يتميز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من أنه رجل متدين ورجل سياسة ورجل اقتصاد ورجل اجتماع، تلكم الصفات الأربع إذا ما توافرت في قائد ما، فهذا يعني أن أمور أي بلد ستكون بخير، فصلاح الأمة يتأتى باستمرار من خلال صلاح قائدها، ومسألة الصلاح وتبيانه على الملأ، لا يتأتى جراء مسكنات إعلامية تنشرها وسائل الإعلام، لتمتدح القائد لأنه قائد، أو أنها تنشر عنه إنجازات وهو بعيد كل البعد عن ما يسمى بالإنجاز الحقيقي، فالأمم قد بلغت الرشد، وأصبح الخبر الإعلامي سهل المنال، ولهذا ينكشف أمر المخادع والكاذب الذي يضع الإعلام أبواقاً له، يمجده ويبرزه متى ما شاء وأراد.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما يفكر في شيء ما ويفصح عنه نجده أمراً أضحى واقعاً أمام العيان، إن هذا المليك لا يتوانى على الدوام في الإسراع بالتدخل لدرء أي مخاطر تواجه مجتمعه للذود عنها، سواء كان الأمر دينياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو أمنياً.. فدينياً عندما أساءت عناصر مريضة في تطاولها على شخص نبي الهدى وخاتم الأنبياء محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) أمر - أعزه الله - بسحب سفيرنا من دولة الدنمارك، وأفرد حديثاً في جلسة مجلس الوزراء خص فيه بالتعبير عن ما يجول في نفسه ونفوس شعبه من استياء عام من التصرفات الرعناء الحاقدة التي هاجمت رسول ونبي الأمة - صلى الله عليه وسلم -، واجتماعياً عندما قام بزيارة لبعض من الأحياء الشعبية لسكان مدينة الرياض وتفقد حال البعض منهم، أمر - أعزه الله - بتشكيل لجنة لمعالجة الفقر في البلاد.. وأمنياً عندما أحدثت بعض العناصر الإرهابية زعزعة أمنية، أمر - أعزه الله - بدعم الجهود الأمنية مالياً ومعنوياً لنصرة هذه البلاد الآمنة، ووعد هذا المليك قائلاً: إن محاربة هذه الفئة الضالة سوف تستمر إلى أكثر من ثلاثين عاماً، في إشارة منه أن الحرب مع الإرهاب متواصلة إلى أبد الآبدين.. وأما اقتصادياً فما حدث من مبادرة سريعة وتوجيهات كريمة للنهوض بسوق المال السعودي، حينما حل بسوق الأسهم السعودية نزولاً حاداً في أسعارها، أمر - رعاه الله - بانعقاد جلسة استثنائية للمجلس الاقتصادي الأعلى، ووجه - حفظه الله - الجميع بإيجاد الطرائق الاقتصادية الفاعلة التي تجعل من اقتصادنا الوطني شامخاً صامداً في مواجهة المتغيرات الاقتصادية، ومن ذلك توجيهه - رعاه الله - بدراسة السماح للمقيمين من غير السعوديين بالاستثمار بشكل مباشر في سوق الأسهم وعدم قصره على صناديق الاستثمار الخاصة بالبنوك المحلية، والعمل على تخفيض القيمة الاسمية للأسهم في السوق بتجزئتها، كما وجه - رعاه الله - معالي وزير المالية بعقد اجتماع جرى مع نخبة من ممثلي القطاع الخاص لشرح ما دار في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى برئاسة المليك الذي تطرق إلى الأسس التي يرتكز عليها النشاط الاقتصادي في البلاد وبالذات نشاط السوق المالية، مما نتج عنه تجاوب سريع مع هذه النخب الوطنية التي بادرت بدعم هذه السوق دعماً واضحاً، ونخص بذلك كل من الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز والشيخ سليمان الراجحي، إن كل ما جرى حتى الآن لا شك أنه يعد معجزة، ودور ريادي، واضح المعالم، بارز التنظيم، وليس أوضح وأدل أو ما يشير إلى تحقيق نجاح واضح من أن السوق على الفور استجاب في افتتاح الفترة المسائية ليوم الأربعاء الموافق 15-2-1427ه بصعود غالبية أقيام أسهم الشركات، بعد أن كان السوق مغلقة على نزول في الفترة الصباحية إلى أكثر من سبعمائة نقطة، وليس الأمر كذلك فحسب، بل أصبح لهذه القرارات الملكية تداعيات أخرى، كان لها تأثير واضح تجاه الغير، فقد بادرت دول أخرى بعمل شيء من هذه التوجهات.. ففي دولة الإمارات عقد اجتماع مع بعض المستثمرين برئاسة وزيرة الاقتصاد الإماراتي، للنهوض بسوق الإمارات المالي، وفي مصر أقدمت شركات استثمارية على عزمها شراء أسهم من سوق المال هناك لتعزيز مستوى السوق، هكذا تظهر معادن الرجال، وهكذا تبرز الأمانة الحقة، هنيئاً لهذا الشعب بهذا المليك الأمين، وهنيئاً للمليك بشعبه الوفي.