أعلن مصدر عسكري أمس الأحد أن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا على ما يبدو في حادث ثان لانزلاق التربة لكن في جنوب الفيليبين، بعد يومين من السيول التي طمرت قرية في وسط الأرخبيل. وأوضح الكومندان جمال هايوديني المتحدث باسم الجيش في المنطقة الجنوبية أن انزلاق آخر للتربة حدث مساء السبت في قرية بالابا قرب مبايوغ في جزيرة مينداناو جنوب البلاد، حيث طمر منزلان. وتبحث فرق الإغاثة عن عشرات المفقودين. وأوضح الضابط أن الانزلاق حدث بسب الأمطار الغزيرة التي تهطل منذ أيام. إلى ذلك تضاءل الأمل في العثور على ناجين من انزلاق التربة الذي دمر قرية بأكملها في وسط الفيليبين بينما ما زال 1420 شخصاً مفقودين بينهم 246 تلميذاً ومدرسيهم علقوا في مدرسة. وتجرى عمليات البحث بهدوء وصمت لالتقاط أي أصوات يمكن أن تدل على وجود أحياء. وتم انتشال 64 جثة بينما تحدثت أرقام عن فقدان بين 1400 وثلاثة آلاف شخص. وقال مسؤول كبير في مكتب الدفاع المدني إن 1420 شخصاً بينهم 206 أطفال في مدرسة هم في عداد المفقودين غداة انزلاق التربة. وكانت فرق الإغاثة تحدثت قبل ذلك عن فقدان حوالي ثلاثة آلاف شخص. ومنذ الجمعة لم يتم انتشال أي شخص في القرية الواقعة جنوب جزيرة ليتي على بعد 675 كيلومتراً جنوب شرق مانيلا بينما علقت عمليات البحث الجوي بسبب الأحوال الجوية السيئة بينما أكد الجيش في بيان أن فرص العثور على ناجين (ضئيلة جداً). وقال الوغيو دالا الميتشار البلدي في المنطقة لوكالة فرانس برس (كانت المنطقة تضم ثلاثين قرية وبقي فيها 29. لقد محيت قرية بأكملها من الخارطة). وأوضح الجنرال بونيفاسيو راموس الذي يقود جهود الإغاثة إن (الطمي أشبه برمال متحركة. إنها عميقة جداً وعلينا التزام حذر كبير في عملنا). وأضاف (نظراً للضغط المنخفض في المنطقة الذي يسبب هطول الأمطار لا نستطيع التحرك بسرعة ومن الصعب جداً التقدم بالآليات الثقيلة لأنها يمكن أن تعلق في الطمي). وتعمل فرق الإغاثة بأدوات بدائية مما يسبب بطئاً شديداً في عملها. وعملت فرق الإغاثة التي تضم عسكريين ومدنيين طوال نهار السبت في محاولة للوصول إلى مدرسة ابتدائية علق فيها المدرسون والتلاميذ، إلا أنهم لم يتلقوا أي نداء استغاثة منذ تلك التي وصلت بالهاتف النقال مساء الجمعة. وأدت الكارثة إلى تعبئة دولية. فقد أعلنت الولاياتالمتحدة عن إرسال مساعدة فورية توجهت اثنتان من سفنها إلى المنطقة. وأعلن مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أنه سيعزّز مكتبه في الفيليبين بإرسال فريق مكلف تقييم الاحتياجات وتنسيق عمليات الإغاثة. كما ستخصص الأممالمتحدة خمسين ألف دولار لشراء معدات وأجهزة إغاثة وتوزيعها بسرعة. وفي جنيف قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 128 ألف يورو بينما تعهدت أستراليا بوضع 740 ألف دولار بتصرف عمليات الإنقاذ. وقدّمت الصين مليون دولار من المساعدات العاجلة إلى الفيليبين بينها 250 ألف دولار نقداً، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة. وأرسل الرئيس الصيني هو جنتاو رسالة تعزية آل الرئيسة غلوريا ارويو. وقد عبّر البابا بنديكتوس السادس عشر الجمعة عن حزنه لهذه الكارثة. وأكدت منظمات لحماية البيئة أن انحسار الغابات تسبب إلى حد كبير في هذه الكارثة. فقد هطلت أمطار غزيرة يزيد معدلها خمس مرات عن المعدل الطبيعي منذ السادس من شباط - فبراير. وتقع جزيرة ليتي على شق زلزالي. وقال مسؤول في الوكالة الحكومية للبراكين رينيه سوليدوم إن هزة أرضية تبلغ شدتها 2.6 درجات وقعت قبل انزلاق التربة تماماً وقد تكون سببتها.