توصل الباحثون والمشاركون في ندوة (نحو رؤية مستقبلية لمسار التعليم العام في العالم الإسلامي ومجتمعات الأقليات المسلمة) التي نظمتها الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم بجمهورية السودان في الفترة من 24-27 ربيع الأول 1427ه إلى 30 توصية خاصة وعامة. وقد أوصى المشاركون والباحثون في الندوة بثلاثين توصية هامة في مجال مناهج التعليم العام في العالم العربي والإسلامي منها: مراجعة دورية شاملة للتعليم العام في العالم الإسلامي والانطلاق من مستويات متفق على معياريتها ومراجعة مناهج التعليم العام في العالم الإسلامي ومجتمعات الأقليات المسلمة ومراعاة التكامل بين الدوائر الثقافية الأربع (المحلية والعربية والإسلامية والعالمية) ودعوة الهيئات الإسلامية العاملة في مجال التعليم لإعداد مناهج دراسية ومواد تعليمية لمجتمعات الأقليات المسلمة ومراجعة واقع التدريس في المؤسسات التعليمية والتأكيد على المعايير العامة للتدريس في برامج إعداد المعلم وتدريبه واستخدام طرائق التدريس الحديثة في تنمية الأبعاد الجديدة للخبرة التربوية ومراعاة التركيز في التدريس على أنماط التعلم والاهتمام بتنمية قدرات ومهارات التعلم الذاتي لدى الدارسين والعمل على إنشاء مراكز مصادر التعلم والتأكيد على البعد الأخلاقي لاستخدامات وبناء أدوات تقويم استنادا إلى المعايير العلمية للتقويم والاعتماد على التقويم الشامل والاهتمام بإعداد المعلم وتدريبه بالأبعاد الأربعة الرئيسة (وهي: التمكن من الجانب التخصصي المعرفي، وطبيعته، وطبيعة المتعلمين، وطبيعة التدريس ومهاراته) ودعوة المعلم إلى اعتبار عمله رسالة تربوية إسلامية وليس مجرد وظيفة، والتأكيد على كون المعلم ميسراً للعملية التربوية، وليس مجرد ناقل للمعرفة وإخضاع عملية اختيار المعلم وممارسته للعمل لمعايير مهنة التعليم واختيار القيادات الإدارية في ضوء معايير علمية وتعميم التدريب الإداري واختيار المشرف التربوي في ضوء معايير الكفاءة العلمية والمهنية وتخطيط برامج علمية ومهنية لإعداد وتدريب المشرفين وأهمية فكرة مشروع المدارس المتميزة وضع معايير جودة شاملة لمشروع حضاري للمدرسة الإسلامية تبني إنشاء فصول ومدارس لذوي الاحتياجات الخاصة وفتح قنوات تواصل نشطة وفاعلة بين الهيئة والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال التعليم، والبدء في تنفيذ مشروعات الهيئة والخاصة بإجراء دراسات حول الأنظمة التعليمية المختلفة وعقد المؤتمر العالمي السابع للتعليم في مكةالمكرمة وتوصية الهيئة بتوسيع دائرة مناشطها العلمية، وفتح مكاتب ومندوبيات في البلاد الإسلامية والبلاد التي بها أقليات مسلمة. وقد شارك في هذه الندوة الكبرى ما يقارب من (62) باحثاً من مختلف دول العالم الإسلامي وشاركت (13) مدرسة بعرض تجاربها الرائدة في مجال التعليم العام وشارك من المملكة العربية السعودية (14) باحثا ومشاركاً ومن جمهورية السودان (35) باحثاً ووصل عدد جميع المشاركين في جميع فعاليات الندوة ما يقارب (2400) مشارك وكانت الندوة أقيمت تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية السودان المشير عمر حسن البشير وبدأت في الساعة التاسعة صباحاً بالقرآن الكريم، ثم كلمة الأمانة العامة للهيئة الإسلامية العالمية للتعليم التي ألقاها الدكتور عبد الرزاق بن أحمد ظفر، ثم كلمة الأستاذ الدكتور عبد القادر الفادني أمين عام ديوان الزكاة، ثم كلمة وزير الدولة لوزارة التعليم العام ألقاها نيابة عنه الأستاذ محمد أحمد الطاهر أبوكلابيش، ثم كلمة المتحدث الرئيس الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد وزير الثقافة السابق ووزير التربية والتعليم الأسبق، ثم كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي ألقاها نيابة عنه الدكتور حسن بن علي الحجاجي مساعد الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للتعليم، ثم كلمة رئيس الجمهورية التي ألقاها ممثله الدكتور أزهري التجاني وزير الإرشاد والأوقاف بالسودان. وقد استهدفت الندوة تحقيق ما يلي: 1- الارتقاء بالأداء التربوي في مدارس التعليم العام. 2- عرض تجارب بعض المدارس المتميزة بغرض الإفادة منها. 3- عرض مشروع نظام جمعية المدارس الرائدة والمتميزة في العالم الإسلامي. ثم بدأت فعاليات الندوة في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً من اليوم نفسه. فقدم الدكتور عبد الرزاق بن أحمد ظفر ورقة الأستاذ الدكتور خالد عبد السلام الصمدي التي كانت بعنوان (الأهداف) وكان يرأس اللجنة الدكتور عصام أحمد البشير ومبتدر النقاش الدكتور أحمد سعد مسعود ومقرر الجلسة الأستاذ الدكتور عمر حاج الزاكي. ثم تلتها ورقة الأستاذ الدكتور رشدي أحمد عبد الله طعيمة وبالطريقة نفسها نوقشت واتخذت عليها التوصيات، ثم تتالت بقية فقرات هذه الفترة حسبما هو مقرر لها في برنامج الفعاليات. وبدأت الفترة المسائية بعرض تجارب بعض المدارس الرائدة حيث عرضت مدارس الرواد بالرياض، ثم تلتها مدارس المجلس الإفريقي بالخرطوم، ثم مدرسة الرؤية الثنائية اللغة بالكويت، ثم مدرسة أبو بكر الصديق بقطر بدلاً عن مدرسة عدني التي تغيب ممثلها لظروف طارئة، ثم مدارس اليوبيل بالأردن. وكانت هناك لجنة لصياغة التوصيات طوال فترة انعقاد الندوة. وفي اليوم الثاني بدأت فقرات البرنامج من الساعة التاسعة صباحاً حيث كان أسلوب الطرح على النحو التالي: الباحث الرئيس يلقي ملخصاً عن ورقة العمل التي قدمها للندوة، ثم يتلوه مبتدر النقاش، ومدير الجلسة يقوم بالتنسيق وتوزيع الوقت بين الباحث الرئيس ومبتدر النقاش ومن يرغب من الحاضرين التعليق أو التعقيب والمداخلة، وللجلسة مقرر يرصد ما يطرح من رؤى وتوصيات يقوم بتسليمها للجنة الصياغة للتوصيات. وكان عدد الحاضرين لهذه الجلسة في هذا اليوم (249) شخصاً من أساتذة الجامعات والمتخصصين التربويين والباحثين والمعلمين والمعلمات. وفي الفترة المسائية من اليوم الثاني للندوة قامت المدارس للمشاركة بعرض تجاربها الرائدة والمتميزة، فعرضت المدارس الإسلامية المحدودة (مصلح) من ماليزيا تجربتها وتلتها (مدارس البسام بالدمام) ثم المدارس الإسلامية للتربية والتعليم بدبي في دولة الإمارات، ثم مدرسة دار الأرقم في الأردن بدلاً من مدارس الإيمان من لبنان التي تغيب ممثلها بسبب ظروف طارئة، ثم مدارس القبس بالخرطوم، تلتها مدرسة دار القرآني الإسلامي من ماليزيا حسب برنامج فعاليات الندوة، وكان عدد الحاضرين لهذه الجلسة (296) شخصا من أساتذة الجامعات والمتخصصين التربويين والباحثين وغيرهم. أما في اليوم الثالث للندوة فقد قدم الباحثون أوراقهم حسب جدول فعاليات الندوة المرافق وعلق مبتدرو النقاش لكل ورقة على ما طرح من الباحث الرئيس، وبعد التعقيب والتعليق والمداخلة من كل شخص رغب في ذلك من الحاضرين، وفي نهاية الجلسة قدم المقرر التوصيات والرؤى التي طرحت للجنة صياغة التوصيات. * وفي الفترة المسائية من اليوم الثالث تليت التوصيات في الجلسة الختامية في حفل أقيم لهذا الغرض، وكان عدد الحضور لهذه الجلسة (143) شخصاً من أساتذة الجامعات والمتخصصين من التربويين وغيرهم. وناقش المجتمعون نظام تأسيس جمعية المدارس المتميزة واوصوا بدراسته. * ولقد حققت بحمد الله الندوة أهدافها المرسومة، وكان العمل فيها إيجابياً وفاعلاً، والحضور متميزاً حيث بلغ العدد الإجمالي لمن حضر فعاليات الندوة يزيد على (2.450) شخصاً تقريباً. وقد صاحب هذه الفعاليات معرض للمدارس المتميزة شاركت فيه المدارس وكان للهيئة الإسلامية العالمية للتعليم جناح في هذا المعرض، وكان العدد الإجمالي لرواد المعرض من معلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات وأساتذة جامعات وأستاذات يزيد على ألفي زائر في فترة انعقاد الندوة، مما يعطي مؤشرا على تفاعل النخبة المثقفة في هذا البلد المضياف مع برامج الهيئة ومشاريعها التربوية. إن الأمانة العامة للهيئة الإسلامية العالمية للتعليم ترى أن تطبع جميع البحوث والتقارير المقدمة من المدارس وأوراق العمل والتوصيات التي تمخضت عن الندوة في كتاب تقوم الهيئة بتنظيمه وترتيبه ودفعه للطباعة وتحمل تكاليف الطباعة وإصدار ألف نسخة منه توزع على جميع المؤسسات والهيئات والمنظمات المعينة بالتربية والتعليم وكذلك وزارات التربية والتعليم في عالمنا الإسلامي بغرض تفعيل التوصيات التي تضمنتها محاور الندوة.