخطة الحكومة اللبنانية ورغبتها في (تصحيح) مشروع القرار الفرنسي الأمريكي. وفي مقابلة مع (بي بي سي)، قال السنيورة: (كان الاجتماع جيداً) مضيفاً أنه (يمثِّل تضامناً حقيقياً مع لبنان).. وأضاف (كل دولة اصطفت خلف لبنان وحول لبنان.. أنا متأكد من أن جميع العرب يدعمون لبنان) مضيفاً (أعتقد أن ما قمنا به اليوم هو خطوة كبيرة إلى الأمام). وتنص خطة السنيورة التي تبنتها الحكومة، إضافة إلى وقف فوري لإطلاق النار، على انسحاب إسرائيل من المواقع التي تمركزت فيها في جنوبلبنان منذ 12 تموز - يوليو ووضع مزارع شبعا المتنازع عليها تحت سلطة الأممالمتحدة. ويريد لبنان من خلال إرسال الوفد العربي إلى مجلس الأمن الدولي تعديل مشروع القرار الفرنسي الأمريكي للأمم المتحدة ليدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار كما يريد تعديلاً بخصوص الهدنة ليمكِّن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من تولي السيطرة على مزارع شبعا من إسرائيل إلى أن يتسنى للبنان بسط السيادة على المنطقة الحدودية.. واحتلت إسرائيل المنطقة الواقعة على حدودها مع لبنانوسوريا في حرب عام 1967م، وبعد انسحاب إسرائيل من جنوبلبنان في عام 2000 بعد احتلال دام قرابة 22 عاماً قضت الأممالمتحدة بأن مزارع شبعا جزء من سوريا وليس لبنان لكن سوريا أيّدت حق لبنان في المزارع. ويقول التعديل اللبناني إن المنطقة التي يسكنها بعض المزارعين اللبنانيين ستوضع تحت (رعاية الأممالمتحدة إلى حين ترسيم الحدود في هذه المنطقة بين لبنانوسوريا). وبعد دراسة عشرات الخرائط التي تعود إلى اتفاقات الهدنة عام 1949 بين سوريا وإسرائيل قالت الأممالمتحدة إن مزارع شبعا تقع داخل الأراضي السورية غير أنها أضافت أن سورياولبنان لهما حرية إدخال تعديلات وهو ما لم يتم.. ويقول حزب الله إن مقاومته المسلحة تستمر لأن إسرائيل لا تزال تحتل أرضاً لبنانية هي مزارع شبعا.